موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
البطريرك ساكو حول رسالة البابا الجديدة: لإعادة إطلاق مفاهيم الأخوّة والعدالة
البابا فرنسيس مصافحًا بطريرك بابل للكلدان الكاردينال روفائيل الأول ساكو

البابا فرنسيس مصافحًا بطريرك بابل للكلدان الكاردينال روفائيل الأول ساكو

فاتيكان نيوز :

 

عبّرت بطريركية بابل للكلدان عن أملها بأن تتمكن الرسالة العامة الجديدة للبابا فرنسيس بشأن الأخوة والصداقة الاجتماعية من فتح مرحلة جديدة خصوصًا في مناطق العالم التي تعاني من الحروب والبؤس. وفي وقت استؤنفت فيه في العراق الاحتفالات بالقداديس، ما تزال منطقة الشرق الأوسط تعاني من تبعات الأزمة الصحية.

 

"جميعنا أخوة"

 

وفي حوار مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، اعتبر بطريرك بابل للكلدان الكاردينال روفائيل الأول ساكو أنه من الأهمية بمكان أن يصغي العالم إلى صوت يختلف عن الأصوات التي تزرع بذور الحرب والتطرف والشر. وجاء تعليق غبطته من أرض ما تزال تعاني اليوم من التوترات السياسية والبؤس الناجم عن الصراعات الدائرة في منطقة الشرق الأوسط.

 

وقال: "لسنا أعداء، كفى للحرب والقمع والبؤس"، لافتًا إلى أن الرسالة العامة يمكن أن تمهد الطريق أمام زمن ملائم كي يفتح الناسُ قلوبهم على هذا الصوت النبوي. وسطّر في هذا السياق ضرورة إعادة إطلاق مفاهيم الأخوّة والعدالة وتوزيع الخيرات على الجميع، وأضاف: يجب ألا يكون هناك أشخاص أغنياء جدًا وآخرون فقراء جدًا. إننا بحاجة أيضًا إلى المغفرة، خصوصًا في منطقتنا حيث لا يُحكى إلا عن الأخذ بالثأر.

 

وشدد على ضرورة الإفادة من هذا الزمن الذي شاءه الله كي تحصل يقظة روحية، لأن الجميع مدعوون إلى التجديد. واعتبر أن المسيحيين فقدوا بعض الشيء روحانيتهم، كما أنه ينبغي على المسلمين أن يعودوا إلى ركائز القرآن التي هي التسامح والعدالة والأخوة. وحتى غير المؤمنين فيتيعين عليهم أن يتسلحوا بحس المواطنة، كي يبصر النورَ مجتمع أخوي، متضامن وعادل. وأكد أن الانزلاق إلى الطائفية لا يتماشى مع القيم الإنسانية والدينية.


 

استئناف الصلوات

 

وانتقل غبطته إلى الحديث عن استئناف القداديس وباقي الاحتفالات الدينية في العراق يوم الأحد الفائت وذلك في إطار الاحترام التام للتدابير الوقائية الصحية. وقال: لم تُقفل الكنائس أبوابها طيلة الأشهر السبعة الماضية، لكن تم تعليق التجمعات والاحتفال بالقداديس، وهذا الأمر انطبق أيضًا على المساجد.

 

وروى بطريرك بابل للكلدان أنه احتفل يوم الأحد بالقداس في إحدى الرعايا، مشيرًا إلى أن حوالي سبعين شخصًا شاركوا بحماسة في الاحتفال الديني، وقد رُفعت الصلوات على نية نهاية كل الحروب. وأضاف أنه عقد لقاءات عدة من الكهنة تم التطرق خلالها إلى الوسائل الكفيلة بتنشئة المؤمنين على العقيدة المسيحية من خلال لغة يفهمها الجميع.


 

أوضاع العراق

 

وفي سياق حديثه عن الأوضاع التي يمر بها العراق اليوم، لفت غبطته إلى وجود الكثير من الارتباك فضلا عن التوترات الشديدة بين المؤيدين لإيران من جهة والمنحازين للولايات المتحدة من جهة أخرى. وقال إن هذا الأمر لا يحصل في العراق وحسب بل أيضًا في سورية وليبيا ولبنان ومنطقة الشرق الأوسط ككل.

 

وأشار إلى أن هذه التوترات تضرّ جدًا بالسكان، والحكومة تبذل جهودا حثيثة، وهي تتخذ إجراءات لمكافحة الفساد والحد من انتشار السلاح. وأعرب عن أمله بأن تتكلل هذه الجهود بالنجاح! ختامًا لفت البطريرك ساكو إلى أن الكنيسة تمد يد المساعدة إلى الأشخاص المحتاجين إزاء الأزمة الصحية، وقال: إن حجم المعونات بلغ لغاية اليوم 120 ألف دولار، والكنيسة ما تزال مستعدة لتقديم المزيد من الدعم والمساعدة.