موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
البطريرك الراعي: نفتقد الشجاعة عند السياسيين، ونجدها عند الشعب المنتفض

بكركي – أبونا :

أشار البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، إلى "أننا نفتقد الشجاعة عند أصحاب القرار السياسيّ عندنا في لبنان، غير القادرين على اتخاذ القرار الشّجاع، لصالح لبنان وشعبه، لأنهم ما زالوا أسرى مصالحهم ومواقفهم المتحجرة وارتباطاتهم الخارجية وحساباتهم. لكننا والحمد لله نجد الشجاعة عند شعبنا، بكباره وشبانه وصباباه، في انتفاضتهم السلمية والحضارية منذ 37 يومًا".

وأضاف: "هؤلاء من كل المناطق اللبنانية والطوائف والمذاهب والأحزاب، من دون أن يعرفوا بعضهم بعضًا، التقوا أخذوا قرارهم الشجاع والحر. فطالبوا بإجراء الاستشارات النيابية وفقًا للدستور، وتشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن، توحي بالثقة وتباشر الإصلاح ومكافحة الفساد وإدانة الفاسدين، واستعادة المال العام المسلوب إلى خزينة الدولة، وإيقاف الهدر والسرقات. حكومة تبدأ بالنهوض الاقتصادي بكل قطاعاته، من أجل خفض العجز، وتسديد الدين العام المتفاقم، ورفع المالية العامة".

وتابع خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة السيدة، في الصرح البطريركي في بكركي: إن "قرارهم رفض أنصاف الحلول، والوعود الكلامية، لأنهم شبعوا منها، وقد بلغت بالدولة إلى حد الإفلاس، وبالشعب إلى الفقر والجوع، وبالشباب والأجيال الطالعة إلى الهجرة بحثًا عن أوطان بديلة. أما اليوم فقرارهم هو البقاء على أرض الوطن ووضع حد للذين أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه اليوم".

وخلص البطريرك الراعي إلى القول: لقد "حقق هؤلاء المنتفضون اليوم ما قاله المكرم البطريرك الياس الحويك، رئيس البعثة اللبنانية إلى مؤتمر الصلح في فرساي سنة 1919 ومهندس قيام دولة لبنان الكبير: لا يوجد في لبنان طوائف، بل طائفة واحدة إسمها الطائفة اللبنانية. لبنانيون نحن وسنبقى لبنانيين متحدين في وطنية واحدة. لذلك ما يهمنا، في الذي يدير شؤون وطننا، تعلقه بالعدالة والرأفة، لا بمعتقداته الدينية. فليبارك الله كل الذين يريدون خير لبنان، إلى أي طائفة انتموا".