موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الجمعة، ٢١ أغسطس / آب ٢٠٢٠
السلطتان المتنافسان في ليبيا تعلنان وقف إطلاق النار

أ ف ب :

 

أعلنت السلطتان المتحاربتان في ليبيا في بيانين منفصلين مفاجئين الجمعة وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل وتنظيم انتخابات العام القادم في أنحاء البلاد، بينما رحّبت الأمم المتحدة بـ"التوافق الهام" بين الطرفين.

 

وصدر البيانان عن رئيس الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس فايز السراج من جهة، وعقيلة صالح، رئيس البرلمان الداعم للرجل القوي في الشرق الليبي المشير خليفة حفتر من جهة أخرى.

 

وقال السراج في بيانه إنه أصدر تعليماته "الى جميع القوات العسكرية بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية". ودعا الى "انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال شهر آذار القادم، وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم الاتفاق عليها بين الليبيين".

 

وفي بيان منفصل نشر على حساب بعثة الامم المتحدة في ليبيا على تويتر، طلب صالح "الوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في جميع أنحاء البلاد". وأضاف "نسعى الى تجاوز الماضي وطي صفحات الصراع والاقتتال والتطلع الى المستقبل وبناء الدولة عبر عملية انتخابية طبقا للدستور وإطلاق مصالحة وطنية شاملة".

 

كما أكد الطرفان في بيانيهما استئناف إنتاج وتصدير النفط وتجميد إيراداته إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية.

 

وتدور حرب بين الطرفين منذ تشكيل حكومة السراج في كانون الأول 2015.

 

ورحّبت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز "بنقاط التوافق الواردة في البيانين الصادرين" عن السراج وصالح "واللذين عبرا فيهما عن قرارات شجاعة ليبيا بأمس الحاجة إليها في هذا الوقت العصيب... على أمل أن يفضي هذا الأمر إلى الإسراع في تطبيق توافقات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والبدء بترحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة على الأراضي الليبية".

 

وأُقرّت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 (خمسة أعضاء من قوات المشير حفتر وخمسة أعضاء من قوات حكومة الوفاق) ضمن حوار جنيف في شباط بهدف الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم. وحثّت وليامز "جميع الأطراف على الارتقاء لمستوى المرحلة التاريخية وتحمل مسؤولياتهم الكاملة أمام الشعب الليبي".

 

"هدوء خادع"

 

وتسود الفوضى ليبيا منذ أطاحت انتفاضة مدعومة من الغرب بالرئيس الأسبق معمر القذافي وأفضت إلى مقتله عام 2011. وأطلق حفتر في نيسان 2019 هجومًا لانتزاع طرابلس من قبضة حكومة الوفاق برئاسة السراج. لكن الخطوة دفعت تركيا وحليفتها قطر للتدخل دعمًا لحكومة الوفاق.

 

وبعد 14 شهرًا من المعارك العنيفة، طردت قوات حكومة الوفاق المقاتلين الموالين لحفتر من أجزاء كبيرة من غرب ليبيا ودفعتهم شرقا باتّجاه سرت، المؤدية إلى الحقول الغنية بالغاز وموانئ التصدير وقاعدة الجفرة الجوية الرئيسية جنوبا.

 

وإلى جانب مصر، يحظى حفتر بدعم الإمارات والسعودية وروسيا، ما دفع الأمم المتحدة مرارًا لدعوة القوى الخارجية لوقف تدخلها في ليبيا. ودعت القوى الغربية التي تخشى من أن يزيد أي هجوم لقوات حكومة الوفاق الوطني على سرت احتمال وقوع مواجهة بين تركيا ومصر، إلى استئناف مساعي إحلال السلام.

 

ورحّبت وزارة الخارجية الإيطالية ببياني السراج وصالح معتبرة أن "هذه التطورات تشكّل خطوة مهمة وشجاعة باتّجاه جلب الاستقرار للأزمة الليبية".