موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣١ مارس / آذار ٢٠٢٠
البطريرك غريغوريوس الثاث لحام يكتب: الشر ووباء فيروس كورونا
البطريرك غريغوريوس الثاث لحام، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك السابق

البطريرك غريغوريوس الثاث لحام، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك السابق

البطريرك غريغوريوس الثاث لحام :

 

لسان حالنا أمام وباء الكورونا هو هذا النشيد: "إرحمنا يا رب إرحمنا! فإننا عاجزون عن كل جواب". وهذا موقفنا أيضًا أمام الشر!

 

هذا ما يقوله القديس أوغسطينوس، "لقد فتّشتُ من أين يأتي الشر ولم أجد حلاً."وهذا ما يقوله القديس بولس: "إنه سر الأثم قد أخذ في العمل" (2 تسالونيكي 7:2) ولكنه يتكلم من جهة أخرى عن "سر التقوى" (1 تيموتاوس 16:3). ويتبادر السؤال المطروح علينا كلنا كبشر: لماذا لم يخلق الله عالماً من الكمال بحيث لا يتمكن أي شر من التأثير عليه؟ لا جواب!

 

إنه الواقع الذي نختبره كلّنا وعَبْر التاريخ: مع الخير الطبيعي يوجد أيضاً الشر الطبيعي. ومع أعمال وأسباب بناء الطبيعة توجد أعمال واسباب هدمها أيضاً.

 

الملائكة والبشر، كونهم مخلوقات عاقلة وحرّة، يجب ان يسيروا نحو غايتهم القصوى باختبار حر ومحبّة وسعيّ نحو الأفضل. ولكن بإمكانهم ان يضلّوا. وقد خطئوا فعلاً. وهكذا دخل الشر الأدبي الى العالم. والله ليس ابداً علة الشر الطبيعي ولا الأدبي، لا مباشرة ولا بوجه غير مباشر. ولكننا نكتشف ان الله في عنايته الكلية القدرة، ومع مراعاته حرية خليقته، يستطيع أن يستخرج خيراً من عواقب الشرور، الطبيعية والادبية، التي تتسبّب بها خليقته الحرة.

 

إن الله هو سيد التاريخ والعالم والخليقة. كما نقول في قانون الإيمان: "أؤمن باله واحد آب ضابط الكل. خلق السماء والارض. كل ما يُرى وما لا يُرى" وهو رحيم ومحب للبشر. وهو يعتني بجميع خلائقه. وما أجمل ما قاله لنا السيد المسيح: "شعور رؤوسكم جميعها محصاة... تأملوا زنابق الحقل... تأملوا الغربان! الطيور... (لوقا 22:12 -31).

 

ولكن الله مع عنايته بجميع خلائقه الذين خلقهم على صورته ومثاله، يحترم حريتهم، كما يقول القديس أوغسطينوس:"إن الله الذي خلقك بدون إرادتك، لا يمكنه أن يخلصلك بدون إرادتك." ولهذا السبب فإن إيماننا بالله الكلّي القدرة والرحمن والرحيم والمحب البشر والقدير... إن إيماننا هذا مهما كان قويا وثابتا، فهو يوضع على المحك والإمتحان ، أمام واقع الشر والألم. وكأن الله يبدو بعض الأحيان، غائباً وعاجزاً عن منع الشر الطبيعي والادبي.

 

الكتاب المقدس وتاريخ البشرية، وتعليم الكنيسة الواضح، والوحي المقدس، يكشف لنا عن الصراع المرير بين الخير والشر: سقطة آدم في الفردوس. قايين يقتل أخاه هابيل. تاريخ العهد القديم. تاريخ البشرية كلها. الحروب عبر الأجيال، بين الشعوب، بين اتباع الأديان على آختلافها... بآدم دخل الشر والموت في تاريخ البشرية. وهذا كله ثمرة الخطيئة التي يختبرها كل إنسان في أعماق نفسه... "وهكذا أصبح جميع البشر خطأة بمعصية إنسان واحد هو آدم" (رومية 19:5) ويضيف بولس: "وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس، لأن جميعهم أخطأوا" (رومية 12:5).

