موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
البطريرك الراعي للسياسيين: لا تزدروا انتفاضة الشباب السلمية والحضارية

بكركي - أبونا :

رفع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، اليوم الأحد، الصلاة "مع شعبنا وشبابنا، شبانًا وصبايا، الذين يحيون هذه الانتفاضة الشعبية السلمية في الشوارع والساحات العامة العابرة للطوائف والأحزاب والألوان والمناطق، والتي تؤلف وحدة وطنية متراصة تحت راية الوطن الواحدة. إنا ندعوهم للمواظبة على الصلاة، وللتمسك بالأخلاقية واحترام المواطنين في حاجاتهم الملحة والحياتية وتنقلاتهم، فلا يكونوا مكسر عصا، والابتعاد عن النزاعات".

وقال: "أيها السياسيون المسؤولون، من شتى المواقع، عن تأليف الحكومة الجديدة، نحن نصلي أيضًا من أجلكم، لكي تتحرّروا من مصالحكم وحساباتكم الخاصة والفئوية، ومن ارتباطاتكم الخارجية، وتدركوا مسؤوليتكم التاريخية عن الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي. وهي مسؤولية ستحاسبكم عليها الانتفاضة الشعبية، والتاريخ، وصوت الله في أعماق ضمائركم".

وأضاف في عظة قداس الأحد بالصرح البطريركي الماروني: "ثلاثة أسابيع مرّت على استقالة الحكومة، والمواقف هي هي، ومركب الوطن آخذٌ في الغرق. فأيَّة مسؤوليَّة هي هذه؟ هل أضحت المسؤولية السياسية عندنا للهدم والخراب والتعطيل؟ أليس هذا جرمًا كبيرًا بحقّ الوطن والمواطنين؟ أليس خيانةً عظمى إفقار الشعب وتفكيك الدولة؟".

وخلص البطريرك الماروني في عظته إلى القول: "ولا تنسوا تأكيد مقدّمة الدستور أن الشعب هو مصدر سلطتكم! لا تزدروا بانتفاضة الشَّباب السّلميَّة والحضاريَّة والمجرَّدة من أيّ سلاح! لا تسيّسوها، ولا تلوّنوها! فالشَّباب سئموا سياساتكم وألوانكم، ويريدون سياسةً شريفةً تعمل متفانيةً في سبيل توفير الخير العامّ. هذه السّياسة لم تمارسوها أنتم، فأوصلتم البلاد إلى الإفلاس والانهيار. لكنَّ رجاءنا باللّه كبيرٌ، وبالمسيح الذي غَلبَ الخطيئة بالنّعمة، والموت بالقيامة، والاستعباد بالحريَّة".