موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢١ مايو / أيار ٢٠٢٠
البطريرك لويس روفائيل ساكو يكتب: المكوّن المسيحي يفتقد التمثيل الحقيقي

الكاردينال لويس روفائيل ساكو :

 

المسيحيون العراقيون ينتمون وجدانيًا إلى هذه الارض المباركة، أرض الحضارات والأمجاد، أرضِ أبينا ابراهيم. ويفتخرون بعراقة تاريخهم وتراثهم، ويتشبثون بقيم إيمانهم المسيحي، ويُحبّون وطنَهم، ويؤمنون بالعيش المشترك. من المؤسف القول أن نصيبَهم كل هذه  السنوات، كان سيئًا جدًا بسبب الأزمات التي لاحقتهم وهجرتهم أمام غياب مواد دستورية تضمن حقوقهم كمواطنين متساويين، وليس كأقلية مهمَّشة. وهذا كان أيضًا حظّ الصابئة المندائين والايزيديين والكاكائين!

 

كان تشريع "الكوتا" في منح المسيحيين خمسة مقاعد في مجلس النواب لغرض الحفاظ على تمثيلهم وحقوقهم كشركاء فعليين في الوطن، لكن الواقع  هو غير ذلك. فالكوتا مختطفة وإرادة المسيحيين مصادرة، لأن فوز النواب المسيحيين يأتي عبر توجيه كتل نافذة للتصويت لصالح المسيحيين الموالين لها، لصهرهم في أجنداتها. لقد صرحت إحدى النائبات لأحد الكهنة، أنها فازت بأصوات من النجف والناصرية، وليس بأصوات المسيحيين. وهذا ما يثير قلقنا!

 

من يصون حقوقنا ليس هؤلاء النواب الذين معظمهم لم يمارس العمل السياسي الصحيح لخدمة الوطن ومكوّنهم، بل من يصون حقوق العراقيين على حدٍّ سواء هي الحكومة، بكونها صاحبة السلطة في التشريع والتنفيذ، لكنها لم تكترث بنا كل هذه الفترة الماضية، سوى بالوعد والكلام الطيب.

 

نأمل أن تترك الأحزاب السياسية الحرية لرئيس الوزراء الجديد السيد مصطفى الكاظمي في تشكيل حكومة وطنية  مدنية، قوية وعادلة، وأن تدعمه لتكون هي مرجعيّة كل العراقيين. وعندما يكون العراقيون بخير فنحن المسيحيين  بخير، ولن نحتاج إلى أن يقف أحد بجانبنا بشكل فئوي.