 

هذا العصيان، هذه الخطيئة، هذا الشر، الطبيعي والأدبي، ينتشران بين البشر (مثل وباء الكورونا). وهذا سبب كل الويلات والشرور في العالم... في الكنيسة، في المجتمع. في الدول. في العلاقات بين البشر. في الأسرة. في الكنيسة. في الدولة. بين الدول. في المصالح. في التجارة. في الإقتصاد. في المال. في البُنى الإجتماعية والسياسية، والعلم والإختراعات... كلها يمكن أن تكون عامل خير، وفيها كلها تدخل الخطيئة وكل الشرور الأدبية والطبيعية...وهكذا يقول بولس الرسول: "إن الخليقة تئن"... أي تتألم... تنتظر الخلاص. وهذا هو معنى إيماننا المسيحي المقدس: هذا هو معنى التجسد والفداء، والخلاص الذي في المسيح، والصليب والقيامة...

 

وهكذا تبدو حياة الناس، فردية او جماعية، تبدو صراعا دامياً، مأسوياً، هدّاماً، بين الخير والشر . بين النور والظلمة. بين الدول والأمم، بين الإنسان وأخيه الإنسان ، كما يقول المثل اللاتيني: "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان".

 

هذا الإنسان يحتاج الى كلمة الله، الى الإنجيل، الى الخلاص والفداء.... الى النعمة... الى الأسرار... الى التوبة... هذا هو الدواء امام الشر الادبي والشر الروحي. وهذا هو الدواء امام وباء الكرونا الذي يجتاح العالم.

 

وامام الويلات والأوبئة والمرض والزلازل والبراكين والطوفان والحروب العسكرية والاقتصادية، والبيولوجية، وعبر التواصل الإجتماعي... امام الشر الأدبي والطبيعي... نقول مع بولس الرسول في رسالته الى الرومانيين: "فيا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه ! ما أبعد أحكامه عن التنقيب ! وطرقه عن الإستقصاء ! من عرف فكر الرب؟ ومن كان له مشيرا؟ إن كل شيء هو منه وبه وإليه. فله المجد الى الدهور آمين" (روما 33:11-36).

 

يتدخل الله في حياة البشر، بالنسبة للشر الادبي والطبيعي بطريقته الخاصة. الله اعطى الناس الوصايا العشر، وهي في محتواها عامة لكل البشر ولكل الاديان. ويطلب الله من البشر، من كل إنسان، من كل أُمة، أن تحافظ عليها، واذا حفظها الانسان حفظ نفسه وصانها وحفظ نفس الاخر، وحقوقه وكرامته وحياته، وعرضه... وإذا خالف الانسان هذه الوصايا، ضاعت حقوق الآخرين، وديست كرامتهم ونُهبت ارزاقهم وخيراتهم واموالهم وممتلكاتهم... وانتشرت الويلات والعاهات والامراض... والأوبئة... والحروب والغزوات. الشرق على الغرب، والغرب على الشرق والشمال على الجنوب والجنوب على الشمال... وكما يقول الكتاب المقدس: "تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة"... الله أعطى الوصايا للإنسان، لكل انسان. ووضع له شريعة ليسير بموجبها. ولكن الإنسان لم يحافظ عليها دائما. وهذا أصل الشر الأدبي كما قلنا. والقول نفسه هو الحال بالنسبة للطبيعة وللخلائق على انواعها، الحيوان والنبات... وضع لها نظاما جميلا جدداً للحياة والتناسل، والحماية والدفاع عن وجودها...

 

وهنا أيضا هذه الخلائق تتعرض لظروف كثيرة، فتخالف النظام النظام الذي وضعه الله لها. وتتعدى على بعضها البعض... وبعضها يعيش على حساب غيره... وهكذا هنا أيضاً تظهر الخلافات بينها، والنزاعات... والتعديات... وهذا ما يحدث للخلائق كلها، الحيوان، والنبات والجماد... وهكذا تحدث البراكين والطوفان والهزات الارضية...وهذا كله يبرهن على ان الإنسان هو خليقة، معرّض للضعف والمرض... فهو مخلوق وليس كاملاً... وهكذا القول عن الحيوان والنبات والجماد... انها كلها مخلوقة... وهي معرضة للضعف، والفساد والدمار والأوبئة الطبيعية، وللفيروسات والميكروبات...

