موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٣ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
الدنيا ممر لا مستقر!

د. اسمهان ماجد الطاهر :

في ذلك اليوم كانت تسير بإستسلام غريب ورغبة قوية بأن تغادر إلى مكان خالي من كل شيء إلا من نجوم قلبها ابنائها الذين يمدون روحها بطاقة وقوة ليست اختيارية المحتوى كلما سئمت من تمرد الحياة وعنفها.

وهي بالطريق إلى عيادة الاسنان تغلب ألم كان يسكن روحها على وجع الضرس المتمرد الذي كان يدق طبوله في رأسها وزاوية فكها بعنف. ما زال ألم الروح اقوى من الوجع الجسدي وبالذات حين تجعلك الظروف تقف بهدوء العاجز حد الذهول لتسأل نفسك ماذا يجري ولماذا كل هذا!

ما سبب تلك الهجمة الشرسة ممن لم نفكريوماً بما يفعلون أو ما يملكون. ما سبب الرغبة العمياء العميقة التي تسيطر على البعض في اغتيال كل من يملك شغف بالحياة أو طموح أو رغبة في العطاء والبناء!

لماذا كل تلك القسوة ومن أين تبدأ وأين ستنتهي!

نركض في دروب الحياة وكأننا نحاول الهروب من شيء ما. نعتقد أن السبب هو قسوة الظروف أو كبد الحياة. رغم كل تلك الاتهامات للحياة لكن ما فتيء زخرفها ورونقها جميل وما زال يغري البشر ويدعوهم لما هو أجمل.

بمرور الزمن نكتشف أن الحياة لا تملك قسوة والايام مرنة نقية ومتجددة وأن القسوة حكرأ على بعض البشر الذين اعتنقوا الأنانية وحب الذات كمنهج حياة وبات نجاح الغير يؤذي نفوسهم الممتلئة غيظاً وسوء نوايا وتقدير.

اعتاد الناس أن يشعروا بالخجل عند التعبير أو الحديث عن المحبة ولكن لم يشعر البعض بذات الخجل عند أظهار الكراهية وارتداء ثوب الكذب والزيف.

كم مرة بعثرتنا الريح وخنقتنا الظروف لكن جمعتنا كلمات ليست كباقي الكلمات هي ذكرمحفوظ من خالق هذا الكون ارسله على النبي ليملأ القلوب هدوء وطمأنينة ويعيد تنظيم الظروف ويهدي إلينا التوازن وراحة النفس والبال دون أن ندفع الثمن بل لنسجل رصيداً من المغفرة والرحمة.

آيات بينات وورد نملكه جميعاً في منازلنا يهجره البعض على الرفوف ويغفل البعض عن الإبحار في ثناياه فيخسر الكثير من راحة البال وهدوء النفس.

وتسألني بتعجب كيف تغلبت على قسوة الظروف وكيف عادت ابتسامتك لتشع من عينيك وتنير وجهك فأجيب بيقين الواثق لقد ملأت روحي من الذكر الحكيم فسرى في أنحاء نفسي برقة ورأفة الأم التي تحرس صغارها فغسل الحزن وأزال كل ما ران على قلبي من خوف وعدم راحة وأعاد النور إلى وجهي وحياتي. قال تعالى » لا ملجأ من الله إلا إليه» صدق الله العظيم.

ورد يومي من القران الكريم أن تمسكت به زهدت عيناك بالحياة وتغلبت أنت على قسوة الظروف وأيقنت أن التوجه إلى الله بيقين مطلق يحدث الفرق في إحساس الأنسان بما يمر به من احداث ويجعل الرضا بم قسم الله منهج وديدن حياة. ابتسموا فنحن بفضل الله نحيا ونكون وليس بفضل البشر.