تقول السيدة مريم العذراء في رسالتها الجديدة في مديوغوريه بتاريخ 25 أيلول:

"أولادي الأحبّة، أنا معكم منذ زمن طويل لأنّ الله عظيم في محبّته وفي حضوري. أدعوكم، صغاري، عودوا إلى الله وإلى الصلاة. ليكن الحبّ مقياسًا لعيشكم، ولا تنسوا، صغاري، أنّ الصلاة والصوم يصنعان المعجزات فيكم وفي من حولكم. ليكن كلّ ما تفعلونه لمجد الله، عندها ستملأ السماء قلبكم بالفرح وستشعرون أنّ الله يحبّكم ويرسلني إليكم ليُخلّصكم ويخلّص الأرض التي تعيشون عليها. أشكركم على تلبيتكم ندائي".

ولا ننسَ أنّ الدعاء هو سلاحنا الوحيد أمام سيطرة الشرّ في هذا العالم.

"ميشيل فيريرو" هو مؤسس شركة فيريرو للحلويات ذات الشهرة العالمية. بدأ ميشيل العمل في متجر والده للحلويات في ايطاليا منذ أن كان صبيًا صغيرًا، وتمكّن من تحويل الشركة إلى إمبراطورية الشوكولاتة ذات المذاق الرائع والذي يجذب ملايين المستهلكين من جميع أرجاء العالم.

استمرّت عجلة إبداع ميشيل بداية من: "هرم فيريرو"، "روشيه الذهبي". ثمّ واصل ساحر الشوكولاتة إبهار العالم بإنتاج أنواع ومذاقات جديدة بنكهات مختلفة سعيًا منه للتميّز فقدّم "كيندر جوي" للأطفال، ثم "كيندر سربرايس" أو ما يعرف (بيض الكيندر) الذي يحتوي على ألعاب صغيرة. وفي العام الذي يليه طرح "تيك تاك" وفيما بعد "رفايللو" وغيرها كثير. ولاقت كلّ المنتجات رواجًا هائلاً في جميع أنحاء العالم. ونجح ميشيل في اقتحام الأسواق الأمريكية عن طريق "نوتيلا".

وقام ميشيل بافتتاح مصنع كبير للمجموعة في ألمانيا ومصنعًا آخر في فرنسا، ثم مراكز إنتاج في كلّ من بلجيكا وهولندا والنمسا وسويسرا والسويد والمملكة المتحدة وإيرلندا وإسبانيا، وأخيرًا في تركيا والمكسيك والصين. شغف ميشيل بالعمل بمنتجات الشوكولاتة إلى أن بلغت ثروته 21 مليار دولار. وتُحقّق شركات فيريرو مبيعات سنوية كبيرة تبلغ في المتوسط 9 مليار دولار ويعمل تحت مظلّها أكثر من 22 ألف عامل، نعموا بتقدير ميشيل وعنايته، إذ كان يعدّهم القوة العملاقة التي تساعد مصانعه، وتدعم سعيه الدائم لتوفير أفضل النتائج.

قبل أعوام من وفاته صرّح ميشيل فيريرو إمبراطور الشوكولاتة ومخترع نوتيلاّ: "المكوّن السرّي لنجاح كريمة الشوكولاتة الأشهر في العالم هو السيّدة العذراء".

كان ميشيل رجلاً مؤمنًا متواضعًا يطلب شفاعة السيدة مريم العذراء باستمرار ويزور مغارة السيدة العذراء في لورد في كلّ عام، كما ينظّم رحلات الحجّ لموظّفيه. شوكولاتة روشيه الشهيرة سُمّيت كذلك نسبة إلى مزار لورد. يُطلق على الصخور في مغارة السيدة العذراء في لورد Rocher de Massabielle "روشيه دي ماسابييل" أي "صخرة ماسابييل" استوحى ميشيل من اسم وشكل الصخرة تصميم وتسمية الحلوى "فيريرو روشيه". والحلوى عبارة عن سطح خشن من الجوز مع تصميم داخلي مجوّف يشبه سطح المغارة المقدسة في لورد.

توفي سنة 2015 وتولّى ابنه جيوفاني إدارة الشركة منذ عام 2011.

خاتمة

في عام 1996 عندما احتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس شركة فيريرو، كشف ميشيل عن السبب الوحيد لنجاحه الباهر: "كلّ ما أنجزته أنا مدين به لمريم العذراء سيّدة  لورد. لطالما وضعت نفسي بين يديها أشكرها. أصلّي وأطلب شفاعتها كلّ صباح ، ولا يمكنني عمل الكثير من غير شفاعتها".