موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣٠ يوليو / تموز ٢٠٢٠
البطريرك ساكو يدعو إلى الاهتمام بالتراث المسيحي العراقي وإبرازه في المناهج التعليمية
"يحزنني ألا أجد في كتب التعليم أية إشارة الى هذا التراث وإسهام المسيحيين في بناء حضارة بلدهم"
آثار من دير الشهيدين مار بهنام وأخته مارت سارة، شمال العراق

آثار من دير الشهيدين مار بهنام وأخته مارت سارة، شمال العراق

أبونا :

 

دعا البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو إلى "إعداد برامج منفتحة للتربية والتنشئة للطلبة في العراق، تحترم الآخر وتقبله، وتحترم الحياة والتنوع"، والتي ستسهم بدورها "في صيانة التراث، وتفكيك الفكر المتشدّد. فالجميع يعلم ماذا فعل تنظيم داعش من تدميرٍ للتراث في نمرود والحضر والموصل، وتدميرٍ لمتحف الموصل، وتفجيرٍ لجوامعها وكنائسها".

 

وخلال مشاركته، عبر دائرة تلفزيونية، في المؤتمر الدولي الثاني لصيانة التراث العالمي، بتنظيم من اللجنة الوطنية العراقية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع جامعة المستنصرية الحكوميّة في العاصمة العراقيّة بغداد، أوضح غبطته بأنّه "لا ينبغي أن يُنظر إلى التراث وكأنه تراث خاص فئوي لا يخصُّنا. فكل تراث هو تراث عالميّ، وهو ثروة للبشريّة جمعاء، ينبغي أن يُصان. وهو ثروة سياحية واقتصادية تضاهي ثروة النفط الذي سينضب يومًا ما. أما التراث فهو خالد".
 

كنيسة كوخي الأثرية والتي تعود إلى القرن الميلادي الأول

الاهتمام بالتراث المسيحي العراقي

 

ودعا البطريرك ساكو في مداخلته إلى "الاهتمام بالتراث المسيحي العراقي بنفس القدر من الاهتمام بالتراث القديم والتراث الإسلامي". وأعرب في هذا السياق عن حزنه بأنه لم يجد "في كتب التعليم أية إشارة إلى هذا التراث، وإلى إسهام المسيحيين في بناء حضارة بلدهم".

 

وشدد على أن "التراث المسيحيّ هو جزء لا يتجزأ من التراث العراقيّ، من أديرة وكنائس وفنّ معماري، ككنيسة كوخي التي تعود إلى القرن الأول الميلادي، إضافة إلى منحوتات وأيقونات ومخطوطات". وأكد على أنّ "التراث هو الذاكرة الحيّة للشعوب، وهو كنزها الذي ساهم في بناء ماضيها، كما يساهم في بناء حاضرها أيضًا. بالتالي، فمن الضرورة العودة إلى هذه الذاكرة لاستخراج العِبر وبناء المستقبل".

 

وقال: "المسيحيون استقبلوا المسلمين في القرن السابع، وساهموا في بناء الثقافة الإسلامية خصوصًا في عهد الخلافة العباسية، في بيت الحكمة، فكان من بينهم الأطباء والمترجمون والمعماريون الذين بنوا العديد من المساجد. وهذا التراث ينبغي الاهتمام به وصيانته وإبرازه والإشارة إليه في التعليم في المدارس والجامعات"، مشيرًا إلى "جهود لجنة الحوار المشتركة من المرجعيات الإسلامية الشيعية والسنيّة والمسيحية والصابئة المندائية والايزيدية في إصدار كتاب مشترك عن الديانات، يمكن الاستفادة منه" في هذا الشأن.