موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٨ يوليو / تموز ٢٠٢٠
البطريرك الراعي: الحياد هو أساس هوية لبنان وكيانه، وهو يخدم ويحرّر الجميع دون استثناء

أبونا :

 

أكد البطريرك الماروني الكردينال بشارة بطرس الراعي أن الحياد هو في أساس الكيان اللبناني، وهو يخدم الجميع ويحرر الجميع دون استثناء، مشددًا أن الحياد ليس مشروعًا سياسيًا بل عودة إلى الجذور والثقافة اللبنانية وحضارته وكيانه.

 

وفي ختام جولته الافتتاحية للمواقع الدينيّة الأثرية الأربعة في وادي قديشا، قال البطريرك الراعي: "هذه الأرض هي أرض الحرية والكرامة والاستقلالية، وهذه هي القيم التي عاش من أجلها بطاركتنا في عمق الوادي وكأنهم سجناء لكي يحيا هذا الكيان اللبناني. نحن اليوم عندما ننظر إلى واقعنا، وكيف تشوّه كياننا المميّز عن كل دول المشرق الذي ولد عام 1920، ثم في سنة 1943، كانت السيادة مع الميثاق الوطني، والتي استعادها المثلث الرحمات البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، أعطانا الله شفاعته".

 

وتحدّث غبطته عن النهضة المتميزة التي عاشها لبنان خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي عندما كان محايدا وغير منحاز لأي طرف سياسي أو أحلاف سياسية أو عقائدية أو دينية أو عسكرية، وكان صديقًا كل العالم المشرقي والمغربي ومحط الملوك والرؤساء، وكانت البحبوحة والازدهار، وكان النمو، وكان الشعب يعيش بكرامة، وهذا عشته أنا، لذلك أتألم في العمق عندما أرى كيف تشوّه لبنان، وأصبح دولة منحازة، دولة تدخل في أحلافٍ سياسية وعسكرية وحروب ونزاعات، وأصبحنا معزولين من العالم كله".

 

وقال: "هذا ليس لبنان. فعندما نادينا بالحياد، فإننا نادينا بالعودة إلى الكيان اللبناني والهوية اللبنانيّة. ليس الحياد فكرة مني، ولا ترفًا مني، وليس كما قال أحدهم عن أنني أحب أن أفعل شيئًا في بطركيتي. لا! الحياد اللبناني هو الكيان اللبناني، وعندما كان لبنان محايدًا بالكلمتين الشهيرتين سنة 1943 مع الميثاق الوطني ’لا للشرق ولا للغرب‘، أعلن لبنان حياده تجاه الشرق وحياده تجاه الغرب، ولهذا عاش جمال الإزدهار والنمو، وعاشه كل اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين بكل طوائفهم، بازدهار ونمو وبحبوحة".

 

وأضاف غبطته: "أما اليوم فكلنا يعيش الفقر والحرمان، ونعيش المأساة الاقتصادية والمعيشية، والتي نعيش كل يوم صفحة جديدة منها. وكما يقول المثل الصيني: ’إنّ المطر لا ينزل على فئة دون أخرى‘. بالتالي، فقد أصبح كلنا فقراء ومعدمون، وكلنا أصبح بدون كرامة، وأصبحنا ’شحادين‘. هذا ليس لبنان، وليست صورة  المسلم أو المسيحي فيه، فحياد لبنان يخدم الجميع، ويحرّر الجميع، ويساعد المترددين أولاً، ونحن من أجلهم، ومن أجل خيرهم، ومن أجل نموهم، ننادي بالحياد، ولن نتراجع لأنه خيرٌ للجميع".

 

وخلص البطريرك الراعي إلى القول: "نحن بذلك لسنا أمام مشروع سياسي، بل نحن أمام عودة إلى الجذور والثقافة اللبنانية، وحضارتنا اللبنانية، وكياننا اللبناني، الذي يميّز لبنان بين كل الشعوب، ولن نتخلى يومًا عن هذه الأرض، ولن نترك ثقافتنا وحضارتنا وكياننا، وأكرر من أجل خير جميع اللبنانيين، من دون استثناء. وهذه الدعوة فعل محبة من بطريرك إلى جميع اللبنانيين".