موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣٠ مارس / آذار ٢٠١٩
البطريرك الراعي لوفد ’كايسيد‘: لا نملك إلا سلاح الحقيقة والحكمة

البطريركية المارونية :

التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي وفدًا من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" برنامج الزمالة، برئاسة الامين العام فيصل بن معمر الذي شكر لغبطته "حفاوة الإستقبال الراقي،" لافتًا إلى أن "البطريرك الراعي هو من مؤسسي منصة الحوار والتعاون بين المسيحيين والمسلمين، ولقاؤنا معه اليوم هو لتقديم الشكر على دعمه ومساندته لنا".

وأضاف بن معمر: "لقد بدأت منصتنا بقطف ثمارها من خلال عمل الزميلات والزملاء الذين يشاركون في هذا البرنامج من مختلف الأديان والثقافات ومن مختلف البلدان العربية، وكلهم سيكونون سفراء للعيش المشترك واحترام التنوّع وقبول التعددية حول العالم. ان اعضاء برنامج الزمالة يتطلعون الى سماع كلماتكم الكريمة انتم الشخصية الدينية المعروفة والمحترمة عالميا."

وتابع: "لقد انطلق عملنا وجاهدنا جهادا سلميا من هذا المركز لنقول ان الدين هو جزء من الحل وهو ليس اساس المشكلة مع بروز حركات متطرفة ومنظمات ارهابية تنفذ جرائم باسم الدين. واهم ما توصل اليه المركز اليوم هو عملنا كفريق في برنامج الزمالة وليس كأفراد من اجل مشروع السلام والخير والتعايش الذي يسير بشكل فاق توقعاتنا".

بدوره رحب البطريرك الراعي بالوفد مثنيًا "على ما يقوم به المركز من نشاطات ومنها برنامج زمالة، الذي يعرف العالم أجمع الى العيش المشترك بين الطوائف المسيحية والإسلامية، ويضيءعلى حقيقة كل دين،" وقال:" نحن نطمح أن يستعيد لبنان عافيته ويكون مركز للعيش المشترك في الشرق، وأنا في هذه المناسبة أريد أن أشكركم على كل ما تقومون به في هذا الإطار لأن هذا ما يحتاجه الناس، وخاصة في المنطقة العربية. فانتم تعرفون العالم على حقيقة الاسلام والمسلمين، وحقيقة المسيحية والمسيحيين وهذا ما نحتاج اليه في ايامنا هذه وهذه هي رسالتنا الى العالم. وكل ما يدخل في السياسات والعنف والحركات الأصولية والارهابية، هو بيد القادة السياسيين والحكام الذين يحاربون بعضهم بعضًا لمصالح خاصة ويستخدمون الناس في حروبهم المدمرة. أما نحن وأنتم فلا نملك سلاحًا الا سلاح الحقيقة والحكمة، وهو أهم من أكبر المدافع والأسلحة، لذا نسأل الله أن يوفقكم في كل الأنشطة والبرامج".

وتابع:" كما ذكرتم، جهادكم سلمي وسلاحكم هو الحقيقة والكلمة ومعركتكم سلميّة. السياسات الدولية اليوم تسيّس الدين لخلق نعرات وشكوك ونزاعات من أجل مصالحها، ونحن ضحية هذه الحالة في الشرق الأوسط. الأمر يحتاج الى وعي وادراك واعادة نظر ووقفة وجدانية مع الذات، وهي مسؤوليتنا لأن السياسيين وبهدف تنفيذ سياساتهم يقومون بخلق حروب ويسيسون الدين، وما تقومون به أنتم هو مواجهة هذه المعركة الشرسة".

وختم البطريرك الماروني بعد رده على عدد من الأسئلة المتعلقة بتنوع الأديان في الشرق وضرورة تعزيز وجودها واحترامها، مطالبًا "بكل محبة بعودة كل مهجّر سوري أو عراقي أجبر على مغادرة أرضه الى وطنه الأصيل، وذلك من أجل الحفاظ على تاريخ هذه الشعوب ودياناتها وثقافاتها وحضاراتها، لأن تدمير الشعوب يبدأ بتدمير حضاراتها وتقاليدها وثقافاتها".

وتجدر الإشارة الى ان "كايسيد" هي منظمة دولية تأسست عام ٢٠١٢ من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا، إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوًا مؤسسًا مراقبًا. ويتألف مجلس إدراتها من قيادات دينية، من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس. ومركزها الرئيسي في فينا، ونشاطها يرتكز على تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من أجل السَّلام.