موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
البيئة التعليمية الثرية تحفز على التعلم والابداع

ندى شحادة - الرأي :

إن نجاح أي تعليم مدرسي يرتبط إرتباطا وثيقا مع البيئة التعليمية التي يحدث فيها التعليم، فالبيئة التعليمية تلعب دورا هاما في تحقيق أهداف التعليم جنبا الى جنب مع المناهج والمعلمين، ولهذا فإن البيئة التعليمية يجب أن تكون مشوقة وجذابة تحفز الطلبة على التعلم وتشعرهم بالراحة والطمأنينة.

ويبين الباحث في مجال الأسرة والطفل عبد الله مياس بأن: «أهمية البيئة التعليمية المادية على الطلبة بالغة خاصة في العملية التربوية، فالتعليم له دور مهم في تطوير المجتمعات البشرية و أهمية بالغة في تغيير سلوك الابناء وتنشئتهم وإكتسابهم للقيم الملائمة للمجتمع الذي يعيشون فيه».

ويضيف: «وتغدو المدرسة وبيئتها التعليمية على رأس أولوليات المؤسسات التعليمية المهمة، لما لها من اهمية بالغة في غرس القيم التربوية والتعليمية وصقل شخصية الطالب من الصغر بما يعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه، ولهذا فإن ذلك الأمر يوجب على المعنيين في هذا المجال الإهتمام بالعناصر المحيطة بالعملية التربوية والتعليمية والتي تشكل البيئة التعليمية السليمة للطلبة».

ويبين مياس: «بأن البيئة التعليمية في المدرسة بشقيها المادي والبشري كما يقول الخبراء هي المسؤولة عن تكوين المهارات والتوجهات العلمية الفكرية والحياتية عند الطالب، لما لها من تأثير في مواقفها المختلفة عليه».

ويوضح أن: «المقصود بالبيئة التعليمية في المدرسة هي مجموعة الظروف والعوامل والمكونات «البشرية والمادية» التي تحيط بالطالب والتي تؤثر في العملية التعليمية والتربوية لديه» .

وحول تحقيق البيئة التعليمية الفضلى للطالب يقول مياس: «يتم ذلك عن طريق إهتمام المعنيين بالبيئة التعليمية بشقيها البشري والمادي، وذلك بوضع الأسس المثلى في إنتقاء فريق الاداريين والمعلمين في المدرسة، والإهتمام بالمخططات الهندسية للمدرسة قبل انشائها لتكون محببة و ملائمة و محفزة للطالب في إنجاز عمليته التربوية والتعليمية على أكمل وجه».

ويذكر أن: «هناك صورا للبيئة التعليمية وخاصة البيئة المادية، فكما أشرنا سابقا، فإن للبيئة التعليمية ركنان أساسيان وهما البشري والمادي، فالبشري هو كادر الإدارة كاملا ويتمثل بالمعلمين، الزملاء الطلبة، والجيران المحيطين بالمدرسة، والمادي و هو الذي يهمنا في موضوعنا هذا، ويتمثل في معايير الجودة الشمولية في البناء، وخاصة الفضاء الواسع، موقع المدرسة، النظافة، السلامة العامة، الترتيب والتجميل الهندسي، الممرات المناسبة، تصميم الغرف الصفية والمقاعد، النوافذ، الأروقة والأركان كركن المكتبة، وركن المختبر الخاص بالحاسوب، والخاص بالعلوم، وركن المصادر والمسرح ، بالإضافة الى تواجد المرافق العامة مثل الملاعب، والحدائق، والحمامات» .

ويبين أن: «تأثير المادية في العملية التعليمية والتربوية على الطلبة يغدو تأثيرا كبيرا، ففيه تتم تلبية متطلبات الحاجة النفسية للطلاب، فاذا كانت الغرف الصفية ضيقة مثلا، فهذا يؤثر على نفسية الطالب بشكل مختلف عمّا إذا كانت تلك الغرف واسعة، فالواسعة لها أثر نفسي أفضل، وتكون محفزة لإظهار القدرات والمواهب العلمية عند الطلاب بخلاف الغرف الصفية الضيقة».

ويتابع: «نضيف الى هذه النقطة وجود الملاعب والفضاءات الواسعة والساحات، فهذا أمر مهم للغايه في إشباع ميول الطالب الى العمل والحرية وحب الاستطلاع والإكتشاف بشكل يساعد على تنمية مهاراته الحركية، وتنمية عقلية الطالب وقدراته العلمية بالإضافة الى إيجاد عناصر تعطي الطالب الشعور بالنجاح والإنجاز والإعتراف بالذات، مثل عرض إنجازات الطلاب على جدران الصالة الرئيسة في المدرسة أو جدران الأروقة كي يراها الزملاء وزوار المدرسة، وهذا بدوره يخلق جو المنافسة والتفوق بين الطلبة ويعزز ثقتهم بذاتهم».

ويشير الى أنه: «من فوائد البيئة المادية الجيدة « التعليم العفوي « بمعنى أن يتعلم الطالب العلوم المختلفة بغير نية التعلم و دون أن يشعر، فمثلا إن وضع رسما لخريطة العالم وعليها أسماء الدول على جدار المدرسة، فإن مشاهدة الطالب لهذا الرسم بشكل يومي يجعله يتعلم أسماء بعض تلك الدول والبحار ومواقعها، وكذلك فإن وجود النباتات في حديقة المدرسة يعطي للطالب معلومات ميدانية وعلمية يشاهدها بعينه ويلمسها بيده» .

ويختم مياس بقوله : إن «البيئة المدرسية ذات الفضاءات الواسعة والأركان المتعددة تعمل على تنمية القيم الأخلاقية النبيلة والتوجهات السليمة لدى الطلبة، وتنمي لديهم القيم والمفاهيم الايجابية كمفهوم التعاون والحس بالمسؤولية تجاه الجماعة المحيطة، خاصة إذا استعمل المعلم ركن المسرح بالطريقة المثلى، وقام بتعزيز مفهوم العمل الجماعي لتنظيم المدرسة وما حولها من احياء».