موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٩
التصاريح الإسرائيلية تنغص فرحة مسيحيي قطاع غزة في عيد الميلاد

غزة - أ ف ب :

لم تكتمل فرحة نحو ألف من مسيحيي قطاع غزة بحلول عيد الميلاد، بعد رفض إسرائيل دخول معظمهم إلى القدس وبيت لحم، مهد السيد المسيح، عبر المعابر التي تسيطر عليها.

قدمت هنادي ميساك طلبًا للحصول على تصريح لكن الحظ لم يحالفها حتى اللحظة.

واكتفت الأربعينية بتزيين منزلها في حي تل الهوى غرب مدينة غزة لتحتفل مع عائلتها وأقاربها وأصدقائها. ويعيش مسيحيو قطاع غزة المحاصر، أوقاتًا عصيبة قبيل احتفالات عيد الميلاد بسبب عدم ضمان الحصول على تصاريح لدخول الضفة الغربية المحتلة.

ومنحت إسرائيل حتى صباح الإثنين، 192 تصريحًا من أصل 951 طلبا، وفق ما أفاد الناطق باسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدسة وديع أبو نصار. ويقول "نتأمل أن يكون هناك المزيد من التصاريح في المستقبل، وعدنا بالكثير من الجانب الإسرائيلي لكن عيد الميلاد يبدأ غدًا... نرى أن هذا حق إنساني أساسي يجب احترامه".

من جهتها، قالت وحدة جيش الدفاع المسؤولة عن الأنشطة المدنية في الأراضي الفلسطينية "كوغات" وهي الجهة المختصة بإصدار التصاريح في بيان الأحد إنه سيتم منح التصاريح للبعض "وفقًا للتقديرات الامنية".

وتقول هنادي لوكالة فرانس برس "أحاول أن أحتفل بالعيد رغم كل البؤس في غزة". وتضيف "كان عندي أمل بالحصول على تصريح للسفر إلى بيت لحم، هناك الفرح الحقيقي، الصلاة، الزينة المنتشرة في كل الشوارع والأزقة والكنيسة، وقداس منتصف الليل الرائع".

مع ذلك، تضيء هنادي وهي مديرة قسم في إحدى المدارس المسيحية في القطاع، أسوار منزلها المكون من طابقين مصابيح صفراء وعلقت على جوانب الممر الداخلي أجراسا ذهبية وحمراء إلى جانب مجسم لبابا نويل.

وتقول "يتحول منزلي في العيد إلى أستوديو للتصوير، يأتي الأقارب والأصدقاء والجيران ويلتقطون الصور التذكارية بجانب شجرة الميلاد". ولم تحصل فرانس برس على رد من "كوغات" حول عدد التصاريح الصادرة هذا العام.

■ هجرة متواصلة

وسط مدينة غزة، كانت الزينة التي علقها نبيل السلفيتي على شجرة صغيرة، متواضعة. لكن السلفيتي الذي حصل على إذن إسرائيلي للوصول إلى بيت لحم والاحتفال لم يتمكن من السفر بسبب وضعه المالي الصعب.

يقول الرجل البالغ من العمر 70 عامًا إن تكلفة السفر باهظة، "أحتاج لتغطية تكاليف المواصلات والإقامة في الفندق والطعام والشراب والهدايا، والسفر متعب جدا وصحتي لا تسمح لي بتحمل إجراءات التفتيش على الحواجز... ستذهب زوجتي وحدها وسأبقى هنا".

وليس هذا الأمر فقط ما يحزن فاتن السلفيتي زوجة نبيل، فقد وصفت فرحة الميلاد بأنها "غير مكتملة".

تقول فاتن "غادر ابني الكبير فادي وابنتي منذ سنوات إلى إسبانيا، الفرحة غير مكتملة".

يقول جوزيف (25 عاما) "ونحن صغار كنا نسافر إلى بيت لحم ونحتفل بالعيد ونصلي بالكنيسة ونقوم بزيارة أقاربنا ونشتري الهدايا، لكن اليوم كل شيء تبدل للأسوأ". ويضيف "كنا نحتفل بإضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في ساحة الجندي المجهول لكن الحال تغيرت".

وبلغ تعداد المسيحيين في غزة قبل سيطرة حركة حماس أكثر من 6 آلاف

وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد المسيحيين في قطاع غزة اليوم لا يزيد عن 1200 شخصًا، غالبيتهم ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذكسية، إذ غادر معظمهم للإقامة في الضفة الغربية المحتلة أو هاجروا إلى الخارج.