موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ مارس / آذار ٢٠٢٠
البطريرك الراعي: مشكلة عالم اليوم أنه أضاع معنى الخطيئة والحسّ بها
جانب من القداس الإلهي (إعلام البطريركية المارونية)

جانب من القداس الإلهي (إعلام البطريركية المارونية)

بكركي - أبونا :

 

قال البطريرك الراعي إنّ "مشكلة عالم اليوم أنه أضاع معنى الخطيئة والحسّ بها، بسبب فقدان محبة الله والإنسان. فمن يحب حقًا، لا يسيء إلى محبوبه. ومن يحب الله لا يسيء إليه، بل يتعمّق في تعليمه ووصاياه، لكي يسلك في طريق محبته. وكذلك من يحب الإنسان لا يسيء إليه بل يحترم شخصه ومشاعره"، مستشهدًا بما قاله المكرم البابا بيوس الثاني عشر: "إن خطيئة هذا العصر هي فقدان معنى الخطيئة".

 

وأوضح في عظة قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي الماروني، أن أسباب فقدان حس الله ومعنى الخطيئة تعود إلى الجهل الديني، والروح الاستهلاكية، والمادية، وإلى العلمانية التي تتجاهل الله، ومجانبة خلق الشعور بالذنب، وإلى النسبية التي تنفي وجود أفعال غير جائزة بحد ذاتها؛ فإلى البرامج الهدامة التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي وما سواها.

 

وأضاف: "أما الخطيئة على الصعيد الاجتماعي والسياسي فهي النزاعات والعداوات والفساد المالي، وسوء الأداء السياسيِ البعيد عن تأمين الخير العام، وإهمال واجب السلطة واستغلالها رشوة وسرقة وهدرًا، والغنى غير المشروع. فكما أن الخطيئة التي لا يتوب عنها مرتكبها تبلغ به إلى الموت الروحيِ والهلاك، هكذا الخطيئة السياسية تفضي إلى هلاك صاحبها، وإلى إسقاط البلاد في أزمات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية كالتي يتخبّط فيها اليوم لبنان وشعبه".

 

وقال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، إنّ "الأنظار تتجه إلى الحكومة لإنهاض البلاد من قعر الأزمات. فالكل ينتظر أن تبادر إلى الإصلاحات المطلوبة في الهيكليات والقطاعات، وخصوصًا أن العديد من الدراسات موجودة وحلولها جاهزة"، مشددًا على أن "المطلوب قرار سياسي جريء لتنفيذها".

 

وخلص إلى القول: "وفيما نشعر مع الحكومة والمسؤولين بثقل كلِّ هذه الأوضاع، فضلاً عن الهمِّ الأكبر بانتشار وباء كورونا الذي يُهدِّد سلامة المواطنين صغارًا وكبارًا، ويوجب معالجة دقيقة وتعاطياً أكثر جدية، نصلِّي إلى الله كي يعضُدَ المسؤولين ويُلهِمهم أفضل السُّبُل للخروج من الأزمة الاقتصاديَّة والماليَّة الخانقة؛ ونلتمس منه أن يحمي شعبنا من الجُوع والعَوز والمرض، ولاسيَّما من وباء كورونا. فهو قديرٌ وسميعٌ ومجيب".