موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٩ أغسطس / آب ٢٠٢٣
البطريرك لويس ساكو يكتب: على كنيسة العراق ألا تفقد صوتها النبوي

الكاردينال لويس روفائيل ساكو :

 

على الكنيسة في العراق أن تحافظ على حريتها واستقلاليتها. الكنيسة مؤتمنة على نقل الحقيقة والدفاع عنها. يقول يسوع: "تَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُم" (يوحنا ٨/ ٣٢). طريق الحق ضيق "الباب الضيق" (متى 7/ 13) يؤهلنا على اختبار حضور المسيح في حياتنا بتطبيق تعليمه "الطريق والحق والحياة" (يوحنا 14/ 6).

 

على رجل الدين أن يكون قياديًا وليس تابعًا، وأن يكون فكره نيرًا، وضميره حيًّا وسلوكه مثاليًا. يعرف الحق ولا يحيد عنه. مهام رجل الدين أن يتمثل بالمسيح في مساعدة الآخرين على إتّباعه وتنشئتهم تنشئة روحية مسيحية سليمة وأخلاق حميدة وعدم الإنجرار وراء الشر. رجل الدين لا يساير مَن يفعل الشر أو يمدح فاعله أو يُغطّي عليه.

 

حذاري ممن يقبّلكم من جبينكم، إنها قبلة العمالة، وليست قبلة المحبة، بها يكبّلكم بحبال حفنة من المال الحرام لشراء ذممكم. انه يسعى لتبرير فساده على حساب الكنيسة والحقيقة، خصوصاً أن خدمتنا طوعيّة نابعة من إيماننا، ولا يمكن أن تُقدّر بثمن.

 

على رجل الدين أن يسمو روحيًا ليكون قامة إيمانيّة وإنسانية ووطنية رفيعة يُحتذى بها، وأن يكون أعلى قدرًا وأرفع شأنًا من أن يبيع نفسه بالمال. رجل الدين يمثل الكنيسة التي يجب أن يسعى ليكون حضورها مميزًا من أجل المواطنين في ظروفهم الصعبة وسط الأزمات الخانقة المتكررة، في العراق بشكل خاص.

 

على الكنيسة أن تدافع عن مسيحيي العراق أمام من يستولي على حقوقهم ومقدَّراتهم وأموالهم وأملاكهم، من يعمل على إحداث تغيير ديموغرافي في عموم مناطق سهل نينوى ذات الأغلبية المسيحية.

 

على الكنيسة أن تدافع عن الحق بقوّة تجاه نفسها وتجاه الوطن والمواطنين وخصوصًا المسيحيين الذين غدَوا "حلقة ضعيفة" ولا تقبل إلا الحقيقة ولا تجامل أحدًا على حساب الحق. الظلم والظالم الى زوال عاجلاً أم آجلاً.

 

"أنا عارفٌ أعمالكَ… وقد جرَّبتَ القائلين أنهم رسل وليسوا رسلاً فوجدتَهم كاذِبين" (الرؤيا 2/ 1-4).