موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
البطريرك الراعي: استقلال لبنان يعني خروجه من سياسة المحاور إلى رحاب الحياد

أبونا :

 

أحيا اللبنانيون الأحد الذكرى السنوية الـ77 لاستقلال بلادهم عن الانتداب الفرنسي، وبدا الاحتفال خجولاً على المستويين الرسمي والشعبي، بعد شهور من كارثة انفجار مرفأ بيروت، ومع انتشار فيروس كورونا، وتعثر مهمة سعد الحريري الذي كُلّف قبل شهر بتشكيل الحكومة.

 

وفي هذه المناسبة، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسه قداس الأحد، في كنيسة الصرح البطريركي: "يحتفل لبنان اليوم بعيد الإستقلال السابع والسبعين، بعد ثلاث وعشرين سنة من الإنتداب الفرنسيّ، وتركيز الدولة المدنيّة التي تفصل بين الدين والدولة، والتي يتساوى فيها المسيحيّون والمسلمون، وهذا ما ناضل من أجله البطريرك الكبير المكرّم الياس الحويّك".

 

وشدد على أنّ "استقلال لبنان لا يعني نهاية الانتداب الفرنسيّ فقط، بل خروج لبنان من سياسة المحاور إلى رحاب الحياد، فلا ينحاز تارةً إلى الشرق وطورًا إلى الغرب. ولذلك شدّد بيان حكومة الاستقلال على أنّ لبنان يلتزم ’الحياد بين الشرق والغرب‘. ودلّت تجربة لبنان بعد استقلاله، أنه كلّما كان يلتزم الحياد كان استقلاله ينمو، وإقتصاده يزدهر. وكلّما كان ينحاز كان استقلاله يـخبو وإقتصاده يتراجع. وها هو الواقع الحالي المتداعي يكشف مدى الدمار الوطني والسياسي والاقتصادي والأمني الذي أسفرَت عنه -ولا تزال- سياسة الانحياز".

 

وأضاف: "عيد الإستقلال، ولو أتى جريحًا ومهشّمًا، فإنّا ما زلنا نعوّل على إرادات حسنة مخلصة للوطن تعمل على إستعادة قرار الدولة المستقلّ، وبناء دولة جيشها واحد لا أكثر، وقوميّتها واحدة لا أكثر، وولاؤها واحد لا أكثر؛ دولة حدودها محصّنة، وسيادتها محكمة، وشرعيّتها حرّة، ودستورها محترم، وحكومتها إستثنائيّة إنقاذيّة قادرة على النهوض بالبلاد، وعلى كسب الثقة الداخليّة والخارجيّة العربيّة والدوليّة؛ دولةٍ تعيد بناءها الداخلي على الدستور والميثاق نصًّا وروحًا؛ دولةٍ تصلح الخلل في هويّتها الأساسيّة: العيش المشترك كمشاركة متوازنة بين المسيحيّين والمسلمين في حياة الدولة لا كمحاصصة بين أفراد سياسيّن نافذين؛ الديمقراطيّة بشقّيها الموالاة والمعارضة، لا الأكثريّة والأقليّة وطغيان الواحدة على الأخرى وشلّ الحياة العامّة؛ تحقيق الإنماء المتوازن للمناطق ثقافيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، تأمينًا لوحدة الدولة وإستقرار النظام".