موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم العربي
نشر الأربعاء، ٢٠ مارس / آذار ٢٠١٩
الرباط تحتضن معرض ’الحضور المسيحي بالمغرب: العيش المشترك‘

الرباط – إيلاف :

مع اقتراب زيارة البابا فرنسيس إلى المملكة المغربية، تنظم "مؤسسة أرشيف المغرب"، بالشراكة مع "مجلس الجالية المغربية بالخارج"، من 20 آذار ولغاية 30 أيار المقبل، معرضًا بعنوان "الحضور المسيحي بالمغرب: العيش المشترك".

ويتيح هذا المعرض، الذي ينظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، الفرصة للخوض في "فصول غير معروفة من تاريخ مشترك يتسم ببصمة قوية لقيم السلام والتعايش"؛ كما يعتبر، حسب منظميه "مناسبة لإبراز العيش المتميز والعلاقات الطيبة التي جمعت المغاربة والمسيحيين، ودأب علـى ترسـيخها سـلاطين الدولة المغربية منـذ قـرون".

ويتزامن هذا المعرض، الذي ينظم بـرواق "مؤسسة أرشيف المغرب"، مع زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب، يومي السبت 30 والأحد 31 آذار الحالي، بعد الزيارة التاريخية التي قام بها يوحنا بولس الثاني سنة 1985، وهو يقترح، حسب منظميه، "سفرًا عبر الزمن"، منذ عهد الموحدين (1121- 1269)، وذلك لـ"استكشاف جانب من تاريخ المملكة من خلال مجموعة غير منشورة من الوثائق والظهائر والصور".

ويعتبر المغرب، منذ فترة طويلة، حسب منظمي المعرض "نموذجًا حضاريًا متفردًا للعيش المشترك بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى، خاصة اليهود والمسيحيين"، كما وجد فيه المسيحيون "مكانًا للقاء والتعايش، تحت رعاية السلاطين المغاربة الذين منحوهم وضعًا يضمن لهم ممارسة حقوقهم المرتبطة بحياتهم الروحية والاجتماعية والاقتصادية".

وترجع معرفة المغرب بالمسيحية، حسب ملف تقديمي للمعرض إلى زمن معرفته بالرومان وحضارتهم، خاصة عندما أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للدولة الرومانية، كما تذهـب لذلك معظم المصادر التي تناولت موضوع المسيحية بالمغرب. أما علاقة الدولة المغربية بالفاتيكان فهي قديمة أيضًا وترجعها الوثائق المتوفرة إلى الفترة الموحدية، عندما بعث الخليفة أبو حفص المرتضى برسالة من مراكش إلى البابا إنوسانت الرابع بروما في العاشر من حزيران 1250، بشأن تعيين راهب يهتم بأمور المسيحيين المقيمين بالمغرب.

وزاد الملف التقديمي أن تلك "العلاقات الطيبة المفعمة بالنيــات الحســنة استمرت من خلال السفارة التي أوفدهـا السلطان المولى الحسن إلى البابا ليون الثالث عشر، التي ترأسها الحاج محمد العربي الطريس، والتي ميزها إشراك الراهب الإسباني الأب ليرشـوندي بوصفه ترجمانًا ومستشارًا للبعثة التي استقبلت من قبل قداسة البابا يوم 25 شباط 1888. ويمكن الإشارة أيضًا، في هـذا الصـدد، إلى استقبال السلطان سـيدي محمـد بـن يوسـف لرئيس الأساقفة بالمغرب أميدي لوفيفر والأب دوني مارتن إثر انتهاء أشغال ملتقى تومليلين عــام 1956، كما بعث الملك محمد الخامس برئيس حكومته عبد الله إبراهيم للقاء البابا سنة 1960، محافظًا بذلك على نهج أسلافه في تكريس ثقافة الانفتاح والتسامح الديني التي سنها حكام المغرب على مر التاريخ. وتلك سنة حافظ عليها أيضًا نجله الملك الراحل الحسن الثاني، عندما استقبل البابا يوحنا بولس الثـاني سـنة 1985، وكذلك الملك محمد السـادس عندمـا زار البابا بمقره بالفاتيكان عام 2000.