موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٦ مايو / أيار ٢٠٢٠
التنشئة المسيحية: قراءة في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" (3)

البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي :

 

نختم اليوم نقل مضمون مقدّمة الارشاد الرّسوليّ "فرح الانجيل" الذي أصدره قداسة البابا فرنسيس بتاريخ 24 ت2 2013، في أعقاب جمعيّة سينودس الاساقفة العامّة العاديّة الثالثة عشرة، من 7 إلى 28 تشرين ثاني 2012، بموضوع: "التبشير الجديد بالانجيل لنقل الايمان".

 

ثالثًا، التبشير الجديد بالانجيل لنقل الايمان (الفقرات 14-15)

 

حدد آباء السينودس ثلاثة ميادين للتبشير بالانجيل،

 

1: ميدان الرّاعويّة العامّة التي تطال المؤمنين الذين يؤمّون الجماعة المؤمنة بانتظام، ويجتمعون في يوم الربّ، كي يتغذّوا من كلمته، ومن خبز الحياة الابديّة. هذه الراعويّة تذكيها نار الرّوح القدس. وتشمل راعوية هذا الميدان المؤمنين المحافظين على إيمانٍ كاثوليكيٍّ شديدٍ وصادق، وهم يعبّرون عنه بطرق مختلفة، غير أنَّهم غالبًا ما لا يشاركون في أفعال العبادة.

 

2: ميدان المعمّدين الذين، مع ذلك، لا يحيون متطلّبات عمادهم. هؤلاء لا ينتمون قلبيًّا إلى الكنيسة، ولا يختبرون من ثمّ تعزية الإيمان. الكنيسة الأمّ السَّاهرة على الدوام تسعى إلى مساعدتهم ليعيشوا ارتدادًا يُعيد إليهم فرح الايمان والتزامًا بالانجيل.

 

3: ميدان الذي لا يعرفون يسوع المسيح أو رفضوه دائمًا. كثيرون من بين هؤلاء يبحثون عن الله في داخلهم، بدافع الحنين إلى وجهه، حتى في البلدان ذات التقليد المسيحي القديم. يحقّ للجميع تقبّل الانجيل، ومن واجب المسيحيّين إعلانه من دون إقصاء أحد، وفي الوقت عينه من دون فرضه واجبًا جديدًا على أحد، بل كمن يتقاسم الفرح، ويدلّ إلى أفق جميل، ويقدّم وليمة مشتهاة. "فالكنيسة لا تنمو بالاقتناص بل بالاجتذاب" (البابا بندكتس السادس عشر).

 

كان القديس البابا يوحنا بولس الثاني يقول إنّ تبشير البعيدين عن المسيح هو مهمة الكنيسة الاولى. ومعروف بالنشاط الإرساليّ الذي يشكّل اليوم أعظم تحدٍّ للكنيسة، والذي يجب أن يحتلّ المقام الأوَّل (رسالة الفادي 40، 83، 86). فمن الواجب العبور من راعويّة محادثة في الداخل إلى راعويّة إرساليّة حقيقيّة. هذه المهمّة هي مصدر الفرح الاعظم في الكنيسة.

 

مضامين هذا الارشاد (الفقرات 16-18)

 

لم يشأ قداسة البابا فرنسيس معالجة جميع القضايا المتّصلة بموضوع التبشير الجديد بالانجيل في هذا الارشاد الرسوليّ، لحاجتها الى درس معمَّق. فلا بدّ من أن تقوم المجالس الأسقفية بتمييز إشكالياتها وفقًا لمناطقهم، قبل أن يَصدُر كلامٌ مفصّل عن السلطة التعليميّة البابويّة. فمن الضرورة التقدّم نحو "اللّامركزيّة". ولهذا اختار البابا فرنسيس لإرشاده الرّسوليّ المسائل التّالية، المستوحات من الدستور العقائديّ "نور الامم". وهي:

 

1. الاصلاح في الكنيسة لجهة انطلاقتها الارسالية.

2. المصاعب التي يواجهها العاملون الراعويون.

3. الكنيسة بمفهومها ككامل شعب الله الذي يُبشِّر.

4. العظة وتحضيرها.

5. اندماج الفقراء في المجتمع.

6. السلام والحوار في داخل المجتمع.

7. الحوافز الروحية للعمل الإرسالي.

 

ليست نيّة قداسة البابا فرنسيس في عرضه المسهب تقديم بحث، بل إظهار تأثير هذه المواضيع المهمّ والعمليّ على رسالة الكنيسة اليوم.