موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٥ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٣
البطريرك بيتسابالا لوسائل إعلام فاتيكانيّة: قصف غزة ليس هو الحل

فيديريكو بيانا :

 

إنّ قلبه ينزف، ويمزقه الحزن أمام آلاف الضحايا الذين يتزايدون كل يوم. لكن أيضًا قلبه منقسم، "لأنه في مجتمعي هناك فلسطينيون وإسرائيليون. إنّ جمع كل شيء معًا في هذا الوقت أمر معقد للغاية حقًا". في حديثه مع وسائل إعلام فاتيكانيّة، أعرب الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، عن قلقه إزاء الصعوبة المتزايدة في التوسّط لدى طرفي النزاع. ومع ذلك، يقول: "على المرء أن يحاول، ولا يمكنه أن يستسلم". من الأكيد أنه لا يمكن ترك الجهود من أجل السلام جانبًا.

 

 

غزة: مأساة هائلة

 

إن مأساة غزة موجودة في عيون البطريرك وعقله، مع صور قد لا يستطيع محوها أبدًا.

 

ومن المثير للقلق سماعه يسرد القتلى، الذين "يتجاوز عددهم 5000 شخص، بينهم العديد من النساء والأطفال. وأحياء سوّيت بالأرض بسبب القصف، فلا ماء ولا طعام ولا كهرباء. إنها ظروف لا أستطيع أن أستوعبها. وقد كتبت عن ذلك أيضًا في رسالة وجهتها إلى المؤمنين في أبرشيتي". ويؤكد بكل صراحة أن القصف لن يؤدي أبدًا إلى أي حلّ.

 

 

فتح ممرات إنسانيّة

 

إنّ الحصار المطبق لقطاع غزة، حيث يحاصر مليوني شخص الآن دون الضروريات الأساسيّة، يدفع البطريرك بيتسابالا إلى الدعوة بقوة إلى "فتح ممرات إنسانيّة تسمح بمعالجة الجرحى، ووصول الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانيّة. ففي نهاية المطاف، هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم مليوني شخص ليسوا جميعًا من أتباع حماس". ويكرّر الكاردينال: "لقد أدنا ما فعلته حماس في جنوب إسرائيل، إنها فظائع ليس لها أي مبرّر. لكنّ الرّد على هذا لا يمكن أن يكون بتجويع مليوني شخص!".

 

 

الخوف على المسيحيين

 

ينبض قلب البطريرك بيتسابالا أيضًا على مصير المسيحيين في غزة، الذين لجأوا إلى رعيتين منفصلتين، رعيّة العائلة المقدسة اللاتينيّة ورعيّة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس، والتي تعرّض مبنى تابع لها للقصف. ويقول: "الاتصالات معهم يومية". "من خلال المنظمات الإنسانيّة، نحاول أن نوفر لهم ما يحتاجون إليه. لقد أرسلنا أيضًا إلى السلطات الموقع الدقيق لرعيتنا لمنع وقوع المزيد من المآسي. في الوقت الحالي، لا يوجد شيء آخر يمكننا القيام به".

 

 

الرهائن: الصمت ضروري

 

الكاردينال مقتنع بأن مسألة الرهائن الإسرائيليين في أيدي حماس هي نقطة مركزية في الحرب، لأنّ هذه هي القضية التي سيتم على أساسها تحديد مستقبل غزة القريب. ويقول: "تعمل العديد من القنوات والكيانات على محاولة الوساطة". ولكنه يحذر قائلاً: "دعوهم يعملون: فكلما تحدثوا بشكل أقل عن الأمر، أصبح من الأسهل التوصّل إلى نتيجة".

 

 

السعي إلى السلام بأي ثمن

 

واستشرافًا للمستقبل، يؤكد البطريرك بيتسابالا بقوّة أنه "يجب السعي إلى السلام بأي ثمن". لكنه يضيف: "يجب ألا نخلط بين السلام والنصر". ويوضح الكاردينال أنه لتحقيق الاستقرار، سيتعيّن على كلا الجانبين خسارة شيء ما. من غير المرجح أن يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش معًا، ولكن إذا ظلوا منفصلين، فسوف يكون لزامًا عليهم رغم ذلك أن يجدوا طريقة للعيش جنبًا إلى جنب. "وعلينا أن نهيئ الظروف اللازمة لحدوث ذلك في أقرب وقت ممكن".