موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٩ يوليو / تموز ٢٠٢٠
البطريرك ساكو للكهنة: علينا أن نُظهر في هذه الظروف معاني الأبوّة والرعاية الإنسانية والروحية

أبونا :

 

وجّه البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، اليوم الخميس، رسالة إلى كهنة البطريركيّة الكلدانيّة حول العالم، دعاها فيهم إلى أن يتميّز نشاطهم خلال أوقات جائحة كورونا بالقرب من الناس، ورفع معنوياتهم، ومساعدتهم ليكونوا أكثر قربًا من الله، وأكثر تضامنًا مع بعضهم.

 

استهلّ البطريرك ساكو بالقول: "يؤسفني جدًا أن أُعلمكم أننا على الأرجح لن نتمكن هذا العام، بسبب تبعات جائحة كورونا من تنظيم الرياضة السنوية واللقاء التثقيفي، لذا أود أن أوجّه إلى حضراتكم هذه الرسالة الأبوية، خصوصًا أننا نحتفل الجمعة 10 تموز بتذكار الأُسقف سهدونا، أحد كبار روحانيّ كنيستنا المشرقية. أُشجعكم على قراءة كتابه ’السيرة الكاملة‘ قراءة متأنيّة تساعدكم في اتّباعكم المسيح، وخدمتكم لإخوتكم، في ظروفهم الصحية والمعيشية القاسية".

 

وأضاف: إننّا "نتفهَّم الأوضاع العامة وظروفكم، في ظل جائحة كورونا (العزل الصحي)، والخشية من تفشي الوباء، وتعليق صلوات الجماعة والنشاطات التي أثّرت على تعاملنا وخدمتنا". بالتالي، فمن الأهميّة "أن يتميز نشاط الكاهن بقربه من الناس، بما تيّسر له من وسائل في مثل هذه الظروف الصعبة، ورفع معنوياتهم، ومساعدتهم ليكونوا أكثر قربًا من الله، وأكثر تضامنًا مع بعضهم. إن مواهبنا، وكل ما نملك، هو من أجل خدمةٍ أفضل للناس، كما فعل المسيح، وكما سار على خطاه العديد من الكهنة القديسين".

 

وتابع غبطته بالقول "علينا أن نُظهر لمؤمنينا في هذه الظروف معاني الأبوَّة والرعاية الإنسانية والروحية برقةٍ وحنان، بعيدًا عن كل أنواع الخشونة أو الإنتقادات أو إستغلال موقعنا لصالحنا أو لصالح من هم قريبون منّا"، داعيًا إلى الاستفادة في هذه الأوقات "للمراجعة بعينٍ مستنيرة، والنضوج من خلال المطالعة والتأمل، والصلاة الشخصية التي تنير دربنا، وتصقل طبعنا، وتعلمنا طول الأناة وسلاسة التعامل".

 

وأوضح بأنّ "غالبية كهنتنا أُمناء وملتزمون بكهنوتهم. إننا نفتخر بهم، ونشكرهم على ما يبذلونه من جهد في خدمة الكنيسة والناس، عبر مبادراتهم المتعددة. لكن يؤسفني القول أنه يوجد ثمة كهنة قليلون لا تتطابق تصرفاتهم مع كهنوتهم. تُرى كيف يسمح كاهن لنفسه أن يقول على الفيسبوك التابع لرعيته: ’كنيستنا، الله غير راضٍ عنها‘! أتساءل ما هو مقياس رضى الله؟ هل هذا الكاهن هو نبي؟ هل أن الله راضٍ عنه عندما ترك أبرشيته وسافر من دون إذن رؤسائه؟".

 

وأشار "إلى شكاوى المؤمنين على بعض الكهنة الذين يبحثون عن المال بألف طريقة وطريقة، ناسين أولوية التجرُّد في إتباع المسيح: إترك كل شيء". وقال "العديد من كهنتنا يبدعون في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي للتنشئة والتثقيف وبناء الروحية، في حين يستعمله نفرٌ قليل للإثارة. بصراحة اننا لن نتقدم إذا كنا نحارب بعضنا البعض. وأضاف: "عندما يعيش أكثر من كاهن معًا، أراها فرصةً – نعمة لهم للتعاون والتعلُّم من بعضهم البعض، بدل التنافس والتذمر. لقد عشتُ معظم سني كهنوتي مع كهنة وتعلمتُ منهم الكثير الكثير، وأني مَدين لهم، ولا أنسى فضلهم.

 

وختم البطريرك ساكو رسالته إلى الكهنة بالقول: "إخوتي الأحبة، لنتحلَّ بالرجاء والصبر والشجاعة، ولنعتمد لغة الحوار الهادىء والمسؤول لحل المشاكل، إن وِجدت. أختم رسالتي هذه مقتبسًا قول الملاك إلى كنيسة  تياطيرة: ’إنِّي عَليمٌ بِأَعمالِكَ ومَحَبَّتِكَ وإِيمانِكَ وخِدمَتِكَ وثَباتِكَ‘ (سفر الرؤيا 2/ 19). حفظكم الرب القدير".