موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٦ مارس / آذار ٢٠٢٠
البطريرك الراعي في قداس الأحد: نحن بحاجة إلى توبة شخصية وجماعية
البطريرك الراعي مترئسًا قداس الأحد في كنيسة الصرح الماروني

البطريرك الراعي مترئسًا قداس الأحد في كنيسة الصرح الماروني

أبونا :

 

حض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي على "العودة إلى الله"، إذ "كثر الشر في كل مكان، كأن الله غير موجود ولم يترك للبشرية وصايا ورسومًا كطريق آمن ليعيشوا بسلام في ما بينهم"، لافتًا إلى "خطايا الحروب والقتل والتدمير، والظلم والكذب والخلاعة، والفساد وسرقة المال العام وأموال الغير، والكبرياء والحقد والبغض والانقسامات وسواها، فيجب الاتعاظ مما جاء في الكتب المقدسة".

 

وقال في قداس الأحد في بكركي: "لقد أتيتم، أيها الإخوة والأخوات، رغم مخاوف الخروج من المنزل والاختلاط بالناس. لكن إيمانكم وإيماننا يبقى أقوى من الخوف، لأن المسيح الرب الحاضر معنا في ذبيحة الفداء، والذي نتناول جسده ودمه، هو رأس جسدنا ورفيق دربنا في حلوها ومرها، وعند المصاعب والمخاوف يردد لنا: لا تخافوا! فلا بد في كل حال من أخذ الحيطة بتجنب الخروج من المنازل إلا لأسباب قاهرة، والتجمعات، وبالجلوس الواحد قرب الآخر بل على مسافة، والاستفادة من وسائل الاعلام الدينية التي تساعدنا على الصلاة إلى الله في بيوتنا، كي يشفي المصابين بوباء كورونا، ويزيله من وطننا ومن العالم. فهو وحده كلي القدرة والرحمة".

 

وأضاف: "يجب أن نقرأ علامات الأزمنة في ضوء الكتب المقدسة وتعليم الكنيسة. فوباء كورونا من هذه العلامات. إنه دعوة للعودة إلى الله، للتوبة، لمصالحته بعيش وصاياه ورسومه وتعليم إنجيله والكنيسة؛ ودعوةٌ للمصالحة في العائلة والمجتمع وبين الجماعة السياسية؛ ودعوة للمصالحة مع الذات بعيش واجب الحالة والمسؤولية. على الرغم من المظاهر الدينية عندنا والغيرة على شؤون الدين، فإن في داخل الإنسان ما يناقض هذا الواقع، كما هو ظاهر للعيان. أجل، نحن بحاجة إلى توبة شخصية وجماعية. لا يمكن وضع الله وراء الظهر وعدم استحضاره واستلهام كلامه في ما نعيش ونفعل! ولا يمكن النظر إلى الكنيسة من وجهها الاجتماعي فقط وإغفال وجهها وجوهرها السري، وقد أقامها المسيح الرب "أدة خلاص شامل للاتحاد بالله والوحدة بين البشر" (نور الأمم، 1). إنه حاضر فيها وفاعل بكلام الحياة المنير للعقول، وبنعمة الأسرار التي تجدد المؤمن في الداخل. فلنتمثل في توبتنا الشخصية والجماعية، بأهل نينوى العظيمة، بدلاً من الإدانة المتبادلة. فأهل نينوى، ملكًا وشعبًا، استمعوا إلى إنذار يونان النبي، والتفوا بمسح، وجلسوا على الرماد، وصاموا، ودعوا إلى الله بشدة، ورجع كل واحدٍ عن طريقه الشرير. فنجاهم الله من الشر الذي أنذرهم به (راجع يونان 3)".

 

وقال البطريرك الماروني: "زمن الصوم هو زمن سماع كلام الله وقبوله في القلب لكي يثمر أعمالاً صالحة. وهو زمن التوبة والعودة إلى الله بالاعتراف النقيِّ بخطايانا، وبتغيير داخلي في القلب يظهر في مسلكنا الخارجي وتصرفاتنا ومواقفنا. وهو زمن أعمال المحبة والرحمة، خاصة وأن الحاجات تتكاثر والفقر يتسع، فإنا ندعو إلى المزيد من مبادرات المحبة الفردية والجماعية، وتنسيقها بحيث تشمل كل المحتاجين. وفيما نسأل الله أن يلطف بنا وينجينا من وباء كورونا ومن الفقر والجوع والانهيار في لبنان، نسبحه ونصرخ إليه بروح الابناء ونمجده، فهو الإله الرحوم القدير".