موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم العربي
نشر السبت، ٢١ ابريل / نيسان ٢٠١٢
البطريرك الراعي يستقبل المطران كلاوديو ماريا تشيللي

بكركي – البطريركية المارونية :

استقبل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة، المطران كلاوديو ماريا تشيللي، رئيس المجلس الحبري لوسائل الاتصال الاجتماعية، وكان عرض لأبرز توصيات المؤتمر الذي دعا إليه المجلس الحبري ومجلس بطاركة الشرق الكاثوليك حول "دور وسائل الإعلام في الشرق الأوسط في خدمة البشارة والحوار والسلام"، والذي انعقد في بيت عنيا-حريصا، لبنان على مدى ثلاثة أيام.

وبعد الّلقاء أكّد المونسنيور تشيللي على الصداقة التي تربطه بغبطة البطريرك وقال: "عرفت غبطته منذ أن كان مطراناً. لقد كان عضواً في المجلس الحبري لوسائل الإتصال وكنت أقدّر رؤيته للأمور. عرفته ديناميكياً، ولكنه كان يجمع بين الديناميكيّة والحكمة. واليوم بعد انتخابه بطريركاً عليّ القول أنّه لا يزال نفسه. وأنا اليوم عند سيد الصرح، ولكنّني في منزل صديق وهذا أمر مهمّ وجميل جداً بالنسبة إليّ".

وعن مشاركته في المؤتمر أوضح: "لقد شاركت في هذا المؤتمر الذي جاء تطبيقاً لتوصيات سينودس أساقفة الشرق الأوسط، وتحضيراً لسنة الإيمان والذي يهدف إلى جمع أساقفة وكهنة من هذا الشرق يعملون في الحقل الإعلامي للتفكير سوية في دور وسائل الإعلام في الكنيسة تحضيراً للتبشير الجديد".

وتابع: المطران تشيللي "من إيجابيات هذا المؤتمر أنّه أتاح فرصة التفكير والمناقشة والمشاركة بين مختلف الأساقفة والكهنة ليس فقط من بلدان متنوعة وإنما من بطريركيات مختلفة أيضاً، للوصول إلى هدف واضح محدّد حول دور الإعلام لإتمام رسالتهم. لقد تحدّثنا وفكّرنا وتشاركنا الأفكار سوياً. وكانت فرصة إلهية لكي نفهم معاً ماذا يريد الله منّا. فالكنيسة شركة ولكنها تشارك أيضاً. تماماً كم الله فهو إله غير منغلق على ذاته وإنما يتواصل مع خلقه. والكنيسة إن لم تتواصل مع الجماعة فهي ليست كنيسة بحق. لذلك تحدثنا عن ضرورة إيجاد استراتيجية للتواصل. لأنه كما قال بعض الأساقفة أنه حتى اليوم لم نشهد سوى ردود الفعل. والتواصل في الكنيسة ليست فقط نشر الإنجيل وإنما قول الحقيقة عن الإنسان. ورسالة الكنيسة إعلان سرّ الله وحبّه للإنسان. فهو ابن الله".

وأضاف المطران: "بالنسبة إلينا، عندما نتحدث عن استراتيجيّة الإعلام فهذا يمّس أيَضاً بالجوانب الوطنيّة والإقليميّة. وأنا أعتبر أنّ التواصل لا يجب أن يشمل الأبرشيات مع الرعايا التابعة لها فقط، وإنما مع محيطها الوطني والإقليمي. والجانب الذي أوليناه اهتماماً كبيراً هو تحضير الآباء الجدد للدخول إلى عالم الإعلام والتواصل واكتشاف ما يعنيه هذا الأمر في رسالتهم، ليس من الناحية التكنولوجيّة وحسب. والمسألة لا تتعلق فقط بكيفية إعداد العظة فقط. ففي حياة الكنيسة التواصل أفقي ويتم من خلال الأفعال التي نعبّر من خلالها عن رسالة الكنيسة. والتواصل في هذه الحالة يكون منوعاً وليس بالضرورة بشكله الصحافي وانما قد يكون من خلال الرسم والموسيقى. وفي عالم الشباب الأغنية الجيدة التي تخترق أذهان الشبيبة قد يفوق تأثيرها احياناً عظة الكاهن. والتواصل لا يعني عظات جيدة وخطابات جيدة هي تشكل جزءاً فقط ولكنها ليست كل شيء. ويجب العودة الى الجذور الأساسية للتواصل والتنبّه إلى أن الشهادة تبقى أهم وسيلة اتصال لأنها تتيح فهم الحقيقة. الحياة المسيحيّة ليست عقائدية وإنّما هي إنسان. فالكنيسة تقوم من الموت من خلالنا. ونحن بحاجة لوجود جماعات لكي نتفاعل معها، فلا يمكننا التقوقع".