موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠
البطريرك برثلماوس: الوحدة المسيحية ليست "يوتوبيا مسكونية"، لكنها إرادة المسيح نفسه

وكالة فيدس :

 

لم يتوقف المسار نحو الوحدة المسيحية الكاملة، ويمكن أن يستمر بإصرار وواقعية و"ثقة كاملة في العناية الإلهية" على وجه التحديد، لأنه لا يقوم على "يوتوبيا مسكونية" عقيمة ولا تعبر عن "بساطتها اللاهوتية"، لكنها تمثل "إرادة الرب" يسوع المسيح.

 

هي رسالة واقعية مليئة بالثقة في الشهادة التي يمكن أن يقدمها المسيحيون الموحدون في الوقت الحاضر التي عبَّر عنها بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول، بمناسبة عيد أندراوس الرسول الذي تم الاحتفال به يوم 30 تشرين الثاني، في الكرسي البطريركي في منطقة حي الفنار بمدينة اسطنبول.

 

وفي مداخلته في نهاية القداس، وجه البطريرك المسكوني كلمات شكر للوفد الفاتيكاني بقيادة الكاردينال كورت كوخ، رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة المسيحية، الذي وصل إلى اسطنبول للمشاركة في احتفالات عيد القديس أندراوس، على الرغم من الصعوبات الناتجة عن انتشار الوباء. وشدد البطريرك على أنه في عام 2020 بالتحديد، يُحتفل بمناسبة مرور أربعين عامًا على بداية الحوار اللاهوتي الرسمي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية، والذي افتتح عام 1980 باجتماع في بطمس ورودس، وكان هدفه المعلن منذ البداية "إعادة تأسيس الشركة الكاملة"، على أساس"وحدة الإيمان وفقًا للتجربة المشتركة وتقليد الكنيسة الأولى"، والتي "تتجسد بشكل كامل في الاحتفال المشترك بالإفخارستيا".

 

وأوضح البطريرك المسكوني إنّ الوحدة المسيحية مدعوة أيضًا في هذا الوقت لأن تكون عطية مثمرة للبشرية كلها، وأن تقدّم التضامن للجميع حتى في مواجهة الطوارئ الاجتماعية والأخلاقية التي تحاصر العالم. وبحسب البطريرك، فإن انحطاط التعددية إلى العدمية واللامبالاة الذي يهدد استقرار المجتمعات "لا يمكن أن يؤدي إلى تمزق الهوية والبعد المسيحي في الحياة الكنسية". لا يمكن لكنيسة المسيح أن "تتكيف مع المبادئ الأخلاقية والأنثروبولوجية الإلهية" للخيارات البديلة "للحضارة العلمانية الحديثة". إن حياة الكنيسة نفسها، وفقًا للبطريرك برثلماوس، "هي إجابة راسخة على أسئلة الأنثروبولوجيا والأخلاق". والاختلافات المتزايدة في مجال الأنثروبولوجيا والأخلاق تجعل تقدم الحوارات بين المسيحيين أمرًا صعبًا".

 

ولهذا السبب ووفقًا للبطريرك، "ستكون صياغة أنثروبولوجيا مسيحية مقبولة عمومًا والاحترام العملي لمبادئها دعمًا هامًا لمسار العلاقات بين كنائسنا" في هذه المرحلة التاريخية. وفي هذا الصدد، شدّد البطريرك برثلماوس في خطابه في عدة فقرات على الانسجام الأخوي الذي يتشاركه مع البابا فرنسيس، مستشهدًا بالرسالة البابوية الأخيرة "فراتيلي توتي"، وقال البطريرك المسكوني "نحن نؤيد المبادرة التي تعزّز السلام والتغيير. نعبّر عن الرسالة "الخيرية" للكنيسة من خلال تعزيز الأخوة والتضامن والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان. ونحن منخرطون في الجهود المبذولة لمعالجة أسباب وعواقب الأزمة الكبيرة المعاصرة للكنيسة: اللاجئون والهجرة. ونشعر بالصدمة من أحداث العنف المأساوية باسم الله والدين. وهذا يكشف مرة أخرى قيمة الحوار بين الأديان والسلام والتعاون بين الأديان".

 

كما شارك وفد من أوكرانيا، برئاسة رئيس الوزراء دنيس شميهال في القداس الاحتفالي بمناسبة عيد الرسول أندراوس. وخلال ترحيبه بالوفد الأوكراني، أكد البطريرك برثلماوس عزمه زيارة أوكرانيا في عام 2021، في الذكرى الثلاثين لاستقلال البلاد.