موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٣
البطريرك بيتسابالا: تحرير الرهائن "خطوة أولى" نحو نهاية الحرب

أبونا :

 

يشكّل إطلاق سراح عدد من الرهائن خطوة أولى نحو إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.

 

وقال الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، مع مقابلة مع مدير تحرير دائرة الاتصالات الفاتيكانيّة أندريا تورنيلي، لموقع فاتيكان نيوز: "إنّ التوصّل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح بعض الرهائن هو أمر إيجابي، لأنّ قناة الاتصال الوحيدة كانت عسكريّة"، وبدلاً من ذلك، "تمّ اتخاذ خطوة أولى نحو تخفيف التوتّر الداخلي والدولي. وهي أيضًا وسيلة للبدء في تنفيذ حلول غير الحلول العسكريّة. أعني حلولاً لإنهاء الصراع".

 

وحول بعض التصريحات التي تعتقد أنّ المفاوضات تمثّل في حد ذاتها هزيمة بطريقة ما، أوضح غبطته بأنّ "أولئك الذين، دعنا نطلق عليهم ’الصقور‘، يريدون ربط السلام بالنصر. لكنّ السلام، وهو حلّ للصراع، لا يمكن أن يكون نصرًا مطلقًا. هذا غير موجود".

 

وشدّد غبطته بأنّ الحلّ "لا يمكن تركه للعسكريين فقط. من الواضح أيضًا أنّ السياسة لا بدّ أن تسيطر على الوضع، وأنّ تقدّم وجهات النظر في المقام الأول، لأنّ المؤسّسة العسكريّة لا تملك أية وجهة نظر. بالتالي، فإنّ المفاوضات وإطلاق سراح الرهائن هي الخطوات الأولى لبدء مسارات التصوّرات السياسيّة لغزة ما بعد هذه الحرب. هذا هو المطلوب".

 

 

العودة إلى شمال غزة

 

وفي ردّه على سؤال حول رغبة العديد من النازحين بالعودة إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة، فأشار البطريرك بيتسابالا إلى أنّ هذا الاحتمال غير موجود الآن، موضحًا أنّ البعض يريد العودة لأنّ الأوضاع في جنوب غزة صعبة، وهو يكتظ بمئات الآلاف من الناس.

 

وأشار إلى أنّه حتى المسيحيين المحتجزين داخل مجمع الكنيسة (كنيسة االعائلة المقدّسة) الصغيرة لم يعد بإمكانهم تحمّل الوضع إلى الآن. وأنّه لطالما لا توجد وجهات نظر سياسيّة واضحة، أو وضوح بشأن المرحلة المقبلة، فإنّ هذا لا يزال غير ممكن، ويمكن أن يكون خطيرًا أيضًا.

 

 

أفآق واضحة ومحّددة ودقيقة

 

وشدّد البطريرك بيتسابالا على أهميّة أعطاء الفلسطينيين منظور للمستقبل.

 

وقال: "يجب إعطاء الفلسطينيين منظورًا وطنيًا، وهو ما يزالون يفتقرون إليه"، مؤكدًا أنّ هذه الحرب "هي شهادة واضحة للغاية بأنّ الشعبين لا يمكن أن يتعايشا، على الأقل ليس في هذه اللحظة. من هنا، يجب أن يكون لديهم آفاق واضحة ومحدّدة ودقيقة، أكثر مما تمّ القيام به حتى الآن". كما أشار إلى أنّ حركة حماس تحمل أيديولوجيّة دينيّة، بالتالي فإنّ الحوار بين الأديان مهم للغاية، كما أنّه من الأهميّة بمكان تعزيز خطاب ديني لا يتمحوّر حول الكراهيّة".

 

 

دور المسيحي

 

وحول دور المسيحي الذي ينظر بقلق إلى الصراع في أماكن حياة يسوع الأرضيّة، قال البطريرك بيتسابالا أنّ "أول أمر يجب القيام به هو الصلاة، ثم هنالك حاجة حقيقيّة، وإنسانيّة، لتقديم الدعم". وجانب آخر، لفت إليه غبطته هو "نشوء انقسامات قويّة في العالم"، فأصبح بعض ضد البعض الآخر.

 

وخلص البطريرك بيتسابالا في حديثه مع موقع فاتيكان نيوز إلى القول: "أعتقد أنه من المهم، كمسيحيين، أن نكون واضحين في كلامنا، وأنّه يجب تسمية الأشياء بأسمائها؛ الحقيقة. وفي نفس الوقت محاولة إبقاء العلاقات مفتوحة مع الجميع، وإعلام الجميع، من كلا الجانبين، أننا نحبهم".