موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٣ مايو / أيار ٢٠٢٣
البابا يلتقي مجلس أساقفة إيطاليا، ونقاش حول تحديات اليوم في الكنيسة والعالم

فاتيكان نيوز :

 

التقى البابا فرنسيس، الاثنين 22 أيار 2023، بحوالي مائتي أسقف إيطالي في قاعة السينودس الجديدة بالفاتيكان، لمناسبة بداية أعمال جمعيتهم العامة السابعة والسبعين، الملتئمة حتى الخميس المقبل، حول موضوع: "الإصغاء لما يقوله الرب للكنائس. خطوات نحو التمييز".

 

وفي اللقاء، عقد "حوار صريح" على شكل سؤال وجواب، استغرق قرابة الثلاث ساعات، حاول الحبر الأعظم الإجابة على عدد من الأسئلة التي طرحها عليه أساقفة قدموا من شمال إيطاليا، وسطها وجنوبها، حول عدد من القضايا المتعلقة بالشباب والدعوات، والسلام والبيئة، والمال والأيديولوجيات، وخدمة الأساقفة والكهنة، فضلاً عن أعمال المحبة تجاه الفقراء واللاجئين.

 

ومن بين المواضيع التي تناولها البابا التراجع في الدعوات، وهي مسألة سبق أن تطرق إليها فرنسيس في أواخر شهر آذار الفائت لدى استقباله في الفاتيكان أساقفة إقليم كالابريا الجنوبي. وتم تسليط الضوء أيضًا على خدمة الكهنة، وطلب البابا من الأساقفة، كما فعل في أكثر من مناسبة، أن يعبّروا عن قربهم منهم.

 

ولم يخلُ الحوار من الحديث عن موضوع السلام، مع التأكيد على أن السلام مسألة ملحة وتعني الجميع. وتمّ التطرق أيضًا إلى الأيديولوجيات المختلفة السائدة في عالم اليوم، فضلا عن المشاكل الثقافيّة العديدة، والقضايا الماليّة التي غالبًا ما تولّد صعوبات بالنسبة للكنيسة. كذلك، تمّ تناول المشاكل البيئية مع التشديد على أهمية العمل على تغيير الذهنيّة.

 

كما تمّ الحديث عن ضرورة تبني "نمط جديد"، وهذا ما دعت إليه المسيرة السينودسيّة التي تعني الكنيسة الكاثوليكية في القارات الخمس. وقد شكل هذا الموضوع محور أسئلة طرحها الأساقفة على البابا، الذي حثّ الحاضرين على إيلاء اهتمام خاص بأشكال الفقر، القديمة والحديثة، وعلى عدم التردّد أبدًا في القيام بأعمال المحبة. فيما يتعلق بهذا الموضوع عبر الحبر الأعظم عن تقديره لمجلس أساقفة إيطاليا، الملتزم منذ سنوات في توفير الضيافة للمهاجرين واللاجئين.

 

"درب صليب" المهاجرين

 

في ختام اللقاء، قدّم البابا فرنسيس لكل واحد من الأساقفة نسخة عن كتاب بعنوان Fratellino، أو "الأخ الصغير"، حول قصة شاب من غينيا ترك بلاده ليبحث عن أخيه الصغير، الذي غادر هو أيضًا بلده محاولاً الوصول إلى أوروبا، التي لم يصلها أبدًا. وفي القصة، يتطرّق الكاتب، Amets Arzallus Antia، إلى المآسي التي عاشها هذا المهاجر: عبور الصحراء، الاتجار بالبشر، الأَسر، التعذيب، الإبحار، ثم الموت.

 

وكان البابا قد تطرّق أكثر من مرة إلى هذا الكتاب خلال المؤتمرات الصحفية التي عقدها في طريق عودته من زياراته الرسوليّة، وأثناء عدد من مقابلاته. وقد تحدث عن هذا الكتاب أيضًا عندما التقى بالمهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا بفضل مبادرة "الممرات الإنسانيّة" التي أطلقتها جماعة سانت إيجيديو، بالتعاون مع الكنائس الإنجيليّة والفالدية في إيطاليا، وقد استقبلهم في الفاتيكان في 18 آذار الفائت. وقال آنذاك بأنّ الكاتب يصوّر بشكل درامي "درب الصليب" التي يعيشها العديد من الأخوة والأخوات حول العالم.