موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٨
البطريرك ساكو يدعو لإنشاء مركز في بغداد يجمع الشباب المسيحي والمسلم

البطريركية الكلدانية :

حث البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، في مقابلة أجراه معه موقع آسيا نيوز، على تثمين دور الشبيبة وبالأخص دور المرأة في حياة الكنسية. قائلاً بأن دور المرأة البنّاء في المجتمع المسيحي ومساهمتها الفعالة فيه يمكن أن يكون نموذجياً حتى للعالم الإسلامي. كما أكد على ضرورة إنهاء النزعة الاكليروسية المتطرفة، والاساءات الناتجة عنها. كما طرح فكرة إنشاء مركز للشبيبة في العاصمة بغداد يكون مكرسًا للفعاليات الرياضة والثقافة والاجتماعية ولتبادل الخبرات وتعزيز العيش المشترك.

وجاءت هذه المقابلة خلال هذا الأسبوع الأخير من أعمال سينودس الأساقفة المكرس للشبيبة في الفاتيكان، من ٣ إلى ٢٨ تشرين الأول من العام الجاري. وقد طرح غبطته في سياقها فكرة إنشاء "مركز للشبيبة" في بغداد يكون مكونًا من ملعب رياضي ومكتبة وجانب مخصص للقاءات والنشاطات الثقافية. كما أكدّ في الوقت ذاته على ضرورة اشراك العلمانيين بشكل أكبر في الشؤون الكنيسة ولا سيما الشبيبة، وبنوع خاص النساء، و"الاستفادة القصوى من المواهب". هذه هي الأهداف التي يريد الكردينال أن يثمرها، بعد مشاركته في هذا السينودس بكل ما تخلله من الاجتماعات والحوارات والنقاشات في "هذه الأيام من العمل المكثف"، وذلك لتعزيز رسالة الكنيسة في العالم العربي والإسلامي أيضًا. ويقول بأن ذلك يمكن تحقيقه بالاعتماد على "التزام الشابات والشباب وحماسهم".

وفي معرض تعليقه على أعمال السينودس، عبر رئيس الكنيسة الكلدانية عن أهمية الفرصة التي اتاحتها هذه المناسبة للمناقشة مع الأساقفة والكهنة عن أمور ومواضع أخرى، بجانب الاجتماعات والنقاشات التي خصصت لدراسة "أوضاع الشبيبة على المستوى الإيماني والإنساني والاجتماعي". وقال غبطته بأن هذا السينودس "يتميز بأجواء مختلفة عن السينودسات السابقة، حيث لا يوجد توترات، وإنما روح المرح والسرور، والأسلوب الشبابي". لكنه من جانب آخر، ابدى ملاحظته بمشاركة عدد قليل من الشابات والشباب موضحًا بأن "عددهم قليل جدًا. للأسف يوجد فقط ٣٨ مشارك من الشبيبة مقابل ٢٦٨ مشارك من آباء الاكليروس في السينودس. كان ينبغي أشارك عدد أكبر من الشبيبة".

وقال غبطته بأن كل منطقة لها مشاكلها الخاصة، والخبرات تختلف باختلاف القارات والأمم. وأكد بأن العمل الذي يقوم به المشاركون في السينودس "بنّاء". وأضاف في هذا السياق، قائلاً: "إني سأعود للعراق محملاً بالعديد من الأفكار والتطلعات لشبابنا. لنا رجاءٌ بأن تُبعَث في شبيبتنا روح جديدة. إن العديد منهم مروا بخبرات صعبة جدًا، حيث تمّ اضطهادهم وتهجيرهم، وعاشوا كنازحين. سأفتح لهم كل الأبواب. إن مواهبهم لهي ثمينة ولها دور حاسم".

وبيّن غبطة البطريرك بأن دور الأجيال الجديدة هو "رياديٌ وبطوليٌ في حياة الكنيسة". وذكر بأنه خلال السينودس انتقد قداسة البابا فرنسيس وآباء السينودس الآخرون النزعة الاكليروسية المتطرفة، والاساءات الناتجة عنها وفي مقدمتها النزعة السلطوية في الكنيسة. وقد شدد الكردينال ساكو على أهمية تعزز دور الشبيبة واستثمار "مواهبها وإمكانياتها، حيث تمتلك الكثير من الأفكار لخير الكنيسة. إن الشابات والشباب هم أعضاء في جسد المسيح أيضاً، وهم لا يرضون بالاكتفاء بالنزعة التقوية، وإنما يطمحون بالمشاركة الفعلية".

ويأتي "تعزيز دور المرأة" ضمن الأولويات التي وضعها البطريرك الكلداني، حيث أكد على ضرورة الاستفادة من "مواهبها" في الكنيسة وتثمين دورها الأساسي ليصبح "نموذجًا ورسالةً للمسلمين أيضًا"، بحيث يكون للعالم الوردي مكانته حتى بين المؤمنين المسلمين. وقد أعطى غبطة البطريرك بهذا الخصوص مثالاً، قائلاً: "إني قد بدأت بالفعل في هذا الاتجاه حيث قمت بتعيين سيدة لإدارة الشؤون المالية للبطريركية، وفتاة بما يخص شؤون التعليم المسيحي. فمن المهم للغاية اعطائهنّ مسؤوليات أكثر فأكثر بما يخص الشؤون الكنيسة".

وفي نهاية المقابلة عبر غبطة البطريرك ساكو لآسيا نيوز عن نيته وأمنيته الكبيرة، قائلاً "نود إنشاء مركز للشبيبة في بغداد، بحيث يكون أيضًا مركزًا للرياضة والثقافة ويتضمن مكتبة مفتوحة وخدمة الإنترنت. ويكون بمثابة بيت للشبيبة ومكان للاستماع والتعليم والمرافقة. وأن يقوم بإدارته كاهن أو مجموعة من الشبيبة المهيئة مسبقًا لمثل هذه المهمة". واختتم الكردينال المقابلة بهذه الكلمات: "أعتقد أنه من الضروري جدًا إشراك المؤمنين العلمانيين بشكل أكبر في شؤون الأبرشيات، ولاسيما في الشأن الإداري. وهذا الأمر بطبيعة الحال سيوفر للمطران المزيد من الوقت للاهتمام بالتنشئة والمرافقة والطقوس. فالحياة الكنيسة تتطلب مشاركة الجميع".