موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٦ يوليو / تموز ٢٠٢٠
البطريرك الراعي: لا خلاص للبنان إلا بإعلان نظام الحياد الفاعل والإيجابي الملتزم

فاتيكان نيوز :

 

قال البطريرك الراعي إنّ الخطر على لبنان يكمن "بسبب الإنحراف عن الواقع اللبناني. إنّ لبنان هو ملتقى ديانات، وملتقى مذاهب، يعيشون بانتظامٍ بحسب الدستور، وبحسب الميثاق الوطني، واتفاق الطائف. أما الجديد اليوم فهو وجود نوع من هيمنة من قبل حزب الله على الحكومة وعلى السياسة اللبنانية، بسبب الدخول في حروب وأحداث عربية ودولية، لبنان لا يريدها بالأساس. وهذا خلق مشكلة أزمة سياسيّة كبيرة، وأزمة اقتصادية ومالية ومعيشية حادة للغاية يعيشها اللبنانيون".

 

وأضاف لموقع فاتيكان نيوز: "لا يمكن البقاء في ذلك. لبنان في الأساس هو كما أراده البطريرك الحويك، دولة مدنيّة تفصل بين الدين والدولة. ثم أتى الميثاق 1943 يقول: نريد أن نعيش معًا لبنانيين، مسلمين ومسيحيين، من دون أية عداوة للشرق أو للغرب. وأتى اتفاق الطائف 1989 ليكرّس هذا الميثاق. لكن، وبعد ذلك صارت إنحرافات. نحن نقول اليوم من أجل خير كل اللبنانيين، دون استثناء، لا خلاص للبنان إلا بإعلان نظام الحياد الفاعل والحياد الإيجابي الملتزم. وهذا يخرجنا من هيمنة اية فئة من أية جهة اللبنانية، ويخرجنا من نزاعات وصراعات سياسية أو عسكرية إقليمية أو دولية".

 

تابع غبطته: "هذا النظام الحياد الفاعل والمفيد يعني أن يكون لبنان فاعلاً وملتزمًا في الدفاع عن قضايا السلام والاستقرار في المنطقة، وعن قضية الشعوب، وعن القضية الفلسطينية، وعن قضايا العرب، من دون أن يدخل في أحلافٍ سياسيّة أو أحلاف عسكريّة، وبالتالي يلعب دوره التاريخي كجسرٍ ثقافي وتجاري بين الشرق والغرب". وأوضح بأنّ "هذا الواقع اللبناني اليوم مهدّد، لأننا متروكون من البلدان العربية، وخاصة الخليج، ومتروكون من أوروبا وأميركا، فالجميع يقول لا نستطيع مساعدة لبنان لأننا بذلك نساعد حزب الله، لأنه يسيطر على البلاد. نحن نقول أننا لسنا ضد حزب الله، لكننا نريد أن نعيش سويةً بمساواة وببناء مجتمعنا اللبناني، ولا حلّ إلا بإخراج لبنان من هذه الأحلاف السياسيّة والعسكريّة مع أي دولة، ويكون لبنان بذلك دولة حيادية فاعلة ومفيدة من أجل السلام والإستقرار وحقوق الشعوب. هذا ما نحن نعمل من أجله، فكانت ردة الفعل العارمة في لبنان وكأنهم وجدوا بابًا للخلاص لهذه الأزمات التي نعيشها".

 

وبشأن الآلية التي يجب إتّباعها من أجل هكذا حياد، أجاب البطريرك بشارة بطرس الراعي: "أولا نحن نستمر في بحث هذا الموضوع مع القيادات اللبنانية والشعب اللبناني، ثم مع سفراء الدول، ثم مع الكرسي الرسولي، حتى يصل هذا الأمر إلى الأمم المتحدة، دولة أو دولتين أو أكثر من الدول التي تشكّل مجلس الأمن، الدول الستة. يكفي أن دولة واحدة أم اثنتين تقدّم اقتراح إلى الأمين العام مع لبنان ليكون لنا نظام الحياد الإيجابي والفاعل. الأمين العام يطرح على التصويت. هذه هي الآلية داخلية وإقليمية ودولية. ونحن نعوّل على دور الكرسي الرسولي الفاعل في هذا الموضوع".

 

وحول نداء غبطته لأصدقاء لبنان، قال البطريرك الماروني: "هذا ما نحن نردده في عظة الأحد، في كل مناسبة، وفي نداء الأساقفة الشهري؛ ننادي بالإصلاحات وفي رأسها الفساد. لكن كما أوردت لا تستطيع الحكومة أن تقوم بأية مبادرة لأنها تجد الصعوبات من الداخل، لأن الذين أتوا بالحكومة هم الذين يعرقلون عمل الحكومة، ويا للأسف. والحكومة تتألم من ذلك، ونعرف هذا من الداخل. نتأمل الفرج...".