موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٣٠ يوليو / تموز ٢٠١٨
البطريرك ساكو: تم في باري تقديم اقتراح لتوحيد عيد الفصح ’بإصرار أكبر‘

حاوره: جاني فالنتي – ترجمة: منير بيوك :

<p dir="RTL">في يوم التأمل والصلاة المخصص للشرق الأوسط، الذي دعى إليه البابا فرنسيس في السابع من تموز الماضي في باري، وضع رؤساء الكنائس وممثلوها في الشرق الأوسط جانبًا مواقف سلبية، وطموحات، ورغبة في الظهور. لم ينصب الاهتمام على معاناة المسيحيين فحسب، لأنه بات من الواضح للجميع أن مصير المسيحيين في الشرق الأوسط &quot;مرتبط برفقاء دربهم من غير المسيحيين&quot;. وفي الحوار الذي دار خلف أبواب مغلقة، جرى تقديم اقتراح حول توحيد التاريخ الذي تحتفل فيه مختلف الكنائس بعيد الفصح المجيد &quot;بإصرار أكبر&quot; كإشارة وخطوة ملموسة نحو الشراكة الكاملة بين جميع المسيحيين المنتشرين في تلك المنطقة من العالم.</p><p dir="RTL">هذا ما أبلغه لموقع &quot;فاتيكان انسايدر&quot; بطريرك بابل ورئيس الكلدان، لويس رافائيل ساكو، الذي أعلنه البابا فرنسيس كاردينالاً مؤخرًا. وقد قام أسقف روما أيضًا بتعيين البطريرك والكاردينال الكلداني الجديد بين رؤساء وفود السينودس القادم المكرس للشباب الذي سيتم عقده في الفاتيكان من 3-28 تشرين الأول 2018 حول موضوع &quot;الشباب، الإيمان، وتقييم الدعوات&quot;. تتعلق هجرة مسيحيي الشرق الأوسط الجماعية بشكل أساسي بالأجيال الشابة، وهم الأكثر قيامًا بعمليات الهجرة التي تقلل من الحضور العددي للعديد من المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>ما هو انطباعك عن الاجتماع في باري بعد انعقاده ببضعة أيام؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;إن ذلك يذكرني بالعشاء الأخير حيث وجد إخوة كنيسة السيد المسيح الواحدة أنفسهم يصلون معًا. وبعد ذلك قلت أن الحافلة، التي أقلتنا طول الطريق المؤدي من بازيليك القديس نيقولا إلى الواجهة البحرية، تذكرني بقارب القديس بطرس. لم يكن هناك فقط أسقف روما، لكن أيضًا البطاركة الذين يحملون لقب أنطاكية التي كانت أيضًا كنيسة يرأسها الرسول بطرس. كانت الحافلة مفتوحة على مصراعيها للعالم، ولم تكن مقفلة على ذاتها. ولم تكن ساكنة الحركة، إنما كانت في الطريق تمامًا مثل قارب بطرس. تجمع الناس على جانبي الطريق عند مرورنا وكانوا يصرخون نحونا قائلين: &quot;الوحدة! الوحدة!&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>ماذا بشأن المحادثات الخاصة؟ ما الذي لفت انتباهك؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;لم نتحدث عن مسائل عقائدية. بدا الأمر وكأنه بات من المقبول أننا نشترك بنفس الإيمان. كان من الواضح أنه بإمكان الوحدة أن تنمو من خلال السير سويًا، والصلاة معًا ومواجهة المشاكل معًا، مع العلم أنه يمكننا الاعتماد على مصدر مشترك. فبإمكان التداول بحالات الطوارئ المشتركة سويًا أن يساعد على النمو في الوحدة ونحو الشركة الكاملة&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>ماذا كان محتوى الكلمات؟ هل تحدثتم عن مقترحات عملية لإظهار علامات الوحدة؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;في بعض الأحيان، تشمل اجتماعات رجال الدين بعض &rsquo;آليات&nbsp; خاصة بالحياة القضائية&lsquo;. يبدأ المرء بالحديث عن امتيازات المرء الخاصة به والأمور القانونية الكنسية الصغيرة الخاصه به، بينما، خارج غرفة الاجتماع، قد يعاني الناس، والعائلات، والفقراء في كفاحهم من أجل البقاء. لم يكن هذا هو الحال هذه المرة. لم يتحدث أحد في نبرة رثاء ذاتية. ولم نتحدث عن معاناة المسيحيين فحسب. كان من