موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢١ مارس / آذار ٢٠١٨
البابا يقبل استقالة رئيس أمانة الاتصالات المونسنيور فيغانو

الفاتيكان - أبونا :

بعد أسبوع من الجدل الواسع في طريقة تعامله مع رسالة البابا المتقاعد بندكتس السادس عشر، قبل البابا فرنسيس، اليوم الأربعاء، الاستقالة التي قدّمها المونسنيور داريو إدواردو فيغانو كمسؤولٍ عن أمانة الفاتيكان حول الاتصالات.

وأعلن الفاتيكان عن استقالة فيغانو في 21 آذار، مسجلاً بذلك سقوطًا مذهلاً لمونسنيور يبلغ من العمر 55 عامًا، وتم تكليفه قبل أقل من ثلاثة أعوام لتعزيز وإعادة هيكلة الكيانات الإعلامية المختلفة التابعة للكرسي الرسولي.

وفي خطوة غير معتادة، نشر الفاتيكان كذلك الرسائل المتبادلة بين فيغانو والبابا فرنسيس، والتي يطلب فيها المونسنيور "تنحيه جانبًا"، من دوره السابق الآن كرئيس لأمانة الاتصالات، فيما يقبل البابا فرنسيس الطلب. ومع ذلك، يطلب البابا من فيغانو البقاء في الأمانة "كمبعوث" لتقديم المشورة إلى الرئيس الجديد الذي سيعيّن للأمانة التي تشهد حاليًا أعمالاً طويلة ومعقدّة لتوحيد جهود الحاضرة في مجال الاتصالات ووسائل الإعلام المختلفة.

وقد بدأ الجدل حول فيغانو في العاشر من آذار الحالي، في مناسبة إطلاق سلسلة مؤلفة من عشر مجلدات حول لاهوت البابا فرنسيس، وقد طلب المونسنيور من البابا الفخري بندكتس السادس عشر مراجعة لاهوتية حول السلسلة. وفي حفل التقديم، قرأ المونسنيور الرسالة التي وجهها البابا بندكتس بدلاً عن المراجعة.

وبعد أيام، بعثت أمانة الاتصالات لوسائل الإعلام صورة عن رسالة البابا الفخري، تظهر عدة أسطر غير واضحة في صفحتها الأولى، فيما يغطي كتاب الصفحة الثانية، باستثناء التوقيع. وقد أعقب ذلك الأمر جدل واسع حول إمكانية نشر الرسالة بهذه الطريقة عن قصد. فيما دفع حجب بعض محتويات الرسالة بعض الكاثوليك إلى اتهام الفاتيكان بأنه يسيء استخدام كلمات البابا بندكتس السادس عشر بشكل غير لائق.

كما طرحت وسائل الإعلام أسئلة وفرضيات حول ما قاله خطاب البابا بندكتس السادس عشر بالضبط. وبعد جدلٍ عارمٍ استمر عدة أيام، نشر الفاتيكان نص الرسالة بالكامل في 17 آذار، والتي تظهر أن البابا بندكتس لم يقل فقط بأنه لم يكن قادرًا على قراءة الكتب بشكل كامل، لكنه اعترض أيضًا على أحد المؤلفين المختارين لكتابة أحد المجلدات.

وفي رسالة الاستقالة، قال المونسنيور فيغانو للبابا فرنسيس، إنه على الرغم من أن الأمر لم يكن متعمدًا، لكن الفعل "قد زعزع الاستقرار وعمل الاصلاح الكبير" الذي عُهد له من قبل الحبر الأعظم. وكتب المونسينيور: "أعتقد أن التنحي جانبًا سيكون مناسبة مثمرة للتجديد". هذا وسيقوم نائب فيغانو، المونسنيور لوسيو رويز، بقيادة أمانة الاتصالات لحين تعيين رئيس جديد لها.

ورأى غريغ ايرلاندسون مدير خدمة "كاثوليك نيوز" أن الحادث المتعلق بالرسالة ينم عن "نقص في الحكمة اكثر منه عن خداع". وأضاف على موقع الوكالة، أنه بينما يريد البابا مكافحة "الأخبار الكاذبة"، يأتي هذا الجدل أيضًا "ليذكر بأنه في عصر وسائل الإعلام المتطورة ومع بابا مهيمن، يجب على جهاز الاتصال في الفاتيكان التزام الشفافية وأفضل الممارسات الصحافية".