موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٤ ابريل / نيسان ٢٠١٦
البطريرك الطوال: القدس سر كبير، يوحد ويقسّم
روما - الأب عزيز حلاوة :

بدعوة من رئاسة جامعة الصليب المقدس البابوية في روما Universita della Santa Croce Pontificia، ألقى البطريرك فؤاد الطوال، صباح اليوم الخميس، محاضرة قيّمة في قاعة الجامعة الرئيسية "قاعة يوحنا بولس الثاني"، حول المسيحيين في الأرض المقدسة، وحضرها رئيس الجامعة والعمدة والأساتذة وعدد كبير من الطلاب، بمشاركة طلبة من فلسطين ولبنان والأردن والعراق.

وتكلم غبطته عن تاريخ الحضور المسيحي في الأرض المقدس منذ الكنيسة الأولى، وامتداد عمل أبرشية القدس اليوم، كما تحدث عن ميزة الحضور اليوم مبيناً تأثير الاحتلال الاسرائيلي والنزاع على الأرض من جهة، والتطرف الإسرائيلي وكذلك الإسلامي في المنطقة العربية. وتوقف غبطته عند الوضع الحياتي الصعب للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وجدار الفصل العنصري وعزل المسيحيين ومنعهم عن الحج للأماكن المقدسة.

وفي الجامعة التي يديرها آباء مؤسسة "عمل الله" Opus Die، عرج البطريرك للحديث عن الأواضع في غزة، فقال بأنها قد عانت في فترة عشر سنوات ثلاثة حروب، وخلفت دماراً في الإنسان والمملتكلات وشردت العديد من العائلات، وحول المسيحيين هناك قال بأنهم لا يتجوزون اليوم 1300 نسمة. وتطرق البطريرك إلى عدد من المواضيع التي أصغى إليها الحضور بانتباه بالغ، مثل اتفاقية الكرسي الرسولي وفلسطين، وحرية العبادة والضمير، وجدار الفصل في كريمزان والقدس ووضعها القانوني، والمناهج التعليمية الفلسطينية والإسرائيلية ودورها في احترام المكون المسيحي، وانقسام المسيحيين وتنوع الطقوس في كنيسة القيامة.

وكرر البطريرك قوله: "إننا كنيسة الجلجلة الدائمة بسبب الاحتلال والهجرة والوضع الاتقصادي المتفاقم سوءاً، وهي كنيسة تبحث عن الدخول إلى فجر يوم الفصح والقيامة". ولم يخفِ البطريرك وجود معتدلين في داخل إسرائيل، وعلينا العمل معهم من أجل العدالة والسلام. وكذلك تحدث بإسهاب عن التاريخ المشترك للمسيحيين والمسلمين في فلسطين والمنطقة العربية. وختم بطريرك القدس بالقول: "نحن بحاجة لصلواتكم وحضوركم ووقفتكم معنا، من أجل هذه الأرض المبارك. تبقى القدس سراً كبيراً، ولكن توحّد جميع المؤمنين وأيضاً تقسمهم".