موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٤ مارس / آذار ٢٠١٥
الديلي ميل البريطانية,: هل يكون هذا بيت يسوع؟‎
ترجمة ألفرد عصفور عن الديلي ميل البريطانية :

بيت محفور في تلة يعتقد علماء الكتاب المقدس أنه كان المنزل الذي أمضى فيه يسوع فترة شبابه. يعود تاريخ البيت إلى القرن الأول الميلادي بحسب عالم الآثار البريطاني الذي يقول أن مخطوطة قديمة تشير إلى البناء الموجود في الناصرة حيث نشأ يسوع المسيح مع أمه مريم والقديس يوسف.

يقول البروفسور كين دارك أن المخطوطة وهي بعنوان الأماكن المقدسة (De Locis Sanctis) كتبت في العام ستمائة وسبعين للميلاد من قبل الراهب الإيرلندي أدومنان قال فيها أن البيت يقع بجانب قبرين أسفل كنيسة.

يعتمد نص المخطوطة على رحلة حج إلى الناصرة قام بها الأسقف الإفرنجي أركولف، وأبلغ الكنيسة بالمكان الذي كان فيه يوماً منزل الرب يسوع حيث نشأ وأمضى فيه طفولته.

في العهد البيزنطي وكذلك في القرن الثاني عشر، إبان الحروب الصليبية، تم ضم آثار البناء في الكنائس مما يفترض أنها كانت ذات أهمية كبيرة وبحاجة للحماية بحسب ما يقول البروفسور دارك من جامعة ريدنغ.

لقد حفر البناء في تلة من الحجر الجيري وفيها سلسلة غرف ودرج داخلي. ولا يزال أحد الممرات باقياً إلى اليوم كجزء من الأرضية الجيرية.

يقول البروفسور دارك، الذي نشر نتيجة أبحاثه في مجلة الآثار الكتابية، أنه في الوقت الذي لا يوجد لديه برهان أكيد بأن هذا هو بالفعل بيت يسوع في الناصرة، فليس عنده أيضاً سبب وجيه ليعتقد انه ليس كذلك.

بدأ الدكتور دارك بحوثه الآثارية في الموقع منذ العام ألفين وستة. ويقول عرفت أهمية هذا المكان لأول مرة في بداية ثمانينات القرن التاسع عشر عندما اكتشفت راهبات بالصدفة مستودع مياه مما استدعى القيام بحفريات جدية.

وتابع الأب اليسوعي هنري سينيز العمل في العام ألف وتسعمئة وستة وثلاثين. ومنذ العام الفين وستة اكتشف فريق البروفسور دارك أوعية طهي محطمة ومغزل وأدوات جيرية.

تلك الأدوات المصنوعة من الحجر الجيري تفترض أن عائلة يهودية سكنت هناك حيث يعتقد اليهود أن الحجر الجيري لا يمكن أن يكون غير طاهر، وقد كانت مريم تعيش والقديس يوسف في الناصرة حيث بشرها الملاك بأنها ستلد ابن الله وسيدعى اسمه يسوع.

ويجادل البروفسور دارك، وهو متخصص في الآثار المسيحية والقرن الميلادي الأول، أن البيت الذي يعتقد أن يسوع أمضى فيه شبابه وطفولته يناسب تماماً التفاصيل التي وردت في مخطوطة الراهب أدومنان الإيرلندي.

ويقع المنزل تحت دير راهبات الناصرة عبر الطريق من كنيسة البشارة في مدينة الناصرة شمالي فلسطين.

يصف نص الراهب أدومنان كنيستين في الناصرة، احداها كانت كنيسة البشارة. يقول البروفسور دارك أن الكنيسة الأخرى تقع بالقرب منها وبنيت إلى جانب قنطرة تضم أيضا عين ماء وبقايا قبرين.

يقارب دير راهبات الناصرة هذا المكان لوجود برهان على كنيسة بيزنطية ضخمة فيها نبع ماء وقبرين في قبوها.

يقول البروفسور دارك أن جهوداً عظيمة بذلت لأجل تجميع بقايا تلك البناية. كلا القبرين وكذلك المنزل كانت مزينة بالموزاييك في العهد البيزنطي مما يفترض أنها كانت ذات أهمية خاصة وربما موضع تبجيل.

فهل هذا هو منزل يسوع في شبابه حيث نشأ؟ من المستحيل القول بذلك على أسس أركيولوجية بحتة، ولكن من جهة ثانية، لا يوجد أي سبب أركيولوجي وجيه بما يكفي لنفي ذلك.

في العام ألفين وتسعة اكتشف خبراء الاثار منزلاً آخر يعود إلى القرن الميلادي الاول كانت تسكنه عائلة يهودية. ويمكن القول فقط أن يسوع قد يكون عاش بالقرب من هذا المنزل.