موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٧ سبتمبر / أيلول ٢٠١٦
الجمعية العمومية تناقش التحديات التي تواجه الكنائس في الشرق الأوسط
عمّان – بترا ، تصوير: إبراهيم الأشرم :

واصل المشاركون في الجمعية العامة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الذي التأم في عمّان تحت شعار "احمدوا الرب لأنه صالح إلى الابد رحمته" في جلسة تناولت التحديات التي تواجه الكنائس المسيحية في الشرق الأوسط.

وقال كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس أرام الأول إنه رغم القلق الكبير والتحديات التي تواجه المسيحيين في الشرق الأوسط في حياتهم اليومية "عازمون على البقاء لأنهم ينتمون إلى هذا الشرق ويشاركون اخوانهم المسلمين هذه التحديات".

وأكد أنه أمام التحديات التي تواجه الكنيسة والمسيحيين في الشرق الأوسط، على هذه الكنائس أن تحدد أولويات تعمل على تنفيذها وهي أن المسيحيين ليسوا مجتمعًا هامشيًا في المنطقة "نحن جزء أصيل من المجتمعات التي نعيش فيها، ويجب عليهم المشاركة في هذه المجتمعات".

وقال إن على المسيحيين أن يلعبوا دورا حيويا في التأكيد على القيم السماوية التي تتشارك فيها الاديان السماوية الثلاثة والتي تجمع بيها القواسم المشتركة، ودعاهم إلى المطالبة بحقوقهم بنفس الدرجة التي يلتزمون بها في مسؤولياتهم تجاه المجتمع.

ودعا الكنائس في الشرق الأوسط أن تعطي اهتمامًا بوحدة الكنائس وخصوصًا لتوحيد المناسبات الدينية لاسيما عيد الفصح. كما دعا المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط إلى الاندماج في عملية التجديد والاصلاح في المجتمعات التي يعيشون فيها من خلال الالتزام بالقيم الاساسية التي يؤمنون بها.

وأضاف الكاثوليكوس أرام الأول إن الكنائس مطلوب منها أن توسع الشراكة المسكونية وأن تتضامن كنائس الغرب مع كنائس الشرق التي عاشت باحترام وقبول للآخر وبمواقف مشتركة مع المسلمين في هذه المنطقة. ودعا في هذا الصدد الكنائس في الشرق الأوسط إلى تعزيز روابطها مع المهاجرين من ابنائها في أرجاء العالم ويتواصلوا معهم ليؤكدا أن لهم جذورًا في هذه المنطقة ويبقوا متواصلين مع الكنسية الأم، واعادة ترتيب الكنائس على هذا الأساس.

وتساءل: هل هناك مستقبل للمسيحية في الشرق الأوسط؟، وقال "شرق أوسط بدون المسيحيين يفقد جزءًا من هويته. هم جزء من فسيفساء المجتمع الشرق أوسطي". وقال إن رسالتنا إلى اخواننا المسلمين بأننا سنواصل، رغم كل التحديات، في الحياة المشتركة والعيش المشترك، نتقبل بعضنا ونتبادل الاحترام والتقدير".

بدوره، قال أمين عمان، عقل بلتاجي، في مداخلة له بعنوان "رسالة المسيحيين في الشرق الأوسط ودورهم على الصعيدين الوطني والدولي"، إن الهاشميين ومنذ عهد المغفور له الشريف الحسين بن علي، حافظوا على المسيحيين كجزء أصيل من المجتمع والأمة وهي رسالة الثورة العربية الكبرى التي نحتفل هذا العام بمئويتها، والتي قامت لنصرة الأهل من المسلمين والمسيحيين من ظلم الحكم العثماني.

وقال إن لقاء الكنائس في الشرق الأوسط، في عمان، "مهم جدا لأنها ارض المسيحية، وهنا ستبقى المسيحية بروحها وقداستها ومعانيها وعطائها لأن هنا الجذور وهناك الفروع". وأكد أننا في الأردن، البلد الذي يجمع ولا يفرق، ندافع عن القيم المشتركة التي نؤمن بها لحماية مجتمعاتنا "وعلينا أن نواجه الخلافات بتعزيز وتدعيم الحضور المسيحي القوي في الشرق الأوسط".

وقالت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم، إن للمهاجرين العرب، المسيحيين والمسلمين دورا لتحقيق التواصل بين الثقافات لصالح البشرية، وهناك أهمية كبيرة لمواصلة الحوار من أجل مجتمع يصون كرامة الانسان وصون حقوقه وتنمية المجتمع روفع الروح المعنوية له. وأكدت في مداخلة بعنوان التعاون مع الكنائس في الغرب وكيفية التواصل مع الجاليات والمغتربين، على أهمية دور الجامع والكنيسة في تثبيت هوية المهاجرين وربطهم في مجتمعاتهم الأم.

من جانبه قال الأب فادي ضو، في مداخلة حول العلاقات المسيحية الإسلامية في سياق التحديات الراهنة، إن الحوار الديني يشهد تحولا جذريا، خصوصا الحوار الإسلامي المسيحي الذي مر بثلاث مراحل تمثلت في مبادرات من الكنائس حملت عنوان حوار المصالحة وتنقية الذاكرة وبناء الأخوة، والمبادرات التي اطلقها العالم الإسلامي بعد احداث 11 أيلول في أميركا وحملت عنوان حوار الحضارات وبناء السلام العالمي ومواجهة الإرهاب وذلك بهدف تصحيح صورة الإسلام في العالم.

وقال إن أهم هذه المبادرات رسالة عمان التي اطلقها جلالة الملك وكلمة سواء، ولقاء مكة والتي استهدفت وضع الاسلام على خارطة الحوار الحضاري في العالم، فيما جاءت المرحلة الثالثة من الحوار في وقت التحولات الجذرية بعد عام 2011 والتي حملت عنوان حوار المواطنة الحاضنة للتنوع والمسؤولية الاجتماعية للأديان.

ودعا الأب ضو إلى التوقف عن مطالبة المسلمين بمواقف ترفض الإرهاب والتطرف لأن هذا هو واقع المسلمين، وعبرت عنه المبادرات التي اطلقتها القيادات السياسية الاسلامية، وإطلاق مبادرات مشتركة بين المسلمين والمسيحيين لتطوير الخطاب الديني وبناء خطاب مشترك حول الدولة المدنية والمواطنة الحاضنة للتنوع والحرية الدينية.

كما دعا إلى تعزيز البعد الاجتماعي للخطاب الديني اللاهوتي، وتطوير هذا الخطاب ليستند إلى القيم المشتركة والرفض القاطع للرأي السياسي القائم على العنصرية الدينية، وتوسيع الشراكات غير المؤسساتية بين المسلمين والمسيحيين، مشددا على أهمية أن يلعب مجلس الكنائس دورا في هذا المجال.