موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٠ أغسطس / آب ٢٠١٩
الرسالة الإنسانية في رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بدار الأب جواهرجي في مصر
أجرى التحقيق الصحفي ناجح سمعـان :

<p dir="RTL"><span style="color:#006699;">منذ حوالي عامين، دعاني المتنيح الأنبا عادل زكي، مطران اللاتين بمصر، إلى زيارة دار الأب جواهرجي لخدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة، التقيت خلال الزيارة بسيادة المطران الراحل والأب روبن والأخت فلومينا، القائمين بخدمة الدار. وكانت من الرحلات الصحفية ذات الطابع الروحي والإنساني الفريد بالنسبة لي.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;">اعترف أن نشر هذا التحقيق الصحفي تأخر كثيرًا، لكني أجد أنه من واجبي الآن أن أنقل للقارئ الكريم جانبًا من الخدمات الإنسانية الخفية في حياة مثلث الرحمات المطران عادل زكي، والذي نحتفل هذه الأيام بمرور أربعين يومًا على رحيله إلى بيت الآب.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;">داخل دار الأب فيكتور جوهرجي، أو &quot;بيت الرحمة لذوي الاحتياجات الخاصة&quot;، التابع لمطرانية اللاتين بمصر، العديد من المشاهد الإنسانية والقصص الحياتية الفريدة، حيث يحاول التحقيق الصحفي التالي أن يرصد بعضًا منها، في محاولة لرسم ملامح الحياة داخل إحدى المؤسسات الكنسية التي تسعى إلى تأكيد كرامة المعاق وحقه في حياة أوفر.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>المطران عادل زكي</strong></span></p><p dir="RTL">حول فكرة &quot;بيت الرحمة لذوي الاحتياجات الخاصة&quot;، تحدّث المطران عادل زكي وقال: &quot;منذ بداية الاحتفال بسنة الرحمة الإلهية العام الماضي، وفي إطار معايشة معنى الرحمة تجاه المحتاج والضعيف، رأت النيابة الرسولية أن في الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة رسالة روحية ملائمة. وعليه فقد بدأنا بتخصيص فيلا المتنيح الأب فيكتور جوهرجي، الكائنة بشارع أحمد قمحه بحدائق القبة، منزلاً لرعاية هذه الفئة رعاية كاملة. وذلك من خلال دعوة راهبات مريم الطفلة لتولي مسؤولية النظام الداخلي للبيت، كذلك دعوة آباء جمعية الرسالات الافريقية للاهتمام بالجانب الروحي والتعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما وأن الآباء الأفارقة لديهم مدرسة متخصصة برعاية المعاقين بكنيسة سان مارك بشبرا، وبذلك أصبح هناك تكامل بين عمل المدرسة والبيت، حيث يقضى أبناؤنا المعاقين وقت الصباح في المدرسة حتى الواحدة ظهرًا ثم يعودوا إلى الاقامة بالبيت في رعاية الاخوات الراهبات&quot;.</p><p dir="RTL">وأضاف المطران عادل زكي قائلاً: إن هذه الخدمة هدفها إعلان محبة الله ورحمته للفئات الضعيفة في المجتمع، لأن المجتمع كثيرًا ما يرفضهم ويستغلهم ونحن علينا أن نقبلهم ونكرمهم، ونؤكد أن العناية الإلهية تتجلى بصورة عظيمة في إعالة هولاء البسطاء، ونحن كنيابة رسولية نعتبر هذه الخدمة بركة من البركات الروحية الوفيرة التي يمنّ الله علينا بها على الدوام&quot;.