الواضح للجميع أن مصير المسيحيين مرتبط برفاق دربهم من غير المسيحيين، من المسلمين واليهود والآخرين الذين يعيشون في الشرق الأوسط. وكدلالة واضحة على وحدتنا، فإن اقتراح تحديد موعد مشترك للاحتفال بعيد الفصح قد أثير بمزيد من القوة&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>غالبًا ما تكرر قولك أنه يجب أن تكون الممارسة السياسية في دول الشرق الأوسط مبنية بشكل أكثر حسمًا على مبدأ المواطنة من أجل الحد من التمييز على أساس العوامل العرقية والدينية. وبشكل ملموس، ما هو السبيل؟ هل يجب على المسيحيين أن يضغطوا على الحكومات لتطبيق هذا المبدأ؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;لا يمكن ولا يجب أن يكون تأكيد مبدأ المواطنة حاجة تقتصر على المسيحيين في الدعوة إليه والإصرار عليه. دعونا نتخلى عن الطائفية المسيحية في هذه القضية. إن مبدأ المواطنة هو أمر يهم الجميع، كما أن تطبيقاته مفيدة للجميع. يتكرر هذا أيضًا من طرف العديد من المسلمين وزعمائهم الدينيين. صرح بذلك إمام الأزهر. وقبل بضعة أيام، دعا إليه أيضًا مفتي الجمهورية اللبنانية&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>هل سيظل اللقاء في باري حدثًا منعزلا؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;شكلت الكلمات والصلاة المشتركة في باري قاعده لاتخاذ أعمال مشتركة. لقد أحضر كل واحد منا لدى عودته إلى الوطن العديد أفكارًا قابله للتطوير. وهذا هو السبب أيضًا في أنه بات من الواضح أنه لن يكون حدثًا معزولاً. يقر الجميع أنه سيكون هناك المزيد من الاجتماعات مثل هذا الشكل. سيكون هناك بالتأكيد اجتماع آخر. ومن ثم، أتمنى أن يشمل الاجتماع أيضًا المسلمين واليهود. إنها أمنيتي. فهي تنبع أيضًا من حقيقة أننا لا نستطيع معالجة جميع المشاكل وحلها بانفسنا. يجب علينا العمل مع الآخرين&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>من أين نبدأ في العراق؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;كانت جميع الكنائس الموجودة في العراق ممثلة بالاجتماع في باري. والآن سيكون من الأسهل أن نكون متحدين فيما بيننا. سنكون قادرين على جعل مجلس الكنائس العراقية أكثر فاعلية. كما أستطيع أن أرى أيضًا تقدمًا مع المسلمين. فبعد هزيمة داعش (الدولة الإسلاميه في العراق والشام)، انخفض العنف الطائفي بشكل موضوعي&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>قال الأب جاك مراد، الذي يعيش حاليًا في العراق، إنه على المسيحيين الإبقاء على فكرة توقع مجيء يسوع الموجودة لدى المسلمين.</strong></p><p dir="RTL">يتوقع المسلمون منا أن يكون لدينا شهادة مسيحية حقيقية. ونحن مدعوون لنشهد بين المسلمين أن المسيح حي. في بعض الأحيان، فإن العبارات التي نستعملها وليتورجيتنا -مثل السريانية والآرامية والأرمنية- لم تساعدهم على الفهم. والآن، عندما يقرأون صلواتنا بالعربية فإنهم يصابون بالذهول. الأمر لا يتعلق بالقيام بالتبشير بين المسلمين. لكن من المؤكد أن هذا يساعدهم أيضًا على التغلب على الأحكام المسبقة غير المبررة، لأولئك الذين يعتبرون المسيحية تؤمن بعدة آلهة&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>هل طريق باري ستحظى أيضًا باهتمام المسلمين؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;الامور تنضج عندما يحين وقتها. فقبل خمسين عامًا لم يكن بالإمكان عقد اجتماع مثل ذلك في باري. قد يتم اعتبار هذا العدد الكبير من اجتماع يشمل المسيحيين من مختلف الكنائس والمجتمعات مثالاً على ذلك. وقد يساعد أيضًا الشيعة والسنة على التغلب على الصراعات والتناقضات فيما بينهم&quot;.</p>