موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الأربعاء، ١٧ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
السعودية أمام خيار صعب متعلق بالحج مع تفشي فيروس كورونا المستجد
صورة جوية تظهر صحن الكعبة ومحيط المسجد الحرام في مكة فارغين في أول أيام رمضان، 24 نيسان 2020

صورة جوية تظهر صحن الكعبة ومحيط المسجد الحرام في مكة فارغين في أول أيام رمضان، 24 نيسان 2020

أ ف ب :

 

تواجه السعودية خيارًا صعبًا بين احتمال تقليص أو إلغاء الحج للمرة الأولى في التاريخ الحديث.

 

وتضغط العديد من الدول الإسلامية على الرياض من أجل إصدار قرارها حول المضي قدمًا في موسم الحج المقرر في أواخر تموز المقبل. ويبدو من غير المرجح أن يتم تنظيم موسم الحج بكامل قدرته الاستيعابية، خاصة بعد دعوة المملكة المسلمين في أواخر آذار الماضي إلى التريث في إبرام عقود متعلقة بالحج والعمرة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

 

وأكّد مسؤول جنوب آسيوي على تواصل مع سلطات الحج السعودية لوكالة فرانس برس "الأمر معلق بين خيارين، إما إقامة حج بالاسم فقط، أو إلغائه بشكل تام". فيما أوضح مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس أنه "سيتم اتخاذ القرار والإعلان عنه قريبًا".

 

وأعلنت إندونيسيا وهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، أوائل الشهر الجاري عدولها عن المشاركة في موسم الحج بسبب المخاطر المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، في قرار وصفته بـ"الصعب والمرير". وقررت ماليزيا وسنغافورة أيضًا إلغاء مشاركة مواطنيها.

 

وأعلنت العديد من الدول -من مصر والمغرب، إلى تركيا ولبنان، وحتى بلغاريا- أنها بانتظار قرار السلطات السعودية. كما حثّ مسؤولون مسلمون في دول أخرى مثل فرنسا الناس على "تأجيل" الحج إلى العام المقبل بسبب المخاطر الموجودة.

 

ويعدّ الحج من أكبر التجمعات البشرية سنويًا في العالم.

 

ويشكّل أحد الأركان الخمسة للإسلام وعلى من استطاع من المؤمنين أن يؤديه على الأقل مرة واحدة في العمر.

 

وقد يشكل أداء هذه الفريضة بؤرة رئيسية محتملة لانتشار العدوى حيث أن ملايين الحجاج من حول العالم يتدفّقون على المواقع الدينية المزدحمة في مدينة مكة المكرّمة لأداء المناسك. ولكن الأمر قد يكون بمثابة برميل بارود حيث أن إلغاء الحج قد يؤدي إلى إثارة حفيظة المتشدّدين الذين يدعون لاستمرار زيارة الأماكن المقدسة رغم المخاطر الصحية.

 

وسيكون قرار إلغاء الحج الأول من نوعه منذ تأسيس المملكة في عام 1932.

 

وتمكنت السعودية في السابق من تنظيم الحج خلال تفشي وباء "ايبولا" وأمراض أخرى. وتحاول المملكة احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد مع زيادة كبيرة في الحالات المسجلة يوميًا وحالات الوفاة منذ تخفيف إجراءات حظر التنقل في البلاد أواخر الشهر الماضي.

 

وتقول مصادر إنه في المستشفيات السعودية تمتلىء أسرة العناية المركزة بشكل سريع مع تزايد أعداد العاملين في مجال الصحة المصابين. وسجلت السعودية حتى الآن أكثر من 120 ألف إصابة بالفيروس بينما تجاوز عدد الوفيات ألف وفاة. وقامت السلطات السعودية هذا الشهر بإعادة تشديد الإجراءات الاحترازية الصحية في مدينة جدة، بوابة المسافرين لأداء مناسك العمرة والحج.

 

وقالت ياسمين فاروق، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط من "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي"، إن "الحج أهم رحلة روحانية في حياة أي مسلم، ولكن في حال مضت السعودية قدمًا مع هذا السيناريو فإنه لن يؤدي إلى الضغط على نظامها الصحي فحسب"، لكنه "قد يؤدي إلى تحميلها على نطاق واسع مسؤولية تفشي الوباء".

 

وسيأتي إصدار هذا القرار في وقت حساس للمملكة حيث تصارع الدولة النفطية أسعار الخام المتدنية التي قلّصت العائدات في الوقت الذي يستعد فيه العالم لركود اقتصادي بسبب إجراءات الحد من فيروس كورونا. وتم أيضًا تعليق أداء العمرة في آذار الماضي.

 

والسياحة الدينية حيوية بالنسبة لجهود السعودية في وقف الارتهان للنفط وتطوير مصادر دخل بديلة، كونها تساهم في ضخ 12 مليار دولار في الاقتصاد كل عام، وفقًا لأرقام حكومية. وسيخيّب إلغاء أو تقليص الحج آمال ملايين المسلمين الذين غالبًا ما ينفقون مدّخراتهم للسفر لأداء مناسك الحج، وينتظر بعضهم سنوات طويلة حتى يحصلوا على موافقة من سلطاتهم وسلطات السعودية للحج.