موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٣ مارس / آذار ٢٠١٤
البطريرك الطوال: زيارة البابا رعوية لكنها صرخة سلام للمنطقة والعالم
عمّان - منير بيوك :

قال بطريرك القدس للاتين، فؤاد الطوال إن فترة صوم الأربعيني التي نعيشها حالياً هي رسالة تضحية وشعور مع ما يعانيه الفقراء. فهو توبة ورجوع الى الله. فنحن نمر الان في ظروف صعبة نضعها ضمن الصيام الأربعيني.

وأضاف في حديث خاص إلى موقع أبونا أثناء زيارته للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في عمّان اليوم الاثنين: إن الذكرى العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والكرسي الرسولي إنما علاقات محبة وصداقة فالزيارة التي قام قداسة البابا بولس السادس إلى الأردن قبل خمسين عاماً إنما تدل على عمق العلاقات الطيبة بين الأردن والفاتيكان التي ترمي إلى تعزيز السلم.

واستعرض غبطة البطريرك زيارة قداسة البابا إلى الأماكن المقدسة، مؤكداً أن زيارة البابا الرعوية تلقى ترحيباً من جميع الأطراف المعنيين في المنطقة، حيث يأتي البابا فرنسيس إلى الأرض المقدسة، بناءً على دعوات رسمية تلقاها من السلطات السياسية والدينية، مشيراً الى أن قداسته سيقيم قداساً احتفالياً في ستاد عمان حيث سيتقدم أطفالنا للحصول على سري المناولة الأولى والتثبيت المقدسين. وأضاف أن قداسته سيزور موقع المغطس ومن ثم سيلتقي مع عدد من اللاجئين السوريين والأطفال المرضى إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة. وقال إن لقاء البابا مع البطريرك المسكوني للروم الأرثوذكس برثلماوس الأول سيشكل أحد المعالم الرئيسية للزيارة، حيث سيدخلان كل واحد منهما إلى كنيسة القيامة ويتعانقان معاً أمام قبر المسيح الفارغ.

وحول شعار زيارة البابا "فرح ورجاء"، قال البطريرك الطوال إن الأوضاع الحالية التي تعيشها المنطقة لا تدعو إلى الفرح، لكن الفرح يأتينا من إتحاد بعضنا مع بعض ومساعدتنا لبعضنا البعض. فسلامنا يأتي من كلام الرب يسوع حين قال "لا تخافوا، أنا معكم". وأعرب عن أمله في أن تسفر زيارة قداسة البابا إلى الأرض المقدسة إلى مستقبل أفضل فنحن مدعوون لنتحلى بالرجاء والفرح بإظهار محبتنا واتحادنا.

وحول إمكانية مساهمة زيارة قداسة البابا في دفع المسيرة السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال البطريرك الطوال بالرغم من أن زيارة البابا رعوية إلا أنه رجل الحوار والسلام، فأي حديث للبابا له دلالات سياسية، فعندما يتحدث عن الحرية والسلام إنما يدعو إلى السير في طريق يحقق الوئام، فقد تعبت المنطقة من استمرار الوضع الحالي وحان الوقت لإيجاد حلول تعطي آثاراً إيجابية.

وأكد البطريرك الطوال إلى أن إحلال السلام في المنطقة لا بدّ أن يكون له بعد ديني يشمل الحرية الدينية. وأضاف أنه من الضروري لأي حلّ سياسي أن يشمل بعداً دينياً، فالفاتيكان لا يتدخل في الحلول السياسية لكنه يدعو إلى حل سلمي يمنح حرية الوصول إلى الأرض المقدسة للجميع على مستوى عالمي ودولي.

واختتم غبطته حديثه بالدعوة إلى العمل على إنجاح زيارة البابا إلى الأرض المقدسة، مؤكداً أن كل بطاركة الشرق الأوسط الكاثوليك سيحضرون للمشاركة بهذه المناسبة الهامة. وأضاف أن الأردن باستضافته للبابا إنما هو صغير بحجمه لكنه كبير بقلبه وتسامحه.

وفي معرض استقبال البطريرك في المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، رحب المدير العام الأب رفعت بدر بغطبته، مثمناً هذه الزيارة، وشاكراً البطريركية اللاتينية، مالكة المركز، على اهتمامها الدؤوب بالإعلام. وشارك باللقاء جميع موظفي المركز الكاثوليكي الذي يضم تحت جناحيه موقع أبونا باللغتين العربية والإنجليزية ومكتب فضائية نورسات. وحضر اللقاءات فارس القبر المقدس السيد أكرم كريم - أبو يوسف. وأجرت الإعلامية باسمة السمعان، مديرة مكتب نورسات الأردن، مقابلة مع البطريرك، في الاستوديو الجديد المسمّى استوديو ماريا كريم.

وعلى هامش الزيارة في المركز، استقبل البطريرك السيد ميشيل لطفي ونجله السيد شادي لطفي وقدما لغبطة البطريرك هدية ثمينة عبارة عن مياه نهر الأردن معبأة بزجاجات مذهّبة.