موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأربعاء، ٢٣ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
الحقائق على الأرض تقوض إمكانية إقامة دولة فلسطينية

الأمم المتحدة :

أكد نيكولاي ملادينوف، منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، وأنه قد يؤدي إلى صراع لا نهائي وتصاعد التشدد بين كل الأطراف إذا ترك على ما هو عليه بدون رؤية وإرادة سياسية من أجل السلام. جاء ذلك في إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدولي، معربًا عن قلقه إزاء تقويض جهود من يسعون، من الجانبين، إلى سد فجوة الخلافات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وفي سياق استعراضه لتقرير الأمين العام المقدم إلى مجلس الأمن: "بمرور الوقت، يـُقوض بشكل منهجي احتمال إقامة دولة فلسطينية قادرة على الاستمرار ومتصلة جغرافيا بسبب الحقائق على الأرض. خلال الفترة التي يغطيها التقرير وافقت السلطات الإسرائيلية أو عرضت للمناقصات أكثر من 3100 وحدة سكنية يخطط لبنائها في مستوطنات المنطقة (ج)... نحو نصف هذه الوحدات سيبنى في عمق الضفة الغربية، الكثير منها في مستوطنات منعزلة في منطقة نابلس وقرب الخليل. إحدى الخطط تضفي، فعليا، الصفة القانونية على البؤرة الاستيطانية إيبي هاناحل كحي في مستوطنة معالي أموس في محافظة الخليل".

وأضاف ملادينوف أن هناك محاولات من إصدار تشريع يفرض القانون الإسرائيلي بصورة مباشرة على أرض الضفة الغربية المحتلة، بما أثار مخاوف من احتمالات الضم في المستقبل. وقال إن الحكومة الإسرائيلية أيدت مشروع قانون، في كانون الأول، لإضفاء الصفة القانونية على نحو 66 بؤرة استيطانية غير قانونية بأنحاء الضفة الغربية في غضون عامين. وخلال الفترة الانتقالية، يتعين على السلطات تزويد تلك البؤر بالتمويل والكهرباء وغير ذلك من الخدمات مع تجميد تطبيق أوامر الهدم.

وأفاد المسؤول الدولي باستمرار هدم ومصادرة المنشآت المملوكة للفلسطينيين بأنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وذكر أن السبب المعلن للهدم هو عدم الحصول على تصاريح البناء الإسرائيلية، وهو أمر شبه مستحيل للفلسطينيين كما قال. وجدد المسؤول الدولي تأكيد موقف الأمم المتحدة المتمثل في أن المستوطنات غير قانونية وفق القانون الدولي، وتعد عقبة أمام السلام.

وتطرق ملادينوف إلى ما وصفها بالضغوط المتزايدة على أسس إقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية. وقال: "على الرغم من الجهود الدؤوبة المبذولة من مصر والأمم المتحدة، فإن آمال تحقيق المصالحة الفلسطينية الحقيقية تتلاشى يوما بعد الآخر فيما يلوم كل طرف الآخر على عدم تحقيق التقدم. وكالعادة، يتحمل الفلسطينيون العاديون عبء هذه المعاناة، وتتسع مرة أخرى الهوة بين غزة والضفة الغربية."

وقال المسؤول الدولي إن الاعتقالات التي قامت بها حركة حماس في أوائل الشهر الحالي للعشرات من أعضاء حركة فتح في غزة، تثير القلق بشكل خاص وأدت إلى سحب السلطة الفلسطينية لأفرادها من معبر رفح في السابع من كانون الثاني. وأضاف أن تلك التطورات تعد ضربة خطيرة لعملية المصالحة. ودعا القادة الفلسطينيين إلى الانخراط بشكل بناء مع مصر، والعمل بصورة حاسمة لحل المأزق السياسي من خلال ضمان التطبيق الكامل لاتفاق القاهرة الذي تم التوصل إليه عام 2017. وأكد ملادينوف أن السيادة والدولة الفلسطينية سيظلان أمرا مستحيلا بدون وحدة حقيقية، وقال "لا يمكن أن توجد دولة في غزة، ولا يمكن أن توجد دولة بدون غزة".