موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٤ يوليو / تموز ٢٠٢٠
البطريرك الراعي يجدد دعوته لاستعادة هوية لبنان الحقيقيّة في الحياد الإيجابي والبنّاء

أبونا :

 

أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، اليوم الثلاثاء، أمام الصحافيين في الصرح البطريركي الماروني الصيفي في بلدة الديمان، شمال غرب العاصمة بيروت، أنّ "لبنان هو الحياد والدولة المدنية وبلد اللقاء والتعددية والعيش معًا".

 

وأوضح "بأن البطريرك (الياس) الحويك كلّف من المسيحيين والمسلمين للمشاركة في مؤتمر الصلح في فرساي عام 1919، وترأس ثلاث بعثات، كانت واضحة المعالم، بأن لبنان سيتسع لكل أبنائه، والأرض التي سلخوها الأتراك عنه استردها، وكان يدافع عن الجميع، وكانت له كلمة شهيرة ’بأن لبنان ليس فيه إلا طائفة واحدة اسمها لبنان وكل الطوائف تشكل نسيجًا له‘. وعندما كان يدافع عن أشخاص من غير طائفته كان يُسأل إلى أي طائفة ينتمي، فكان جوابه ’طائفتي هي لبنان‘. ومن هنا ابتدأ لبنان الحياد والدولة المدنية واللقاء والتعددية ليكرس هذا الواقع".

 

وتابع البطريرك الراعي في حديثه: "وهكذا كان لبنان يسمى سويسرا الشرق، ونحن عايشنا تلك الفترة، والعلاقات مع الشرق والغرب، باستثناء دولة إسرائيل التي كان معها هدنة، واليوم عداوة لاغتصابها واحتلالها اراضينا. وعندما نتكلم عن الحياد لا نخترع شيئًا، بل نستعيد هويتنا الأساسية التي تشوهت ووصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم. فاللبنانيون أصبحوا جميعًا فقراء محرومين، في حين أنه كان دائمًا يعيش ببحبوحة وإباء، ويحبون العالم، والعالم يحب لبنان وشعبه المضياف".

 

أضاف: "اليوم نطالب بلبنان الحياد، الملتزم بالقضايا العامة والعدالة وحقوق الشعوب، ويبقى جسر العبور بين الشرق والغرب. ولا يمكننا أن نتغنى بلبنان الرسالة وحوار الحضارات والثقافات والأديان إن لم نكن على علاقة مع الدول العربية والغربية والأميركية، ونعيش في عزلة عنهم. وعندما نقول يجب أن نعود إلى أنفسنا، مسلمين ومسيحيين، فذلك لأننا عشنا سوية بكرامة، وجعلنا من لبنان سويسرا الشرق، وسنسترده سويًا، مسلمين ومسيحيين. وإنني أشكركم على تشريفكم وتشجيعكم، وعلى ردة الفعل الجميلة، مع كثيرين غيركم، فمسؤوليتنا جميعًا أن نناضل نضالاً سلميًا من أجل لبنان الرسالة والنموذج كما قال عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني".

 

وقال: "السنة الماضية صوتت الأمم المتحدة على أن لبنان أكاديمية الإنسان للثقافات والأديان، فكيف يمكننا اليوم أن نعزل أنفسنا عن هذا العالم. وواجبنا أن نعيش سويًا مع بعضنا، ونسترجع مكونات لبنان الجمالية". وختم البطريرك الماروني: "كل يوم أقف على الشرفة المطلة على الوادي المقدس، واستشفع البطاركة القديسين، بالصلاة من أجل لبنان والشعب اللبناني والكنيسة لتبقى حاملة رسالة المحبة والأخوّة والتلاقي مع كل الناس".