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>الأب روبن</strong></span></p><p dir="RTL">وعن دوره في رعاية المعاقين، يقول الأب روبن، وهو أحد آباء الرسالات الإفريقية &quot;الافريكان&quot;، والمسؤول عن مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة بمدرسة سان مارك بشبرا، إذ يتحدث الأب روبن عن فيلا أبونا جوهرجي للمعاقين ويقول: &quot;بيت الرحمة لذوي الاحتياجات الخاصة هو بيت عائلة الأب فيكتور انطون جوهرجي، وهو مصرى الجنسية، وكان أحد كهنة اللاتين بمصر، وكان طبيبًا يهتم بعلاج الفقراء والمرضى كما كان له العديد من المشروعات التنموية الصغيرة لخدمة الشباب، وقد أراد أن يكون بيت عائلته مكانًا لرعاية المعاقين، وقد حقق الله حلمه مع تبنى النيابة الرسولية فكرته وتنفيذها، وقد خدم من قبلي في هذا المكان الأب سيمون لمدة ثلاثة سنوات&quot;.</p><p dir="RTL">وعن موقع مدرسة سان مارك شبرا في رعاية المعاقين يوضح الأب روبن: &quot;المدرسة بها من 40 إلى 50 من أصحاب الاحتياجات الخاصة مقسمين إلى خمسة فصول حسب قدارتهم العقلية. ويقوم على خدمتهم مدرسين متخصصين حاصلين أغلبهم على دورات تأهيلية للعمل مع المعاقين. ويتضمن البرنامج اليومي لتلاميذ المدرسة الفطار معًا، ثم حصص التعليم والصحة والألعاب إلى جانب الأنشطة الفنية. كذلك هناك الرحلات والمعسكرات الصيفية التي تساهم في بناء علاقات اجتماعية بين الطلاب ومعلميهم، وكذلك بين الطلاب وبعضهم البعض كأخوة. ومن خلال التكوين في المدرسة، نساعدهم على الاعتماد على أنفسهم كما نلاحظ التطور الذي يحدث في قدراتهم وسلوكياتهم&quot;.</p><p dir="RTL">وحول الجانب الروحي لذوي الاحتياجات الخاصة، يقول الأب روبن: &quot;نصلي أربعة قداسات في الأسبوع بالمدرسة، كذلك هناك تعاون مع كنائس سان مارك ومار جرجس وأبو سيفين بشبرا للأقباط الأرثوذكس، حيث يحضر طلاب المدرسة اجتماعات خدمة المعاقين بهذه الكنائس ويستفيدون كثيرًا&quot;.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>الأخت فلومينا</strong></span></p><p dir="RTL">وعن الحياة داخل فيلا أبونا فيكتور تتحدث الأخت فلومينا. بدايةً، تقدّم الأخت فلومينا تعريفًا برهبنة مريم الطفلة &quot;ماريا بامبينا&quot; التي تنتمى إليها حيث تقول: &quot;رهبنة مريم الطفلة هي رهبنة تعيش روحانيتها اقتداءً بمريم العذراء الطفلة التي تجاوبت مع إرادة الله منذ نعومة أظافرها. وقد جاءت راهبات مريم الطفلة إلى مصر عام 2000 حيث قمن بالخدمة في بورسعيد ثم السويس وكوم امبو عام 2004، وأخيرًا في بيت الرحمة بالقاهرة منذ عام 2016.</p><p dir="RTL">وعن رعاية المعاقين في فيلا أبونا جوهرجى &quot;بيت الرحمة&quot;، تقول الأخت فلومينا: &quot;قبل أن نقبل أحد من الإخوة في البيت، نقوم بزيارته في بيت عائلته ونتحدث مع أهله ونناقش الصعوبات التي تواجههم في التعامل مع ابنهم المعاق، ونؤكد لهم ضرورة التواصل بين أهل المعاق وبيت الرحمة حتى يشعر المعاق بالاطمئنان&quot;.</p><p dir="RTL">أما عن الحياة داخل البيت، فتقول: &quot;نعيش معًا حياة عائلية، وجميع من نخدهم بنات ولديهن إمكانيات رائعة، نساعدهن على تنميتها من خلال تدريبهن على النظافة الشخصية ونظافة المكان، ثم الحديث بعضهن إلى بعض بود وترديد كلمات مثلاً: شكرًا، ومن فضلك، حتى يقبلوا بعضهن البعض&quot;.</p><p dir="RTL">وعن الحالات الصعبة تقول الأخت فلومينا: &quot;لا ننكر أن هناك حالات صعبة في التعامل، وهو ما يتطلب معامة خاصة، وقد تستدعى الذهاب بها إلى المستشفى، إذ كانت هناك أسباب مرضية مثل التشنجات. لكن في جميع الأحوال نؤمن أن الحب هو كلمة السر في احتواء المعاق وتغييره&quot;.</p>