موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم
نشر السبت، ٢٦ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
الرئيس ترامب ونائبه بينس في المسيرة السنوية الـ46 المناهضة للإجهاض

مندوب أبونا في جنوب كاليفورنيا سامح المدانات :

تجمع آلاف الناشطين المناهضين للإجهاض، يوم الجمعة الماضي الموافق 18 كانون الثاني الحالي، في ساحة "ناشونال مول" في العاصمة واشنطن، وضمت آلاف الشباب الذين تجمعوا رغم الطقس البارد العاصف بالمدينة، وذلك للمشاركة في مسيرتهم السنوية، في إطار الجدل الدائر منذ فترة طويلة حول الإجهاض. وقد حمل الكثيرون منهم يافطات تحث وتشجع على محاربة الاجهاض، وكان بعضها يقول: "اختر الحب، اختر الحياة"، "أنا الجيل المؤيد للحياة".

وفاجأ نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس الحشود بحضور المسيرة دون إعلان مسبق، وسرد في كلمة وجهها إلى الجموع الاجراءات التي اتخذتها الإدارة الامريكية خلال العامين الماضيين لردع عمليات الإجهاض. ومن ضمنها منع تدفق المساعدات الخارجية إلى المنظمات التي تروج للإجهاض. بالإضافة إلى ترشيح القضاة المحافظين إلى مقعد القاضي الفيدرالي.

أما الرئيس دونالد ترامب، فكما فعل في السنة المنصرمة، فوجه كلمة عبر الفيديو للجموع المحتشدة. وقال فيها: "أنا فخور جدًا للترحيب بعشرات الآلاف من العائلات، الطلاب، وسائر أفراد الشعب من مختلف الانتماءات الدينية والعرقية، للترحيب بهم في عاصمة الولايات المتحدة الامريكية في المسيرة السادسة والأربعين من أجل الحياة‘.

وأضاف: "هذه حركة مبنية على المحبة وترتكز على نبل وكرامة كل حياة بشرية. فعندما ننظر إلى عيون طفل حديث الولادة ، نرى الجمال والنفس البشرية وجلال خلق الله. نحن نعلم أن كل حياة لها معنى وأن كل حياة تستحق الحماية. وبصفتي رئيسًا، سأدافع دائمًا عن الحق الأول في وثيقة إعلان الاستقلال ألا وهو: الحق في الحياة".

وتابع: "خلال الأسبوع الأول من عملي في البيت الابيض، أعَدْتُ صياغة وثيقة سياسة مدينة مكسيكو. فقد اتخذنا إجراءات جريئة لحماية الحريات الدينية للأطباء والممرضات والجمعيات الخيرية مثل جمعية ’الأخوات الصغيرات للفقراء‘. كما أصدرنا اقتراحًا جديدًا يمنع تمويل دافعي الضرائب للبند العاشر، الذي كان يمول تكاليف الذهاب إلى أي عيادة تقوم بإجراء عمليات إجهاض".

وقال ترامب: "نحن ندعم خيار المحبة للتبني ودُور الرعاية بالأطفال. بما في ذلك دعم خدمات التبني المبنية على الإيمان. وأنا أؤيد جهود مجلس الشيوخ الأمريكي لإضفاء الصبغة الدائمة على تعديل وثيقة "هايد"، والتي تمنع تمويل دافعي الضرائب لعمليات الإجهاض في وثيقة مصروفات الدولة. واليوم، وَقَعْتُ على خطاب موجه إلى الكونغرس يوضح أنه إذا قاموا بارسال أي تشريع، إلى مكتبي، من شأنه إضعاف حماية الحياة البشرية، فإنني سأصدر حق النقض (الفيتو) في هذا الخصوص. ولدينا الدعم القوي لاستعمال وتنفيذ هذا الفيتو".

وشدد الرئيس الأميركي بأن "كل طفل هو عطية وهبة مقدسة من الله. وكما يقول الشعار لهذا العام ’مسيرة من أجل الحياة‘ (March For Life)، فإن كل شخص هو فريد من نوعه منذ اليوم الأول للحمل به. وهذه عبارة مهمة. وهذا التصريح صحيح جدًا". وخلص إلى القول: "أود أن أشكر المواطنين الأميركيين الذين تعنوا وتحملوا مشاق السفر من جميع أنحاء البلاد للمشاركة في مسيرة الحياة هذه، وأود أن أشكر بشكل خاص العديد من الشباب الذين يعطوننا الأمل في المستقبل. سنعمل معًا لإنقاذ حياة الأطفال الذين لم يولدوا بعد، بحيث يكون لديهم فرصة للعيش والمحبة، من أجل الازدهار والحلم، ومباركة أمتنا وتحقيق كل إمكانياتهم المجيدة".

وشارك في المسيرة العديد من الشخصيات الرسمية المرموقة في هذه المسيرة، مثل النائب دانيال ليبينسكي (وهو النائب الوحيد من بين الديموقراطيين المناهض للإجهاض)، وكثيرون غيره. وبرز من بين الحضور المعلق المحافظ المشهور "بن شابيرو"، والذي كان المتحدث البارز في المسيرة.

وفي مقابلات نُشرت في بعض الصحف المحلية، أعرب الشباب عن آرائهم حول موضوع الاجهاض فقال بعضهم: "هذه المسيرة حركة مستمرة، وقضية ايجابية، على عكس الاحتجاجات العنيفة". ورأوا في المسيرة أنه شيء يمكن أن ينمو مع نمو الشباب المعادي للإجهاض ليصبحوا قادة البلاد.

وبالنسبة للعديد من المشاركين، فإن المسيرة السنوية التي تجذب العديد من الشباب من المدارس الدينية الكاثوليكية وغيرها في جميع أنحاء البلاد، هي لحظة للوقوف علنًا مع النشطاء ذوي التفكير المماثل. ومن المهم الاستمرار بعقدها والمشاركة بها في كل عام. كي تستمر أصواتهم مسموعة. وإلا فانه من الممكن أن تضيع الرسالة بدونها. وأعرب غيرهم عن الرغبة بالاستمرار بالمشاركة بهذه المسيرة، "لأن الاجهاض ما زال قانونيًا لدينا. ونحن نأمل أن يتم نقض هذا القانون، وسنسواصل مسيرتنا. وان لم ننجح، فلا بأس إلا أننا سنواصل الاحتفال بالحياة. فهي مسيرة من أجل الحياة".

ووصف آخرون الإجهاض بأنه "أعظم ظلم في أمتنا"، وأضافوا "أنهم لا يسيرون فقط من أجل إنقاذ الأطفال الذين لم يولدوا بعد، ولكن أيضًا النساء اللواتي قد يخترن الإجهاض". أما بالنسبة لما يسمى "حق الأم بالاختيار"، فقد أعربت بعض النساء عن استيائهن لهذا المسمى، فقالت إحداهن: "لا أقول أن النساء يجب ألا يكون لديهن حقوق. فأنا إمرأة! لكن يجب ألا ننسى حقوق الجنين أيضًا".

ومن الجدير بالذكر أن موقع أبونا الإلكتروني قد شارك، باسم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، في مثل هذه المسيرة في السنوات الماضية، في مدينة سان فرانسيسكو. ولكن بسب الظروف الصحية لمندوبنا هذه السنة. لم تتاح له الفرصة للمشاركة بالمسيرة التي ستنطلق في مدينة سان فرانسيسكو مجددًا يوم السبت الموافق 26 من الشهر الجاري.