موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٠ فبراير / شباط ٢٠١٤
الذكرى السنوية الأولى لإعلان قرار استقالة بندكتس السادس عشر

الفاتيكان - إذاعة الفاتيكان ووكالات :

قال الأب فيديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، أن البابا الفخري بندكتس السادس عشر يعيش حياة هادئة بعيدة على الأضواء وتفتقر إلى أي بعد عام.

وأضاف الأب لومباردي خلال مقابلة مع إذاعة الفاتيكان، "أن هذا الأمر لا يعني أنه يعيش في عزلة، بل يقوم بالنشاطات الاعتيادية كأي شخص متديّن ومتقدم في السن: إنه يعيش حياة من الصلاة والتأمل والقراءة كما أنه يرد على الرسائل التي يتلقاها، ويلتقي ويتحاور مع الأشخاص المقربين منه ومن يطلبون منه النصائح والتوجيهات الروحية".

وكان البابا بندكتس السادس عشر قد أعلن يوم الحادي عشر من شباط عام 2013 استقالته في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الحديث. وقال البابا بندكتس السادس عشر خلال البيان الذي نقلته إذاعة الفاتيكان "مع إدراكي التام بخطورة هذا العمل، وبحرية كاملة، أعلن تنازلي عن منصبي كأسقف روما وخلافة القديس بطرس، التي عهدت إليّ من قبل مجمع الكرادلة في التاسع عشر من نيسان 2005".

ودخلت الاستقالة حيز التنفيذ (شغور كرسي القديس بطرس) في الساعة الثامنة من مساء الثامن والعشرين من شباط 2013.

ولفت الأب لومباردي إلى أن الأشخاص المقربين من البابا بندكتس السادس عشر استشعروا بأنه كان في صدد إتخاذ قراراً من هذا النوع، خصوصاً وأنه سبق أن لمح إلى هذه الفرضية في المقابلة التي أجراها معه الصحفي الألماني بيتر سيفالد، حيث شرح البابا السابق الأسباب التي حملته على الإقدام على هذه الخطوة بطريقة واضحة ومقتضبة.

وفي رد على سؤال حول كيفية تعايش بابوين مع بعضهما، أوضح الأب لومباردي أن الحبرية هي خدمة وليست سلطة وبالتالي إن الشخص الذي مارس خدمته يُدرك جيداً أن عليه أن يفسح المجال لخلفه لأن يؤدي هذه الخدمة بدوره. وهناك تضامن روحي عميق بين خدّام الله الذين يبحثون عن خير شعب الله في إطار خدمة الرب.

وذكّر الأب لومباردي بأن البابا الحالي فرنسيس التقى غير مرة مع سلفه بندكتس السادس عشر، مشيراً إلى الصور الفوتوغرافية الجميلة التي ظهر فيها الرجلان يصليان جنباً إلى جنب تشكل علامة مشجعة لاستمرارية الخدمة البطرسية من أجل الكنيسة.

وأكد مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي بأنه يشعر بوجود البابا بندكتس السادس عشر، مشيراً إلى أنه يفكر بأهم وأبرز المسنين في تاريخ الكنيسة والتاريخ المقدس، وقال: أفكر بنوع خاص بسمعان الذي رأى يسوع في الهيكل ونظر بفرح كبير إلى مصيره الأبدي ومستقبل الجماعة التي تواصل السير على طرقات هذا العالم. وختم قائلاً: هذا هو بالنسبة لي بندكتس السادس عشر. إنه المسن الكبير، العاقل والحكيم، إنه أيضاً القديس الذي يضفي علينا شعوراً من الهدوء الروحي. لقد حافظ على ابتسامته الاعتيادية ويدعونا جميعاً إلى متابعة مسيرتنا بثقة وأمل.