موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الأحد، ٢٢ مارس / آذار ٢٠٢٠
السلطات الدينية في كل دول الشرق الأوسط: صلوا في منازلكم

القدس - أ ف ب :

 

من تونس إلى طهران مرورًا بالقدس ودول أخرى، دعمت معظم السلطات الدينية التدابير التي اتخذتها الحكومات لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وابتكرت أساليب لم تكن لتكون مقبولة في أي زمن عادي، للقيام بالطقوس الدينية بينها استخدام الانترنت.

 

وأخذ المؤذنون علمًا بقرار السلطات إغلاق المساجد في عدد من ول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتحولت دعواتهم من "هيا الى الصلاة" الى "صلوا من منازلكم". ففي تونس، حيث يصلي المؤمنون أحيانًا أمام الأبواب الموصدة للمساجد، أجهش مؤذنون بالبكاء لدى إعلان ذلك، بحسب مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

أما في الأراضي المقدسة، فقد دعا المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، إلى المناولة باليد بدلاً من الفم خلال القداديس، الأمر الذي التزمت به كذلك مختلف الكنائس الكاثوليكية في لبنان، قبل أن تقفل الكنائس بشكل كبير.

 

وفي خطة غير مسبوقة، أوصى الحاخام الأكبر للسفرديم إسحق يوسف، اليهود بعدم إطفاء الهواتف النقالة خلال عطلة يوم السبت اليهودية، ليتمكنوا من تلقي المعلومات العاجلة المتعلقة بالوباء. ودعا حاخامون آخرون المؤمنين إلى الصلاة من منازلهم.

 

في إيران، إحدى البؤر الرئيسية لتفشي الوباء، عاد النقاش بين العلم والدين إلى الواجهة.

 

وقال الأستاذ الجامعي والفقيه محسن ألفيري من مدينة قم "يعطي البعض الأولوية للطقوس الدينية التي يضعونها قبل كل شيء حتى العلوم الطبية"، بينما يرى آخرون أنه "يجوز وقف الصلوات الإلزامية لإنقاذ أرواح". وتدّخل آية الله علي خامنئي أكثر من مرة لدعم الطاقم الطبي والقرارات التي اتخذتها الحكومة.

 

نشر الوباء "إثم"

 

وغداة مشاركة أعداد كبيرة من المصلين في صلاة الجمعة رغم تسجيل حالات كوفيد-19 يوميًا، أعلنت السلطات الدينية في مصر إغلاق جميع المساجد والكنائس اعتبارًا من السبت ولمدة أسبوعين سعيًا لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

وفي لبنان، حيث تتعايش 18 طائفة، دعم الزعماء الروحيون إعلان "حالة التعبئة الصحية" وتدابير العزل. وقامت كنائس إلى بث قداديسها على شبكات التواصل الاجتماعي. وقام كاهن بمباركة البلاد من مروحية حلقت فوق بيروت بعد أن قبل صلبيًا ورفع الصلوات. وأكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أنه يمكن الانتصار على الفيروس إذا تحمل كل فرد مسؤوليته، مشددًا على أن احترام تعليمات السلطات الصحية واجب ديني.

 

واعتبر المسؤول في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية الشيخ ماجد صقر نقل العدوى إلى الآخرين "إثمًا"، مشيرًا إلى أن الإسلام يحث على النظافة. وفي غياب خطبة الجمعة، ستبث قريًبا على التلفزيون والإذاعة في تونس برامج يسجلها أئمة لتوضيح السلوك الواجب اعتماده كمسلم والتذكير بأهمية الصلاة في المنازل وإعطاء الأولوية للصحة.

 

وفي العراق، أطلقت السلطات الدينية النافذة حملات توعية حول الوباء.

 

لكن دعوات التوعية لم تلق تجاوبًا كبيرًا، إذ تدفق عشرات آلاف العراقيين الموشحين بالسواد في الأيام الأخيرة إلى بغداد لإحياء ذكرى الإمام الكاظم، أحد الأئمة المعصومين لدى الشيعة. وقال أحدهم لوكالة الأنباء الفرنسيّة، بينما كان يحاول الاقتراب من مقام الإمام الكاظم الذي يحرسه عسكريون: "إذا بقي العراقيون في منازلهم فمن سيزور إمامنا؟".

 

وتجد السلطات العراقية صعوبة في تطبيق حظر التجول.

 

أما في المغرب، ذكرت وسائل إعلام الأحد أن بعض المواطنين أدوا الصلاة في الشوارع خلال الليل، رغم تدابير العزل المفروضة. ونشرت صورًا لذلك. وإن دعمت معظم المرجعيات الدينية تدابير السلطات، لكن تعالت أصوات لرفضها.

 

وستبقى صورة صحن الكعبة الخالي في مدينة مكة في السعودية عالقة في الأذهان بعد انتهاء أزمة كوفيد-19، بعد أن أوقفت المملكة العربية السعودية في خطوة غير مسبوقة، مناسك العمرة. وكتب أحد مستخدمي تويتر بحسرة إلى جانب رمز تعبيري لقلب مكسور "أقفلوا كل المساجد في السعودية". وأضاف "المساجد هي المكان الوحيد الذي يمكنني فيه قراءة القرآن وإيجاد السلام الداخلي".