 

وهذا كله يقودنا ويعود بنا الى كلمة الله، الى سفر التكوين، حيث نجد وصفاً رائعاً كيف خلق الله العالم وكل الكائنات... ويقول الكتاب المقدس: ان الله رأى كل شيء انه حسن: ولكن الإنسان لم يحافظ على هذه الصفة،وعلى هذا الجمال. والطبيعة أيضاً لم تحافظ على هذه الصفة. وبقي الله يحب الإنسان ويدعوه الى المحبة والتوبة والكمال والقداسة والتضامن والخدمة والعطاء، قائلا: "كونوا كاملين كما ان اباكم السماوي هو كامل."

 

وهذا ما نقرأه في سفر أشعيا النبي بهذه العبارات الرائعة المليئة بالمحبة والحب والعطف والاكرام، لا بل قل بالعشق، عشق الله لخليقته وصنعة يديه، وصورته وايقونته... فالانسان هو "كرم الرب الذي حوّطه بسياج، وبنى برجاً في وسطه وحفر فيه معصرة... وانتظر ان يثمر عنباً فأثمر حصرماً برّياً. كرم الرب هم البشر وغرس نعيمه" (أشعيا 4) ويتابع: "إنتظر (الله) الإنصاف فاذا سفك الدماء، والعدل فاذا الصراخ" (اشعيا 5). ويصف في مكان آخر ظلم الانسان لاخيه الانسان: "لايشفق الواحد على اخيه فينهش ذات اليمين ولا يزال جائعاً. ويأكل ذات الشمال ولا يشبع" (أشعيا 9).

 

وبالمقابل يخاطب الله الانسان قائلاً:"انت عبدي. إخترته ولم أرذله. فلا تخف فإني معك. ولا تتلفت فانا الهك قد قوّيتك ونصرتك وعضدتك يميني وعدلي. انا الرب الهك آخذ بيمينك قائلا لك : "لا تخف فاني قد نصرتك... لا تخف فاني انا فاديك" ( اشعيا 41) وايضا :"انا الرب دعوتك لاجل البرّ. واخذت بيدك. وحفظتك وجعلتك عهداً للشعب ونورا للامم. لكي تفتح العيون العمياء وتخرج الاسير من السجن والجالسين في الظلمة من بيت الحبس." (اشعيا 42) هذه دعوة الله للانسان، وماذا يفعل الانسان بأخيه الانسان! ويعاقب الله الانسان ويقول:"انا الرب الهك الذ يعلمك ما ينفع ويهديك الطريق الذي تسير فيه. ليتك أصغيت الى وصاياي؟... انت عبدي وبك أتمجد" (أشعيا 48).

 

ويتابع الرب الإله خطابه للإنسان خليقته : "إني قد جعلتك نوراً للامم." (أشعيا 49) ويقول أيضاً بلهجة والدية رائعة: إنكم ترضعون وفي الحضن تحملون وعلى الركبتين وتدللون... وكما تعزيه أمه كذلك انا أعزيكم. ويقول أيضا: "لقد دعوتك بإسمك! أنت لي...أنت كريم لديّ! إنني أحببتك! لا تخف انا معك". (أشعيا 43) فالله اله رحيم محبّ للبشر رؤوف ورحيم. محب الصديقين وراحم الخطأة...

 

وهل ننسى تعليم الانجيل المقدس ومحبة السيد المسيح للانسان؟ كل عجائبه هي عجائب محبة وحنان ورحمة. واكتفي بالاشارة الى الفصول 14 و15 و16 و17 من إنجيل القديس يوحنا. وأكتفي بمختارات منها: "انا الكرمة وانتم الاغصان. لا أدعكم يتامى. اريد أن تكونوا معي حيث أكون انا. أنتم فيّ وأنا فيكم. كما أحبني الآب، انا أيضاً أحببتكم. اثبتوا في محبتي. لا أسميكم عبيداً بل سميتكم أصدقائي. الآب يحبكم لأنكم أحببتموني. ويصلي لأجلهم: "ايها الآب إحفظهم من الشرير. قدّسهم بحقك أعطهم أن يكونوا واحداً ليعلم العالم أنك أحببتهم كما أحببتني. ايها الآب! اريد ان يكونوا هم أيضا حيث أكون أنا، لكي يشاهدوا مجدي الذي أعطيتني... ولكي تكون فيهم المحبة التي أحببتني، وأكون انا فيهم".

 

هل يعقل ان يكون هذا الإله المحب البشر، هو الذي يسبب الكورونا أو الويلات او الزلازل أو الحروب؟ كلا، بل هي الخطيئة التي تملك في العالم. كما يعلمنا بولس الرسول: لا تملك الخطيئة في جسدكم."(روما 12:6)

 

وأحب أن أضيف خاطرة أستقيها من صلاة "الأبانا". حيث يعلمنا يسوع كيف نصلي، وفي ختامها هذه الطلبة: "لا تدخلنا في التجربة. لكن نجنا من الشرير".

 

المعنى واضح: التجربة موجودة،... على دربنا، في حياتنا، في مجتمعنا...نطلب من الله أن يجعلنا لا ندخل فيها، بل يقودنا إلى مكان آخر "إلى طريق آخر بعيدٍ عن التجربة. ويضيف بالمطلق: لكن نجنا من الشرير".

 

إذاً واضح أن الله يساعدنا لكي نتجنّب التجربة، والطريق التي تقودني الى الشر والخطيئة والمخاطر... كما نقول مراراً وتكراراً في صلواتنا، لا سيما في المزامير، منها:

 

طوبى للرجل الذي لا يتبع مشورة الكفرة. وفي طريق الخطأة لا يقف ... إن الرب يعرف طريق الصديقين، أما طريق الكفرة فتهلك (المزمور 1)

 

عرّفني يا ربّ الطريق التي أسلك فيها... إنتشلني من بين إعدائي... ليهدني روحك الصالح في طريق مستقيمة...(المزمور 142).

 

والآيات الكثيرة من المزمور 118:

طوبى للأزكياء في الطريق ... يا ليت طرقي توجّه إلى حفظ رسومك... عن كلِّ طريق شر منعتُ قدميّ. لكي أحفظ أقوالك...شريعتك مصباح لقدميّ ونور لسبيلي... لذلك أبغضّتُ كل طريق إثم... سدّد خطواتي بحسب كلمتك..."

 

وتذكرنا هذه الآيات حول الطريق، بالدعاء القرآني: "إهدنا الصراط (الطريق) المستقيم". وهو مشتق ّمن المزامير كما قال لي أحد الشيوخ...

 

نرى في هذه الآيات أن التجارب موجودة. وطريق الإنسان محفوفة بالأخطار المادية والروحية والإجتماعية... ونطلب من الله أن يجعل طريقنا يتحوّل عنها، وينجو منها...

 

ختام

 

وأُنهي بهذه المقاطع من وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني:الكنيسة في عالم اليوم.

 

37 - لقد أفسدت الخطيئة النشاط الانساني

 

بالاتفاق مع اختبار الأجيال، يعلّم الكتاب المقدّس العائلة الانسانية ان التقدم الذي هو خير كبير للانسان، يحمل في طياته أيضا تجربة خطيرة. فعندما يتبلبل ترتيب القيم ويختلط الخير بالشر، لا ينظر الافراد والجماعات إلاّ لمنافعهم الخاصة لا الى منافع الغير. فالعالم لا يظهر بعد موضعاً لأخوّة حقة، بينما يهدد سلطان الانسان المتزايد بإهلاك الجنس البشري نفسه.

 

إن صراعًا عنيفًا ضد قوى الظلام يرافق تاريخ البشر كله، وهذا الصراع منذ البدء،سيظل حسب قول الرب، حتى اليوم الاخير. وبما أن الإنسان دخل المعركة، عليه ان يحارب دون هوادة ليتمسّك بالخير. ولا يتوصل الى تحقيق وحدة ذاته الداخلية إلاّ بعد جهود كبيرة وبمساندة نعمته تعالى.

 

وأضيف هذا المقطع من كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

 

413- "ليس الموت من صنع الله، ولا هلاك الأحياء يسرّه (...) بحسد ابليس دخل الموت الى العالم.

 

414- الشيطان أو ابليس وسائر الشياطين هم ملائكة ساقطون لأنهم رفضوا باختيارهم أن يخدموا الله وقصده. واختيارهم ضد الله نهائي وهم يعملون على إشراك الإنسان في ثورتهم على الله.

 

415 – "أقام الله الانسان بحالة برارة. ولكنّ الشرير أغواه منذ بدء التاريخ. فأساء استعمال حريته، منتصبا في وجه الله، وراغباً في أن يبلغ غايته من دون الله".

 

416 - في كون آدم الانسان الأول، أضاع بخطيئته القداسة والبرارة الأصليتين اللتين كان قد نالهما من الله، ليس فقط لنفسه بل لجميع البشر.

 

417 - لقد أورث آدم وحواء ذريتهما الطبيعة البشرية مجروحة بخطيئتهما الأولى، ومن ثمّ مجردة من القداسة والبرارة الأصليتين.

 

418 - نتج عن الخطيئة ان الطبيعة البشرية أُضعفت في قواها، وأُخضعت للجهل، والألم وسيطرة الموت، ومالت الى الخطيئة (وهذا الميل يُسمّى شهوة).

 

420- الإنتصار على الخطيئة الي حققه المسيح أعطى خيرات أفضل من تلك التي أفقدتها الخطيئة: "حيث كثرت الخطيئة طفحت النعمة. (رو 20:5)

 

421 - "في إيمان المسيحيين أن هذا العالم هو وليد محبة الله وحفيظها، سقط في عبودية الخطيئة، ولكنّ المسيح حطّم بالصليب والقيامة شوكة الشرير وحرّره".

 

ما أحوجنا في هذه الظروف الى ترداد ما قالته القديسة تريزيا أفيلا : "لا شيء يُقلقك، لا شيء يُخيفك، كل شيء يزول، الله لا يتغير، الصبر يحصل على كل شيء، من له الله لايحتاج الى شيء، الله وحده يكفي".

 

ونختم بمقاطع من رتبة الأكاثستوس نرفعها الى والدة الآله، صارخين:

 

"يا والدة الإله الفائقة القداسة خلصينا. نجّينا من التجربة أيتها الفتاة. ومن اجتياح البرابرة. ومن كل ضربة أخرى. واردة علينا لكثرة سقطاتنا. نحن الآنام الخاطئين. لنصرخ اليك بالسلام نحن المؤمنين. الذين نلنا بك نصيباً. من الفرح الأبديّ".

 

يا والدة الإله الفائقة القداسة خلصينا

 

أشفق اللهم على ميراثك. وتغاضَ الآن عن جميع خطايانا. وآقبل لذلك آستعطاف التي حبلت بك على الأرض بلا زرع. لمّا شئت في رحمتك العظيمة أيها المسيح. أن تتخذ صورة البشر".

 

نحن عبيدك يا والدة الإله. نكتب لك ايات الغلبة. يا قائدة قاهرة. ونقدّم الشكر لك. وقد أُنقذنا من الشدائد. لكن بما أن لك العزة التي لا تحارب. أَعتقينا من أصناف المخاطر. لكي نصرخ اليك: إفرحي يا عروسة لا عروس لها.

 

النشيد الوطني الكنسي:

 

خلّص يا رب شعبك وبارك ميراثك، مانحاً العالم السلام. وآحفظ بصليبك رعيتك من وباء الكورونا.