موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٥ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
البطريرك ساكو يتحدث عن الأوضاع في العراق في أعقاب الغارات التركية الأخيرة
هي مشاكل تتطلب حلاً من خلال الحوار لا عن طريق الحسم العسكري
بطريرك بابل للكلدان الكاردينال روفائيل  ساكو

بطريرك بابل للكلدان الكاردينال روفائيل ساكو

فاتيكان نيوز :

 

ولّدت الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات تركية في منطقة كوردستان بشمال العراق المخاوف حيال مصير السكان المحليين، ومن بينهم جماعات مسيحية تنتمي إلى الكنيستين الكلدانية والأشورية، تعاني أصلا من انعدام الأمن الذي يشهده هذا البلد منذ سنوات طويلة.

 

وذكرت مصادر تركية أن هذه الهجمات الجوية التي وقعت على مقربة من الحدود مع تركيا استهدفت مواقع تابعة لحزب العمال الكوردستاني، الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية. وقد سقطت القذائف في تخوم مدينة زاخو حيث يعيش حوالي مائتي ألف شخص، معظمهم من الأكراد والمسيحيين الكلدان، والتي هي مسقط رأس بطريرك بابل للكلدان الكاردينال روفائيل  ساكو.

 

 

وفي حوار مع موقع "فاتيكان نيوز" الإلكتروني، استهل البطريرك ساكو حديثه مشيرًا إلى أن الحكومة العراقية تبنّت الإجراءات الملائمة ولفت إلى أن الأوضاع الأمنية شهدت تحسنًا ملحوظًا، في وقت يتم فيه البحث عن حلول للمشاكل الاقتصادية، مع أن هذا الأمر يحتاج إلى معجزة، كما قال. وذكّر بأن العراق يعاني من سبع عشرة سنة من الانقسامات، مشيرًا إلى أن تركيا تسعى إلى استهداف المقاتلين الأكراد الذين يتخذون قواعد لهم في جبال إقليم كوردستان، ويشنون هجمات داخل الأراضي التركية.

 

وأوضح بأن السلطات التركية لم تُطلع الحكومة العراقية مسبقًا على الغارات الأخيرة التي استهدفت عددًا من القرى يقطنها المسيحيون، وقد أسفرت عن سقوط عشرة قتلى مدنيين على الأقل. كما لم يسلم من الصواريخ أحد المدافن المسيحية الكلدانية. بعدها ذكّر البطريرك ساكو بأن السكان عانوا الأمرّين، وقد ذاقوا أيضًا طعم النزوح والتهجير، مشيرًا إلى أن المنطقة لم تنعم بالاستقرار منذ سنوات طويلة، وهي مشاكل تتطلب حلاً من خلال الحوار لا عن طريق الحسم العسكري.


 

جائحة كوفيد-19

 

وحول النتائج التي ولدتها في العراق جائحة كوفيد-19، قال البطريرك ساكو إنّ الاقتصاد العراقي منهار أصلاً، لافتًا إلى أن الحكومة السابقة تركت البلاد بدون موارد. وأوضح أن رئيس الوزراء الجديد وعد برصد مبلغ 300 مليون دولار، مع العلم أن الدولة تحتاج إلى 5 مليارات دولار لتدفع رواتب الموظفين. وما يزيد الطين بلة النقص في الأطباء والدواء وارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد.

 

وأشار إلى أن رئيس الحكومة يسعى إلى إيجاد حلول لهذه المشاكل، لكن ثمة فرقًا سياسية وأحزابًا تمكنت من الإفادة من 17 سنة من الاضطرابات والحروب، وقامت بسرقة موارد العراق. وأشار إلى أن مستقبل البلد العربي قاتم، معربًا عن أمله بأن تتبنى الحكومة الإجراءات الملائمة.

 

وفيما يتعلق بالأزمة الصحية وليدة تفشي فيروس كورونا، قال البطريرك ساكو إن هذا الفيروس أسفر عن موت سبعة مواطنين مسيحيين على الأقل، وما يثير القلق ارتفاعُ عدد المصابين في البيوت والمستشفيات، ولم يسلم من الوباء كاهن قبطي أرثوذكسي وقس بروتستنتي.

 

وفي ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز، أشار البطريرك ساكو إلى أن الكنيسة المحلية تسعى إلى مد يد المساعدة للعائلات التي تأذت من الأزمة الصحية، لاسيما التي فقد أربابُها عملهم، لافتًا إلى أن أسرًا كثيرة تعيش في العزلة منذ ثلاثة أشهر، وتقوم الكنيسة بإرسال المعنوات لها من خلال الكهنة.