موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٩ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
البطريرك بشارة الراعي يفتتح مؤتمر ’بكركي الاجتماعي الاقتصادي‘ الأول

البطريركية المارونية :

إفتتح البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، الجمعة، في الصرح البطريركي في بكركي، أعمال المؤتمر الأول "الإجتماعي الإقتصادي لبكركي"، بدعوة من المؤسسة البطريركية العالمية للإنماء الشامل، بحضور عدد من الأساقفة وفعاليات اقتصادية واجتماعية من لبنان ومن دول الإنتشار، وهيئات رسمية وسياسية وكهنة ورهبان وراهبات. ويهدف هذا المؤتمر الى ربط القدرات المسيحية الإقتصادية في لبنان مع تلك الموجودة في بلاد الإنتشار لتنمية حقيقية ودعم سلسلة من المشاريع الحيوية لخدمة المجتمع.

وعرض نائب رئيس المؤسسة المارونية العالمية للانماء الشامل الدكتور سليم صفير في كلمته الغاية من إنشاء المؤسسة والتي تهدف الى خدمة المجتمع اللبناني ولاسيما على الصعيدين الإجتماعي والإنمائي. وشدد صفير على "ضرورة ربط الإنتشار اللبناني بالوطن الأم وتفعيل الإستثمارات فيه وفتح صفحة جديدة عنوانها تنمية حقيقية ورجاء جديد للشباب اللبناني في ارض الوطن". كما لفت إلى أن "هذا المؤتمر يؤكد أن للبنان قيمة كبيرة محفوظة في قلوب ابنائه المغتربين حتى ولو ابتعدوا عنه جغرافيًا، إلا أن محبة الوطن وأرض الآباء والأجداد تبقى في قلوبهم وضمائرهم".

وألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: نحن هنا من أجل مزيد من التعارف المغني، وشدّ أواصر الترابط بين لبنان المقيم والكرسي البطريركي من جهة، وأبنائه المنتشرين عامة والموارنة خاصة في مختلف بلدان الانتشار من جهة أخرى هذا الواقع شبيه بالأرزة المتأصّلة في الجبل اللبناني فيما أغصانها تنبسط أفقيًا في كلّ اتّجاه. فلا الجزع يعيش من دون الأغصان، ولا الأغصان من دون الجزع. هذا المؤتمر الذي نريده سنويًا يهدف إلى المحافظة على هذا الترابط العضوي الحيوي، وما يقتضي من مستلزمات متبادلة. نحن هنا لنفكّر بمستقبل شبابنا الذين يتخرّجون بالمئات سنويًا من الجامعات اللبنانيّة، ولا يجدون مكانًا لهم في وطنهم لتحفيز قدراتهم، وتحقيق أحلامهم، وتحمّل مسؤوليّاتهم في مجتمعنا ووطننا. إنّ الواقع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي يتدنّى يومًا بعد يوم بسبب الممارسة السياسيّة التعطيليّة لحياة الدولة. لقد أصبح ثلث شعبنا تحت مستوى الفقر، وثلث شبابنا وقوانا الحيّة عاطلون عن العمل. فلا تستطيع الكنيسة إلاّ أن تضاعف جهودها، فالمجمع البطريركي الماروني المنعقد ما بين 2003 و2006 خصّص نصّين لكلّ من الشأن الاجتماعي والشأن الاقتصادي.

وتابع: "فاجتماعيًا، تنطلق كنيستنا من ثلاث ثوابت: التضامن، والعدالة الاجتماعيّة، والترقّي. وتتبنّى سياسة اجتماعيّة هادفة إلى تأمين حقوق أبنائها الأساسيّة: الحق في بناء عائلة، والحق في السكن، والحق في العمل، والحق في الصحّة والطبابة، والحق في التعليم والثقافة (راجع الكنيسة المارونيّة والشّأن الاجتماعي، 22-37). وهي تعمل من أجل تأمين هذه الحقوق في مختلف مؤسساتها، وفي تثمير أوقافها، من دون أن تغفل عن مطالبة الدولة المسؤولة الأولى عن توفير هذه الحقوق والقيام بواجباتها. ولن تتوانى الكنيسة عن بذل المزيد من الجهود والتضحيات بحكم رسالتها، ولكنّها بحاجة إلى مؤازرة الخيّرين والقطاع الخاص، مع أنّ لا الكنيسة ولا القطاع الخاص يحلاّن محلّ الدولة، بل يساعدانها. فبات من واجب الدولة أن تساعد ماليًا المؤسّسات الاجتماعيّة. واقتصاديًا، بعد تحليل الأوضاع الاقتصاديّة الحاليّة المتردّية، حدّدت كنيستنا مواقع الانحراف فدعت للعودة إلى المعايير الأخلاقيّة في الحياة الإقتصاديّة والاجتماعيّة، ولضرورة تعديل النظام الضريبي. وتعمّقت في تحليل السّياسة النقديّة وقضيّة الدَّين العام. وأكّدت على النّظام التربوي وحق البقاء في الوطن، وعلى أهميّة التلاحم مع جاليات الانتشار. وطالبت بالسّير نحو مجتمع منتج قوامه سياسة دعم شاملة للنشاطات الانتاجيّة مع تأمين حمايتها، ومكافحة الفساد، وتحقيق الاصلاح في الهيكليّات والقطاعات (الكنيسة المارونيّة والقضايا الاقتصاديّة، 36-55)".