موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٤ مارس / آذار ٢٠١٨
الشباب صوت المستقبل ووحي الحياة

د. اسمهان ماجد الطاهر :

عيون الشباب تشع أملاً وقوة وعذوبة. من عيون الشباب يطل الوحي ظاهراً جلياً متطلعاً إلى خفايا ما نقول ونفعل. يتعاقب في أذهان الشباب النفي والإثبات الاستفهام والاستخبار يتطلعون للوصول إلى الحقيقة ويرسلون الرجاء الى النجوم المضيئة بأن تستمر في إرسال نورها لتمحو اللجين.

نفوس الشباب الطيبة تتجه بنظرة رجاء نحو سحابة عالية فتسألها حول كيفية إعتلاء النور وطرق زيادة الأكسجين المستنشق من الهواء. قلوبهم ترسل الأمل والأمنيات الى الأفق فتراه ذابلاً. الأرواح النقية الغضة باتت حائرة بين الإستمرار بالمحاولة من أجل البقاء وبين الاستسلام أمام مذبح البطالة وضياع الامنيات والأحلام.

الشباب هم أبناء المستقبل يحاولون بعزم لملمة شتات الحاضر المتمزق بين الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة بكل تداعياتها وآثارها على حياتهم وظروفهم الاجتماعية والنفسية. يحاولون بكل ما أوتوا من عزم وإرادة صلبة تخطي الصعاب يمدون الخطوات وأحياناً يلاشي التهيب وقع خطواتهم.

لكل حدث انتهى اسم ولكل زمان مضى أسم ولكن ماذا سنسمي هذا الزمان تتسارع الشهور وتنتظم أعواماً وتتساند الاعوام معاً لتصبح عقوداً تشكل موج العمر السريع التقاذف.

يستفزني التحمس المظلوم للشباب فلا أستطيع أن امنع نفسي في لحظة عطف على الخلائق أن أقرع جرس التنبيه إلى ضرورة الاستبسال في الدفاع عن حقوق الشباب. حقهم في الحياة والعيش الرغيد، حقهم في استثمار طاقاتهم. نعم؛ فهم في أوج العطاء والشغف والرغبة في العمل والتقديم.

لا تدعوا الظروف الصعبة تنسيكم أن الشباب روح العصر ونبض الزمان ووحي الحياة. لا تدعوا الإحباط واليأس يسكن قلوبهم النقية. لا تهملوا قدراتهم وابتكاراتهم الذهنية هم من يتحف الحاضر بالأفكار الجديدة فلا تسمحوا لوقتهم أن يفنى في اعمال غير جديرة. أوقاتهم غالية فلا تدعوها تهدر على المقاهي، انفاسهم قوية فلا تتركوا الدخان يخنق تلك الأنفاس.

لنتبنى اقتراحاتهم ولنحتضن أصغر الأفكار وننميها ونسقيها بالمعرفة والنصائح والخبرات لتنمو وتنضج وتثمر.لا نريد للشباب بأن يسخطوا فيتركوا الحياة بلا وقع جميل مؤثر. اجتنبوا التلقين الأبله الذي يصر البعض على تقديمه لهم ودعوا كل شاب يحتضن ارائه الخاصة بما يتفق مع ميوله وحاجاته كللوا رؤسهم بتاج القيم العليا لعيشوا لحظة اكتمال الحياة.

يصرخ شاب في المجتمع قائلاً لا تتجاهل امتعاضي ولا تستخف بما يؤلمني فقد اتعمد الخطأ لاستفز سخطك وأجلب أهتمامك وعندها ستلتفت لي قصراً لا طوعاً. سأوقفك على حقيقة ما ينسب إلى من الأخطاء والأثام فكن وحدك الحكم المنصف وحاول أن تصلح التلف الذي علق بروحي فقد آُريك مني وجها جديدا.

انا كشاب ما زلت جاهزاً ومستعداً لأن تسمعني وتقومني وتشجعني وإن أخطأت عليك تسامحني بعد أن تنبهني الى الغلط فلا حياة بلا سهو أو نقصان.

وفي الجانب الآخر هناك شاب يقول خلقت لاتعلم لاستفيد لاقف مع الآخرين لاهتدي الى مكانتي. درست لأهذب نفسي وادللها واعززها وأنميها فساعدوني لأحلق بنفسي عالياً نحو الشواهق. سأتمسك بعزم وقوة بكل ما أريد ولن اترك خلفي إلا ما يستحق أن يُترك. نحن الشباب رموز الحياة نترقب ونتوقع وننتظر ونرجو بشغف فلا تهملوا في زحمة الضجيج أصواتنا ولا تنكروا علينا الرجاء ولا توأدُ ذاك الشغف.

(الرأي الأردنية)