موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٥ يوليو / تموز ٢٠٢٠
البطريرك المسكوني: الكنيسة مستشفى للأجساد والنفوس انطلاقًا من الإيمان والفضائل
بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول

بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول

فاتيكان نيوز :

 

وجّه بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول رسالة تهنئة إلى البابا فرنسيس بمناسبة عيد القديسيَن بطرس وبولس، حيث أشار فيها إلى أنّ جائحة كوفيد-19 قد حالت هذا العام دون إرسال وفد رسميّ من البطريركيّة إلى روما لحضور الاحتفالات.

 

ففي كل عام، وكعلامةٍ أخويّة بين الكنيستين الشقيقتين، ترسل كل من بطريركيّة القسطنطينيّة المسكونيّة من جهة، والفاتيكان من جهة ثانية، وفودًا رسميّة للمشاركة في أعياد شفعاء كل منهما؛ حيث يرسل الفاتيكان وفدًا إلى اسطنبول في 30 تشرين الثاني من كل عام للمشاركة في احتفالات عيد القديس أندراوس، شفيع البطريركيّة المسكونيّة. وكذلك الأمر بالنسبة لبطريركيّة القسطنطينيّة في عيد القديسيَن بطرس وبولس.

 

وبالعودة إلى رسالته، فقد لفت البطريرك المسكوني إلى التأثر بمعاناة الكثير من البشر بسبب الوباء، كما وبروح التضحية وبطولة الأطباء والممرضين. وقال: إنّنا نسمع صرخات المرضى وعائلاتهم، ونشعر بقلق العاطلين عن العمل ومَن يواجهون مصاعب بسبب التبعات الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الحالية. وأمام هذا الوضع الأليم فإنّ الكنيسة مدعوة إلى أن تقدم شهادتها بالكلمات وبالأفعال، وذكَّر في هذا السياق بما يتضمنه العهد الجديد من قصص كثيرة لشفاء المرضى، شفاء يرتبط بكمال الحياة وخلاص البشر، مذكرا أيضًا بأن المسيح الذي يداوي النفس والجسد هو "الذي أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا" (را. متى 8، 17).

 

وأشار إلى أنّ الخطيئة في لغة اللاهوت توصف بأنها مرض، ويتم استخدام المصطلحات الطبية لوصف التصاق الإنسان بالكنيسة وتجدده فيها، ووصف الكنيسة بالتالي بالممرضة، وبمستشفى للنفوس والأجساد. وأوشح بأن العلاج والشفاء بالنسبة لنا كمسيحيين هما استباق للانتصار النهائي للحياة على الفساد، وإلغاء الموت، وليس من الصدفة أن الكنيسة تعتبر إسهام الطبيب واجبًا مقدسًا وتشدّد على علاقة الثقة بين الطبيب والمريض نابذة بشكل مطلق اعتبار المريض كيانًا غير شخصي، "حالة".


 

نحو اقتصاد واقعي ومستدام

 

تابع بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول: وبهذه الروح ذاتها تتعامل الكنيسة مع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بتسليط الضوء على الجوانب السلبية للنموذج السائد للنشاط المالي والتنمية والذي يركّز على الربح، مؤكدًا على أنّه في حال ظلت الغلبة لهذا المبدأ خلال مرحلة مواجهة التبعات الاقتصادية للوباء فستدخل البشرية في مأزق لا سابقة له.

 

وشدد على أنّ المستقبل لا يمكن أن يكون لمثل هذا النموذج الاقتصادي ولإنتاج المال من خلال المال مع تجاهل الاقتصاد الواقعي، بل المستقبل هو لاقتصاد مستدام يقوم على مبادئ العدالة الاجتماعية والتضامن. وقال غبطته: ليس الحل في الامتلاك أو في الحصول على المزيد، بل في أن نكون، الذي يفرض دائمًا أن نكون معًا، مذكرًا بأنّ الكنيسة تؤكد أوليّة العلاقات على الكسب.