موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٣ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
البطريرك الراعي من الديمان: نلاحظ أن وجه وطننا لبنان بدأ يتغيّر
وكأن السياسيون يريدون العودة بلبنان إلى العصر الحجري!

البطريركيّة المارونيّة :

 

خلال تلاوة المسبحة الوردية على نية لبنان، في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، رفع البطريرك الماروني بشارة الراعي صلاته "في الوقت الذي يتخبّط فيه لبنان في أزمات معيشيّة سياسيّة اقتصاديّة وماليّة، من أجل شباب لبنان المتواجد على الطرقات والساحات منذ 17 تشرين الأوّل الماضي، كي لا يفقدوا الأمل، على الرغم من ارتفاع وازدياد أعداد المهاجرين والراغبين في الهجرة، كما تُظهر التقارير في الوسائل الاعلاميّة".

 

وناشد "شباب لبنان كي نتكاتف سويًا لنحافظ على هذا الوطن، أرض الايمان والثقافة والمحبة كما عهدناه، فقد مرّ أجدادنا بظروف أصعب بكثير من الظروف الحالية، ولكنهم تماسكوا وقاوموا وانتصروا بالصلاة، وقد كان البطاركة أمامهم، وقدّموا شهيدين، وعاشوا في الوادي المقدس وصمدوا أربعمائة سنة في وجه العثمانيين، لذا لا نريد نحن اليوم أن يستسلم شبابنا بسهولة وأن يتركوا هذا الوطن".

 

وتابع: "نصلي كي يزيل الرب يسوع أيام الصعوبة ويُعيد إشعال الرجاء في قلوب شبابنا ويُعيد تمسّكهم في هذه الأرض كما هتفوا منذ اليوم الأوّل للثورة، لأننا ومع الأسف نلاحظ أن وجه وطننا الذي كان زينة الأوطان بدأ يتغيّر ويسلك طريق الظلم وطريق النظام البوليسي والاعتداء على حرية الانسان وكرامته، وهو أمر لا نقبله، بل نريد أن نبقى أبناء الثقافة المسيحيّة الانجيليّة، وابناء الحرية اللبنانية الاصيلة، كي يبقى لبنان قبلة الأنظار شرقًا وغربًا، وكي تبقى كلمة البابا القديس يوحنا بولس الثاني بمثابة برنامج لنا، وأن يبقى لبنان دائمًا أكثر من وطن، لبنان رسالة ونموذج للشرق وللغرب".

 

وختم البطريرك الراعي تأمله بالقول: "يؤسفنا ويعزّ علينا في مأوية لبنان الكبير أن يهدم السياسيون ما تمّ بناؤه من قبل، وكأنهم غير معنيين بلبنان وبالمئة سنة من عمر الدولة اللبنانية، التي كانت مثالاً بين الدول، وكأن السياسيون يريدون العودة بلبنان إلى العصر الحجري، وإلى تجويع الناس وافقارهم وتهجيرهم من وطنهم. ولكن على الرغم من كل شيء نقول أننا أبناء الرجاء وسنواصل صلاتنا التي هي السلاح الاقوى. ويبقى الله وحده سيد التاريخ وتبقى مريم العذراء أم جميع الشعوب".