موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٢ ابريل / نيسان ٢٠٢٣
البطريرك بيتسابالا: لاستعادة الهويّة المسيحيّة الأصيلة في الشرق الأوسط

فاتيكان نيوز وأبونا :

 

"لاستعادة الهويّة المسيحيّة الأصيلة في الشرق الأوسط".

 

هذه هي الدعوة التي أطلقها البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحيّة لندوة "متجذرون في الرجاء"، والتي تُعقد في العاصمة القبرصيّة نيقوسيا، في الفترة ما بين 20 وحتّى 23 نيسان الحالي، بمناسبة مرور عشر سنوات على صدور الإرشاد الرسوليّ "الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة" للبابا بندكتس السادس عشر.

 

وفي مستهلّ كلمته، توجه نظر البطريرك بيتسابالا إلى السنوات العشرة الأخيرة التي عاشتها الكنائس في منطقة الشرق الأوسط، وهي سنوات طُبعت بالتطرّف الإسلامي بعد نهاية الربيع العربي، وتميّزت بعنف داعش والحروب في سورية والعراق واليمن وليبيا، ودفعت الجماعات المسيحية خلالها "ثمنًا باهظًا جدًّا"، لكنها شهدت أيضًا للرجاء باستشهاد "العديد من الإخوة والأخوات".

 

لكنّ غبطته أشار إلى أنّ هذه السنوات قد شهدت أيضًا توقيع وثيقة أبو ظبي للأخوّة الإنسانيّة، وزيارات البابا فرنسيس الرسوليّة التاريخيّة (الأردن وفلسطين وإسرائيل 2014، مصر 2017، الإمارات 2019، المغرب 2019، العراق 2021، قبرص 2021، البحرين 2022)، والتي تُشير إلى أنّ الحبر الأعظم "يهتم بالشرق الأوسط والكنائس الشرقيّة، والحوار المسكوني مع الأرثوذكس، والحوار بين الأديان، ولا سيما الأخوَّة والسلام مع المسلمين، وكذلك مع اليهود".

 

⮜ إعادة قراءة للإرشاد

 

وأوضح بأنّ الحاضر، بأنواره وظلاله، يجبرنا على "أن نقوم بملخَّص حقيقي وملموس" لما تم عيشه، وبالتالي فإنّ إعادة قراءة للإرشاد الرسولي، "الذي شكّل نوعًا ما وصيّة سُلِّمت إلى كنائس الشرق الأوسط"، بالإضافة إلى ما حدث على المستوى السياسي والاجتماعي والكنسي، "يدعوان إلى الارتداد والثقة بالله". لأنه من الشرق الأوسط، وعلى الرغم من الأزمات والفضائح، يمكنه أن ينطلق مجدّدًا "الفداء للكنيسة الجامعة بأسرها".

 

وقال: لقد مرت ثلاثة عشر عامًا على سينودس الشرق الأوسط، وعشر سنوات على الإرشاد الرسولي، فترة زمنيّة تغير فيها الشرق الأوسط بشكل كبير، ومن الأهميّة بمكان بالنسبة للكنيسة، الآن، أن تقبل الواقع الذي نعيش فيه بخصوصياته.

 

وشدّد على أنّ هويّة المسيحيين اليوم أن "تُنشَّأ وأن يصار إلى إعادة تبشيرها في بعض الحالات" لأنّ كونهم أقليّة لا يمنعهم من يقدّموا شهادة للإيمان والانتماء. بالتالي، فالدعوة هي لعدم الانغلاق، ولإعطاء الحياة "لأشكال جديدة من الإبداع"، وبناء الجماعة، و"تعزيز الشركة والتعاون بين الكنائس"، التي يجب أن تستعيد بعدها الرسولي"، دون أن تنسى أبدًا الحوار، "شكل آخر من أشكال التعبير الأساسية" للحياة الكنسيّة.

⮜ التحالف بين العرش والمذبح!

 

وأشار البطريرك بيتسابالا إلى أنّه في الشرق الأوسط، يبقى على الدوام حاضر خطر الوقوع في تجربة "التحالف، أو أن يصبح المرء أداةً للسلطة السياسية في الزمان والمكان"، الأمر الذي يمنع من المحافظة على الدور النبوي الذي يجب أن يكون حُرًّا من أية شروط.

 

وقال: لأنّ التحالف بين العرش والمذبح لم ينجح قط، لا للعرش ولا للمذبح، فإنّه علينا أن نكون "قادرين على عيش الشفافيّة في العلاقات الكنسيّة"، وفي المؤسّسات، وأن نُصحِّح "أشكال الفساد" في جميع أشكاله، لأنّ "الخيار التفضيلي للفقراء والضعفاء لا يجعل من الكنيسة حزبًا سياسيًا".

⮜ التزام جديد ومتجدّد

 

وأضاف: في وقت يواجه فيه الإيمان "آفاقًا جديدة وفرصًا جديدة" من ناحية، و"هجمات خارجية ومشاكل عديدة ومعقّدة" من ناحية ثانيّة، فالحاجة لا تكمن "لأعمال ترميم"، وإنما للبدء من جديد من الأسس"، بأن نكون "نورًا وملحًا وخميرة لهذا العالم".

 

وخلص البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، مداخلته إلى القول: "من اللقاء في نيقوسيا، يجب أن يولد التزام جديد ومتجدد، يمكنه أن ينير ويضفي نكهة على الشرق الأوسط بأكمله، حيث تترسخ جذورنا، وحيث سنبقى لكي لنقدم شهادتنا الجميلة للإيمان".