موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٣
البطريرك غريغوريوس لحّام: شهداء حقيقيون في معلولا

دمشق - وكالة آكي الايطالية للأنباء :

قال البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك، "نحن مصممون على البقاء في هذه الأرض المباركة حتى الشهادة"، أي "الشهادة بالدم"، في إشارة إلى سوريا.

وفي تصريحات لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية، اليوم الثلاثاء، أضاف البطريرك لحّام أن "الشهادة حقيقة اختبرها بالفعل بعض مؤمنينا، كالرجال الثلاثة الذين سقطوا في معلولا وهم مايكل ثعلب، وانطونيوس ثعلب، وسركيس زاخم"، مؤكداً "إنهم شهداء حقيقيون قتلوا لرفضهم الارتداد عن إيمانهم"، وأعرب عن "القلق الشديد إزاء الغزو الجديد للمدينة المسيحية من قبل جماعات إسلامية مسلحة روعت السكان واختطفت اثنتي عشر راهبة أرثوذكسية من دير القديسة تقلا".

واستذكر بطريرك الملكيين بفرح "الاجتماع الأخير لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك مع البابا فرنسيس، حيث تضرعنا مع الأب الأقدس، لكي يبقى شعلة الأمل متقدة في قلوبنا، وبمساعدة وقوة صلوات البابا ومبادراته النبوية والجريئة والإنجيلية، نريد البقاء على هذه الأرض المباركة، سوريا، مهد المسيحية"، وقد سأل البطريرك البابا "مساعدة المسيحيين السوريين على البقاء في الشرق الأوسط"، مطلقاً لهذا السبب نداءً جاء فيه "نحن المسيحيين والمسلمين، علينا وبوسعنا بل نريد أن نبقى معا، لنشهد للإنجيل ونبني عالماً جديداً ومستقبلاً أفضل لشبابنا".

في سياق متصل، قال الأب جورج لويس، كاهن رعية الملاك ميخائيل للروم الكاثوليك في قارة، أن القرى المسيحية وغيرها الكائنة شمال دمشق، "تستهدفها جماعات جهادية أجنبية مسلحة"، حيث "يستهدفون قرية، ثم يغزونها ويقتلون أهلها ويحرقونها ويدمرونها، جاعلين الحياة أكثر صعوبة كل يوم بالنسبة لسكانها المسيحيين وغيرهم"، مبيناً أن "الميليشيا الأجنبية تتصرف خارج سيطرة أبناءنا من الجيش السوري الحر، المحترم من قبل الجميع"، وهم "لا يريدون إلا هدم البلاد بأكملها"، لكن "أفراد الجيش السوري الحر للأسف، اضطر في كثير من الحالات إلى الانسحاب أمام الجماعات المسلحة الأجنبية".

وذكر الأب لويس أن "التوازن عندما اختل في المنطقة في السادس عشر من تشرين الثاني الجاري، نزل أكثر من ثلاثة آلاف جهادي سنّي من قرية عرسال، معقل الجماعات المسلحة التي تسللت إلى سوريا عن طريق لبنان، وقد دخلوا إلى القرية محولين إياها إلى ساحة حرب"، حيث "انسحب أمامهم أفراد الجيش السوري الحر كونهم أقلية، وبدأت الناس بالفرار"، وقد "هرب نحو ستة آلاف شخص على الفور نحو المدن والقرى المجاورة"، لكن "المجتمع المسيحي قرة تجمع في مركز المدينة التاريخي، وأبى أن يتحرك" وقد "بدأت الهجمات الصاروخية ضد المنازل والشوارع، ولجأت حوالي خمسة وثلاثين أسرة مسيحية إلى الكنيسة للصلاة"، ثم "قُصفت بوابة الكنيسة ودخل المقاتلون المسلحون بوجوه مغطاة وشعر طويل، فهم ليسوا سوريين لم تكن جنسيتهم واضحة"، وقالوا "نريد أن نقتلكم جميعاً أيها المسيحيون الكلاب ونحرق هذا المكان الوثني" حسب روايته.

وأشار الكاهن الكاثوليكي إلى أنه "عند هذه النقطة بدأ أحد أبناء رعيتنا بالتحدث باللغة العربية، وتداول وتباحث بجرأة مع زعيم الجماعة، مستشهدا بآيات من القرآن الكريم، وقائلاً أن الإسلام يحترم المسيحيين والأقليات الأخرى"، فـ"أجاب الرجل أنه سيطلب من رئيسه أن يقرر مصيرنا وقاد رجاله خارج المبنى"، وفي غضون ذلك تركنا الكنيسة من باب ثانوي، ولذنا بالفرار في أزقة البلدة القديمة" وخلص بالإيضاح أن "هؤلاء المقاتلون متطرفون أجانب، يريدون زرع الكراهية والعنف الطائفي، والتدمير الوحشي، وهم يفتقرون تماماً إلى احترام المدنيين"، وأردف "لسنا من الجيش الحر، ولم يبقى لدينا سوى الصلاة"، واختتم بالقول "في هذه الهجرة الجماعية، اختبرنا تجربة التضامن والمودة الجميلة بين المسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس".