موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
البطريرك صبّاح يكتب: في زمن الوباء والشدة، من الجميل أن نتذكر هذه الحقيقة: "إنّ الله يحبنا"
البطريرك ميشيل صبّاح، بطريرك القدس للاتين السابق

البطريرك ميشيل صبّاح، بطريرك القدس للاتين السابق

البطريرك ميشيل صبّاح :

 

قال يوحنا الرسول في رسالته الأولى: "وَمَا تَقُومُ عَلَيهِ المـَحَبَّةُ هُوَ أنَّهُ لَسنَا نَحنُ أَحبَبْنَا الله بَل هُوَ أَحبَّنَا فَأَرسَلَ ابنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا. أيُّهَا الأحِبَّاءُ، إذَا كَانَ الله قَد أَحَبَّنَا هَذَا الحُبَّ فَعَلَينَا نَحنُ أَن يُحِبَّ بَعضُنَا بَعضَا" (١ يوحنا ٤: ١٠-١١). وقال أيضًا في إنجيله: "إنَّ الله أَحَبَّ العَالَمَ حَتَّى إنَّه جَادَ بِابنِهِ الوَحِيدِ لِكَي لَا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِهِ، بَل تَكُونُ لَهُ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا ٣: ١٦).

 

في زمن الوباء والشدة هذا، من الجميل أن نتذكر هذه الحقيقة: "إنَّ الله يحبنا". إن علاقة الله الأساسية بنا هي علاقة خلق ومحبة. فهو في كل لحظة يخلقنا. وفي كل لحظة يعتني بنا. وفي كل لحظة يحبنا. الله يحبنا، فنلقي عليه همنا، وهموم شعبنا وهموم العالم كله. ونصلي بكل بساطة الصلاة التي علَّمنا إياها يسوع المسيح، كلمة الله الأزلي:

 

أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك، ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض. أعطنا خبزنا كفاف يومنا واعفر لنا خطايانا كما نغفر نحن أيضا لكل من أساء إلينا. ولا تدخلنا في التجارب، لكن نجنا من الشرير. آمين

 

بهذا اليقين أن الله يحبنا، نبقى أقوياء ولا نستسلم للهلع والخوف. المؤمن لا يخاف. ونتأمل في الأحداث: ماذا يريد الله أن يقول لنا؟ لأن كل حدث في حياتنا هو كلمة منه تعالى لكل واحد منا. والأحداث التي نعاني منها اليوم، مع العالم كله، هي أيضًا كلمة منه تعالى لكل واحد منا. فليسأل كل واحد نفسه: ما هو موقفي من أبي الذي في السماوات؟  وما هو موقفي من كل إخوتي في البشرية؟ لنحاسب أنفسنا، ولنحوِّلْ كل شيء فينا إلى "محبة"، فنصير مثل الله "محبة". وبالمحبة يُخلَق عالم جديد.