موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
الصبر الجميل والإيجابية في التفكير

أشخين ديمرجيان :

 

تُحبّ الحياة الإنسان الإيجابي ويكون الانتصار فيها للمثابر حتى ولو انهزم مرّات كثيرة. وتكون السعادة من نصيب الفرد الذي يبقى متفائلاً متأكّدًا أنّه لن يتحطم حتى ولو سقط على الأرض وهُزم إلى حين، فيقوم ويُعيد الكرّة مرّات لأنّه يؤمن بالله فائق القدرة... "إنّنا في هذه المضايق كلّها ننتصر بالذي أحبّنا" (رومية 8: 37).

 

رغم وجود سلبيّات كثيرة في حياتنا، والأحوال المتردّية جدًا من حولنا، والخلل الهائل في الضمير العام، ينبغي أن نكون على استعداد نفسيّ لرؤية الإيجابيات وجوانب الخير في الأشياء وأن لا نقلق بل نطمئن إلى الحياة. "كُن جميلاً ترى الوجود جميلا" كما قال الشاعر اللبناني ايليا أبو ماضي في قصيدة له بعنوان "فلسفة الحياة". المشاعر الايجابيّة والتّفاؤل يساعدان على تحمُّل مصاعب الحياة وانهزاماتها كي نبدأ من جديد بعد كلّ خسارة أو ضرر. فتكون لحياتنا قيمة سلوكيّة فاضلة وممارسة حياتيّة صادقة مع الله عزّ وجلّ والقريب.

 

هكذا لم ييأس عالم الفيزياء الاسكتلندي "بيتر هيغز" الذي اكتشف جُسيّم افتراضي قبل أكثر من نصف قرن وقال أنّه جزء النواة المسؤول عن خلق الكون. وفي 4 تموز 2012 صرّحت المنظمة الأوروبية للأبحاث النوويّة أن علماءها أعلنوا في ذلك اليوم أهمّ الاكتشافات الفيزيائية، من خلال تقديم أدلّة تُشير الى وجود جُسيّم جديد يشبه الى حدّ أقصى من حيث خصائصه، جُسيّم "هيغز"، وقد سمّي الجُسيم على اسمه تكريمًا له.

 

حتّى السقيم العليل الذي لا يُرجى أمل في شفائه من المرض بناءً على تقارير الأطباء، ينبغي أن يلجأ الى الله بكلّ إيمان وأمل، لأنّه الشافي الوحيد... والثقة به تعالى والبحث عن طرق طبيعيّة للعلاج تُعافي هذا المريض الميئوس من أمره وتُعيد اليه صحّته وعافيته... كما أنّ التعبّد لله بحدّ ذاته علاج وبلسم ودواء ناجع. ومَن لا يلجأ إليه تعالى يغوص في اليأس والعلّة وضياع العمر.

 

هناك آيات كثيرة عن المرض والشفاء في الكتاب المقدّس ومنها على سبيل المثال: "يا بُنيّ، إذا مرضت فلا تتهاون، بل صَلِّ إلى الرب فهو يشفيك" (سفر يشوع 9: 38). "احْفَظِ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ الْيَوْمَ لِتَعْمَلَهَا. وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هذِهِ الأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا، يَحْفَظُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ اللَّذَيْنِ أَقْسَمَ لآبَائِكَ، وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ... وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُلَّ مَرَضٍ" (سفر التثنية 7: 11 وتابع). طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمِسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ. يَغْتَبِطُ فِي الأَرْضِ، وَلاَ يُسَلِّمُهُ إِلَى مَرَامِ أَعْدَائِهِ. الرَّبُّ يَعْضُدُهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ. مَهَّدْتَ مَضْجَعَهُ كُلَّهُ فِي مَرَضِهِ" (سفر المزامير 4: 1-3). "لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيب، بَلِ الْمَرْضَى" (متى 9 : 12).

 

خاتمة

 

إنّ العادات السلوكيّة الايجابية تؤثر على صحّتنا وعلى مدى استعدادنا لتنمية ثقتنا الكبيرة به تعالى وبأنفسنا بناءً على نظريات التحليل النفسي. ما أحوجنا الى أن نرفع أدعيتنا إليه تعالى كي يحرّرنا من كابوس الكورونا أو الخوف أو القلق، ويهبنا نعمة الاعتماد عليه والدواء لجراحاتنا النفسيّة والجسديّة والصبر الجميل والاعتزاز بالنفس وقوّة الشخصيّة والرجاء الوطيد به.