موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٧ أغسطس / آب ٢٠١٨
البطريرك ساكو: هناك رؤية ضبابية عند المكون المسيحي والعراقيين عمومًا

علي الحسيني – العربي الجديد :

<p dir="RTL">أعرب رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الكاردينال لويس ساكو، خلال حوار مع &quot;العربي الجديد&quot;، عن قلق المكون المسيحي في العراق على مستقبل مناطقه وحدوث تغيير ديمغرافي فيها، محذرًا من عودة الصراعات إلى تلك المناطق، ومؤكدًا أنّه ليس من مصلحة المسيحيين التخندق في تنظيمات ومليشيات مسلحة ولا يجب أن يكون ذلك.</p><p dir="RTL"><strong>ما هي نظرتكم لواقع البلاد بشكل عام وأوضاع المسيحيين خصوصًا، في مرحلة ما بعد تنظيم &quot;داعش&quot;؟</strong></p><p dir="RTL">نظرتي إلى الوضع العام في البلاد هي أنّ ثمّة رؤية ضبابية مُقلِقة عن المستقبل، وحالة من عدم اليقين بالمستقبل عند المكون المسيحي والعراقيين عمومًا. ما يطمئنهم هو أن تتوصل القوى السياسية الفائزة إلى وضع خطوط عريضة لبرنامج وطني واضح ينهض بالبلاد، وأن تتشكل حكومة وطنية بعيدة عن التأثيرات الخارجية والمحاصصة الطائفية، حكومة شراكة حقيقية تلبي تطلعات المواطنين من خدمات وعيش آمن وكريم وإعادة إعمار ما تهدّم.</p><p dir="RTL"><strong>كيف ترون عودة المسيحيين بشكل عام إلى مدنهم وبلداتهم في نينوى، وهل تدعونهم للعودة إلى أرضهم؟</strong></p><p dir="RTL">بالنسبة لعودة المسيحيين إلى بلداتهم، فقد رممت الكنيسة عددًا كبيرًا من البيوت المتضررة، وعادت نحو 8000 عائلة إلى بلدات سهل نينوى. وهذا الإعمار تم بفضل الكنائس في الخارج ومنظماتها الإنسانية، لكنّ ثمة بيوتًا مهدمة ومحروقة يتطلب إعمارها أموالاً كثيرة، وهذا ما لا تتمكن الكنيسة من القيام به. ويجب أن أذكر أن هناك قلقًا عند المكون المسيحي بشأن مستقبل مناطقه، ومن التغيير الديمغرافي وعودة الصراعات.</p><p dir="RTL"><strong>البعض يحاول إبعاد المسيحيين عن انتمائهم العربي في العراق وجرّهم إلى خانة اصطفاف مذهبي وديني ضيق، ما هو تعليقكم على هذا؟</strong></p><p dir="RTL">ليس من صالح المسيحيين التخندق في تنظيمات أو مليشيات أو الاستقواء بالخارج، فقوتنا في انتمائنا الوطني وانخراطنا في كل مفاصل الحياة، المجتمعية والثقافية والسياسية، كمواطنين أكفاء ومخلصين لبلدهم.</p><p dir="RTL"><strong>كيف ترون دعوات بعض الدول الأوروبية لمسيحيي العراق ومنحهم تسهيلات للعيش فيها؟</strong></p><p dir="RTL">الهجرة ليست حلاً، والغرب ليس جنة. هنا توجد مخاطر وهناك توجد تحديات كبيرة تهدد هويتهم وتراثهم.</p><p dir="RTL"><strong>هل لدى الكنيسة معلومات عن حجم الأضرار التي لحقت بالمدن المسيحية والكنائس؟</strong></p><p dir="RTL">نحو 100 كنيسة ودير طاولها الضرر في نينوى وباقي البلدات، وقدمت الكنيسة الدعم لإعمارها. ونحن ككنيسة باقون ونتواصل مع الجميع لصالح بلدنا ومواطنينا، بغض النظر عن انتماءاتهم. نحن مع احترام حرية اللاجئ، إنه إنسان يعاني، وتجب مساعدته من دون النظر إلى هويته الدينية.</p><p dir="RTL"><strong>ماذا عن النازحين المسيحيين في نينوى، وما الذي قدمته الكنيسة إليهم؟</strong></p><p dir="RTL">هناك 8000 عائلة مسيحية عادت إلى محافظة نينوى، والكنيسة مستمرة في دعم النازحين، والطلبة منهم، بأسلوب أو بآخر</p><p dir="RTL"><strong>هل تؤيّدون إقامة منطقة آمنة للمسيحيين في سهل نينوى أو محافظة؟</strong></p><p dir="RTL">أبداً لسنا مع ذلك. نحن مع وحدة العراق بشكل كامل، ولسنا مع التقسيم وخلق كانتونات طائفية في هذا البلد الواحد.</p><p dir="RTL"><strong>كيف ترون التمثيل البرلماني للمسيحيين؟</strong></p><p dir="RTL">تمثيل المسيحيين في البرلمان هشّ، بسبب التدخلات في الكوتا من قبل جهات متنفذة، وكذلك ثمة تهميش في تمثيلهم وتوظيفهم. إننا نشعر بهذا الإقصاء عبر الممارسات اليومية، وهو أمر لا يشجع المسيحيين على العودة. من المؤكد أن هناك تزويراً حدث في الانتخابات البرلمانية، وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها التزوير.</p><p dir="RTL"><strong>ما هي نظرتكم لمستقبل العراق؟</strong></p><p dir="RTL">هناك رؤية ضبابية مُقلِقة عن المستقبل وحالة من عدم اليقين بالمستقبل عند المكون المسيحي والعراقيين عمومًا. نحن بحاجة إلى أن تتجه الكتل السياسية الفائزة نحو وضع خطوط عريضة لبرنامج وطني واضح ينهض بالبلاد، وأن تشكل حكومة وطنية بعيدة عن التأثيرات الخارجية والمحاصصة الطائفية، حكومة شراكة حقيقية تلبي تطلعات المواطنين من خدمات وعيش آمن وكريم، وإعادة إعمار ما تهدّم من مناطق.</p><p dir="RTL"><strong>ما هي رسالتكم إلى مسيحيي العراق؟</strong></p><p dir="RTL">رسالتي إلى المسيحيين هي التمسك بجذورهم وهويتهم ووطنهم. فلا بد أن نعبر العاصفة، وينهض العراق، ويتحسن الوضع، وعلى المسيحيين أن يلعبوا دورًا في ترسيخ العيش المشترك، والمطالبة بالمواطنة المتساوية، بعيدًا عن العقلية الفئوية، وأن يساهموا في نهضة بلادهم.</p>